بقلم : سرمد سالم
غريب ان نرى ذلك المخلوق الذي نفخ فيه الباري من روحه وحباه بعقل ميزه به على جميع المخلوقات الاخرى يخضع لحكم مخلوق او مجموعة تطلق على نفسها تسميات ما انزل الله بها من سلطان اتخذت هواها سبيلاً تروم به تدمير قيم الإنسانية عن طريق تثقيفه بأفكار تثير الحقد الدفين لتعيد طفّاً رسمته الجراح هوية للإسلام عند كل مخاض للتأريخ.
ليصبح بذلك عبدا بيد تلك الفئات الضالة المنحرفة البعيدة عن طريق الإسلام تسخره كيفما تريد وتحركه أنى تشاء فمرة يكون ورقة خيانة بيد حاقد على الإسلام ومرة يكون شعاراً يشعل الفتن والنعرات الطائفية بين أبناء العراق مما يؤجج رياح العداء بين اطياف هذا البلد الجريح وأخرى يفجر بدنه من خلال إسقاطه في فخاخ البغي ومصايد الشيطان تحت لواء مقنع بتسمية (الجهاد) مستغلين هذا الشعار الذي جعله الله(عز وجل) من احسن وأفضل منازل الشهادة إذ قال في كتابه الكريم (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ) فأي جهاد نحن بصدده اليوم الذي أصبح يبيح للعاتين استباحة الدماء الطاهرة والمدن المقدسة والتطاول على أرواح الأبرياء دون أن يدرك أن تلك النفس البشرية هي أكثر حرمة عند الله من بيته الحرام فأي جهاد يسيره أصحاب الاموال والأجندات الخارجية وأي قلوب تحمل هذه الشرذمة بقتل الطفل والمسن فهل بهذا الطريق سنمثل الإسلام ام هل من خلال مساعيهم التي شقت صفوف الأمة التي رصها النبي الكريم محمد(صلى الله عليه وآله) ورواها الحسين (عليه السلام) بدمائه الطاهرة، ونحن عاقدون العزم على إعادة بنائها على هدي اهل الحق والعقيدة الصادقة لمنهج ال البيت عليهم السلام، ونقول لأولئك الضالين: ألم تسيروا في الارض فانظروا كيف فشل اسلافكم في مخططهم المقيت حينما اجتمعوا على إزالة الحق من أجل السلطة (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).
نشرت في الولاية العدد 87