هاشم الباججي
كانت النجف ومازالت من أهم المراكز الاسلامية والعلمية ، فهي مدينة علمية وجامعة اسلامية ، وحاضنة لكل طلاب العلم من جميع اصقاع المعمورة، لذا فنتاجها العلمي الغزير جعل الكثير من العلماء والمهتمين بنشر الثقافة والعلم يعملون على انشاء مطابع في هذه المدينة المعطاء ،بعد ان كانت معاناتهم كبيرة لاجل طباعة الكتب ونشرها ، وبالفعل ازدهرت حركة الطباعة في النجف ومازالت بحمد الله ، وسنعمل في هذه الصفحة تباعا وبشكل دوري على ذكر أبرز المطابع التي انشئت في النجف الاشرف
مطبعة حبل المتين
وهي أول مطبعة انشأت في مدينة النجف الاشرف عام 1909م، إذ تم استيرادها من الهند في بداية القرن الماضي ووصلت الى البصرة عن طريق البحر ثم نقلت الى مدينة النجف وقد أرسلها السيد جلال الدين حبل المتين من كلكتا في الهند الى أخيه في النجف السيد محمد علي حبل المتين (والسيد محمد علي هو جد السادة اسرة ال حبل المتين في النجف وبغداد) وكانت المطبعة في السابق في الهند تطبع مجلة (حبل المتين) الشهيرة التي كانت تصدر هناك (وهي جريدة تصدر باللغة الفارسية لمدة اربعين سنة لصاحبها السيد جلال الدين حبل المتين المتوفي 1350هـ)، وبعد وصول المطبعة الى النجف الاشرف باشرت أعمال الطباعة والنشر فقد طبعت عددا من الكتب العربية والفارسية والمجلات والجرائد واعدادا من مجلة العلم للسيد هبة الدين الشهرستاني ومجلة الغري الفارسية، وعند وقوع الحرب العالمية الاولى تعطلت المطبعة وانحلت وبيعت أدواتها بسبب الظروف الصعبة التي كانت في تلك الفترة، ومن الجدير بالذكر ان أقدم كتاب طبع في هذه المطبعة الذي كان يحمل أقدم تاريخ هو مجلة فارسية كانت تصدر في النجف عام 1909م تحت عنوان الغري ولم تتجاوز العدد الثاني واحتجبت عن الصدور وابدلت بمجلة (درة النجف) الفارسية، اما الكتب فلعل كتاب (موعظة السالكين) للسيد محمد علي الشاه عبد العظيمي، الذي طبع في مطبعة حبل المتين، عام 1329 ه = 1911 م هو الاقدم.
————————
المصادر
-موجز تاريخ الطباعة لمحة سريعة في تأريخ ظهور الكتابة والورق والطباعة ،عبد الجبار الرفاعي
-معجم المطبوعات النجفية منذ دخول الطباعة إلى النجف حتى الآن ، محمد هادي الأميني .
نشرت في الولاية العدد 101
