أ.م.د.هاشمية حميد جعفر
إنسان حفّه الله منذ ولادته برعايته وعنايته, فجعل بيته الحرام مهدا له, لم يسبقه في ذلك سابق, ولم يلحقه لاحق.. فتى شرح الله قلبه للإيمان، فكان أول امرئ يدخل الإسلام.
وحينما أصبح شابا واختلج في صدره أن يتزوج صدر الأمر الإلهي بذلك، فقال رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم ): ابشر يا علي فإن الله عز وجل قد كفاني ما قد كان همني من أمر تزويجك… الى ان قال له: إن الله عز وجل إذا أكرم وليه وأحبه أكرمه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت، فأحياها الله لك، يا علي.
أوجّه كلامي هذا إلى من احبك يا أمير المؤمنين وأخلص لك الولاء ولجميع أولادك, فعليهم أن يعيدوا النظر, ويمحصوا الخبر، لينهلوا من معين فضائلك السلسبيل وردا صافيا هنيئا تطيب به نفوسهم وتطرب لصوته اسماعهم وتكتحل بجماله ابصارهم.
نور على نور:
روي عن الحسين بن محمد بن سعيد الصيرفي قال : حدثني أبو الحسن علي بن محمد بن شنبوذ، قال: حدثنا علي بن حمدون، قال: حدثنا علي بن حكيم الأودي، قال: أخبرنا شريك عن عبد الله بن سعد عن الحسين بن علي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، قال: (أخبرني جبرئيل(عليه السلام) لما ثبت الله تبارك وتعالى اسم محمد على ساق العرش قلت : يا رب هذا الاسم المكتوب في سرادق العرش، أرني أعز خلقك عليك، قال: فأراه الله اثني عشر أشباحا أبدانا بلا أرواح بين السماء والأرض، فقال: يا رب بحقهم عليك إلا أخبرتني من هم ؟ فقال: هذا نور علي بن أبي طالب، وهذا نور الحسن، وهذا نور الحسين، وهذا نور علي بن الحسين، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور جعفر بن محمد، وهذا نور موسى بن جعفر، وهذا نور علي بن موسى، وهذا نور محمد بن علي، وهذا نور علي بن محمد، وهذا نور الحسن بن علي، وهذا نور الحجة القائم المنتظر.
قال: فكان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول : ما أحد يتقرب إلى الله عز وجل بهؤلاء القوم إلا أعتق الله رقبته من النار).
هذه هي مكانة الامام علي واولاده عليهم السلام عند الله تعالى . فهل من أحد حصل عليها من الماضين والحاضرين .
إلا شيعة علي(عليه السلام):
إن كان لكم شوق لسماع ما اعد الله لشيعته من كرامة, فاسمعوا ما رواه جعفر القمي عمّا أعده الله لمن أحب عليا وتشيع له، فقد ورد في كتاب المسلسلات: عن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: (لما عُرِجَ بي إلى السماء دخلت الجنة، فإذا أنا بقصر من درة بيضاء مجوفة وعليها باب مكلل بالدر والياقوت وعلى الباب ستر، فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب لا إله إلا الله محمد رسول الله علي ولي الله، وإذا مكتوب على الستر بخ بخ من مثل شيعة علي فدخلته فإذا أنا بقصر من عقيق أحمر مجوف وعليه باب من فضة مكلل بالزبرجد الأخضر، وإذا على الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الباب محمد رسول الله علي وصي المصطفى، وإذا على الستر مكتوب بشر شيعة علي بطيب المولد فدخلته، فإذا أنا بقصر من زمرد أخضر مجوف لم أر أحسن منه، وعليه باب من ياقوتة حمراء مكللة باللؤلؤ، وعلى الباب ستر فرفعت رأسي فإذا مكتوب على الستر شيعة علي هم الفائزون، فقلت : حبيبي جبرئيل، لمن هذا ؟ فقال : يا محمد لابن عمك ووصيك علي بن أبي طالب (عليه السلام)، يحشر الناس كلهم يوم القيامة حفاة عراة إلا شيعة علي(عليه السلام)، ويدعى الناس بأسماء أمهاتهم ما خلا شيعة علي (عليه السلام)، فإنهم يدعون بأسماء آبائهم فقلت : حبيبي جبرئيل، وكيف ذاك ؟ قال : لأنهم أحبوا عليا فطاب مولدهم) بحار الانوار 65 / 77 .
لا يدخل النار من عرفه:
لا يدخل النار من عرف عليا ولا يدخل الجنة من أنكره، وإن كنتم تطلبون اطمئنان القلب في ذلك، فإليكم ما نقله علي بن محمد بن علي العلوي قال: حدثني أحمد بن زياد بن جعفر عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن الريان بن الصلت، قال: (سمعت مولاي علي بن موسى الرضا (عليهما السلام) يقول: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول : سمعت أبي محمد بن علي يقول : سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: سمعت الله جل جلاله يقول: (علي بن أبي طالب حجتي على خلقي ونوري في بلادي وأميني على علمي، لا أدخل النار من عرفه وإن عصاني، ولا أدخل الجنة من أنكره وإن أطاعني).
هذا هو مولانا وامامنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فلا تحيدوا عن نهجه القويم، ولا تخرجوا عن فيء ظلاله الكريم، لتفوزوا بالجنة بفضل الله تعالى.
نشرت في مجلة الولاية العدد 73