ألف شين
مر الجاحظ بمعلم يضرب ديكاً ويقول له: (ألف – شين) ، (ألف – شين).
فقال الجاحظ : ما هذا؟
قال : أعزّك الله انظر إلى تلك المزبلة -وأشار إلى مزبلة أمام مكتبة- هل رأيتها ؟
قال : نعم
قال : أنا أنصب فيها فخاخاً لصيد العصافير فيأتي هذا الديك فيلتقط الحبّ الذي أجعله لها, فأقول له: (أش) فلا يفهمني.
فقلت: لعله لا يعلم وأردت أن أعلمه حتى يفهمني.
الجلوس في مكان هارون
أتى البهلول يوما إلى قصر هارون فرأى المسند والمتكأ الذي هو مكان هارون خالياً وما رأى هارون عليه، فجلس في مكانه.
فجاء الحراس وسحبوه عن مكان الخليفة وضربوه.
فلما خرج هارون من داخل قصره رأى البهلول جالساً يبكي فسأل الخدم.
فقالوا: جلس في مكانك فضربناه وسحبناه .
فزجرهم ونهرهم وقال له: لا تبك ِ.
فقال: يا هارون لا أبكي على حالي ولكن أبكي على حالك، أنا جلست في مكانك هذا لحظة واحدة فحصل لي هذا الضرب الشديد وأنت جالس في هذا المكان طول عمرك فكيف يكون حالك؟
أبو الطيب و الاسكافي
دفع أبو الطيب الطبري خُفا إلى الاسكافي ليصلحه, فكان كلّما مر عليه يتقاضاه, وكان الاسكافي كلما رأى القاضي اخذ الخفّ وغمسه في الماء, وقال : الساعة الساعة.
فلما طال عليه قال له : إنما دفعته اليك لتصلحه, ولم أدفعه إليك لتعلمه السباحة.
الأعرابي والنحوي
يحكى أن نحويا وقع في بئر عميقة لم يستطع إخراج نفسه منه, فجاء أعرابي ليساعده على الخروج ، فنادى عليه ليعلم أهو حي أم لا .
فرد عليه النحوي قائلاً: اطلب لي حبلا دقيقا .. وشدني شدا وثيقا .. و اجذبني جذبا رفيقا.
فصرخ به الأعرابي: ثكلتني أمي إن أخرجتك منها.
الرسام الذكي
يحـــكى أنه كان يوجد ملك في احد البلدان أعرج ويرى بعين واحدة.
وفي أحد الأيام، دعا هذا الملك رسامين ليرسموا له صورة شخصية وقد خصص هدية ثمينة للرسام الذي يرسمه بشرط أن لا تظهر عيوبه في هذه الصورة فرفض كل الفنانيــن رسم هذه الصورة، فكيف سيرسمون الملك بعينين وهو لا يملك سوى عين واحدة؟
وكيف يصورونه بقدمين سليمتين وهو أعرج؟
ولكن… وسط هذا الرفض الجماعي قبل أحد الرسامين رسم الصورة، وبالفعل رسم صورة جميلة وفي غايــة الروعة، فقد رسم الملك واقفاً وممسكاً ببندقيــــة الصيد (بالطبع كان يغمض إحدى عينيه) ويحني قدمـــه العرجاء.
نشرت في مجلة الولاية العدد 84