شاعر وقصيدة أبو الفضل النوري

ر-سالة-الشعرر

حيدر رزاق شمران

يعد الشاعر ابو الفضل النوري من شعراء النجف المبدعين الذين وصفوا بالشاعرية ورقة الأحاسيس وحسن الاسلوب النثري والشعري الذي تميز بقوة الديباجة ورصانة السبك وقد لاقى شعره اعجابا كبيرا من قبل الأدباء الذين عاصروه ووقفوا على نتاجه الشعري والنثري الرصين.

نسبه ونشأته:
هو أبو الفضل أحمد ابن أبي القاسم ابن الحاج محمد علي النوري ولد عام 1273هـ وتوفي عام 1316هـ وهو من العلماء الأجلاء والشعراء المتميزين.
ذكره السيد الأمين في أعيانه ج7ص397 حيث قال: كان عالماً فاضلاً فقيهاً اصولياً متكلماً عارفا بالحكمة والرياضيات مضطلعا على السير والتواريخ مشاركا في علوم شتى اديبا شاعرا حسن المحاضرة لطيف المحاورة حلو المعاشرة..
سافر والده الى طهران ومعه المترجم له وتوطنها في حياة استاذه الشيخ مرتضى الأنصاري الى أن توفي بها وهاجر ولده في شبابه بعد أبيه الى العراق فقرأ في النجف الأشرف على علمائها وفي بعض القيود انه بقي في النجف الأشرف عشر سنوات يقرأ على علمائها وهاجر الى سامراء حدود 1302هـ فتوطنها وتتلمذ على السيد ميرزا حسن الشيرازي وبقي يقرأ عليه في سامراء الى أن توفي الميرزا فعاد الى طهران وسكنها الى ان توفي عام 1317 وقيل 1316 ونقل جثمانه الى النجف الأشرف ودفن في وادي السلام.

مؤلفاته وكتبه:
لقد كتب شاعرنا الكثير من المؤلفات في مختلف الجوانب الأدبية والفقهية وغيرها ومن مؤلفاته كتاب ميزان الفلك وكتاب صدح الحمامة وكتاب منية البصير في بيان كيفية الغدير وكتاب الدرر في نظم اللؤلؤ المندثر وغيرها فضلا عن ديوانه الشعري الذي طبع عام 1370هـ.

شهادة معاصريه:
يقول الخاقاني في شعراء الغري ج1ص338 (من الآثار التي كثر التندر عنها قبل طبعها ديوانه فهو تحفة رائعة تصور روح الأدب العربي وقوة تأثيره على باقي العناصر..) وديوانه قبل أن يطبع كان من الآثار القيمة التي عرف صاحبها بالمنزلة الرفيعة بين أدباء عصره الذين مدحوه بكثير من الشعر ومنهم السيد حيدر الحلي في قصيدته التي قرر بها شعره وشاعريته بقوله:
يا أبا الفضل كلما قلت شعرا           فيه أودعت من بيانك سحرا
وإذا ما بعثت غائص فكرٍ                 في بحور القريض أبرزت شعرا
كم تعاطيت غاية جئت فيها            فارس الحلبتين نظما ونثرا
وهي طويلة ومثبته في الديوان الذي نشرناه ومنهم السيد محمد سعيد الحبوبي بقوله من قصيدته التي مطلعها:
والفضل للمولى أبي الفضل الذي      أرسى مضاربه على العيوق
المنطق الخرس البراعة بالذي         أوحى لها والمخرس المنطيق
وهم كثيرون فقد أفهمونا منزلته ومكانته عندهم واعترافهم له بذلك وشهادة زعيميه في الأدب توقفنا على منتهى التكريم لشخصه والاحترام له.

هجمت خيولٌ للربيع..
نفح النسيم وغنت الورقاء                وشدا الحمام وهاجت الأهواء
وأتى الربيع وفاضت الأنواء                وبيمنهن اخضرت الأرجاء
يا من به تتوقد الأحشاء                  ولشمسه شمس الضحى حرباء
قم فاسقني قطامة الصهباء
***

وفد الربيع وجيشه المنصور وحسام نرجس حسنه مشهور
أبدا ولكن طرفه مخمور                وكذاك صدغ عماره منشور
وشقيقه نار أراها الطور               وكأنه وبه انجلى الديجور
من فوق رمح راية حمراء

***
جيش طليعته السحاب الراضب ولها الرياح اللاقحات جنائب
والرعد طبل والبروق قواضب       والقطر اسهمها وهن صوائب
ينفل منها للشتاء كتائب           في فيلق للنصر فيه مقالب
لكنها ملمومة بيضاء

***
هذا الغدير وكف داوود الصبا         نسجت لها درعا دلاصا سلهبا
وحبت حواشيه سيوفا قضبا        والروض بالاغصان يحمل مقنبا
وجيوشها أهلا بهن ومرحبا         تغزو الشتاء بجيشه المتألما
ولها عليه الغارة الشعواء

***
أو تلك نار وغى تشب وتصطلى أم مشعل في الحرب يجلو القسطلا
أم ذاك ورد في الحدائق يجتلى ما أحشم النيروز لما أقبلا
وبجيشه الموار قد ضاق الفلا فمذ انتضى الخذم الفرند المصقلا
حمي الوطيس وهاجت الهيجاء

نشرت في الولاية 91

مقالات ذات صله