محمد حسن هاشم
تعدُّ المكتبات في أي مجتمع دليلاً على ثقافة وتطور على رقيّ هذا المجتمع، لذا سعى الكثير من ابناء المحافظات العراقية لتأسيس مكتبات في مدنهم من اجل التشجيع على ثقافة القراءة والمطالعة وبالتالي تكون محطة مهمة للشرائح الاكاديمية منها والعامة للتزود بالفكر والثقافة والعلم والمعرفة.
تأسيس المكتبة
انطلاقاً من قوله تعالى ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) حصلت المباشرة في اعمال بناء مكتبة الامام الحسين ( عليه السلام ) ، فبعد عام 2003 وما تلته من احداث مرت على العراق من دمار وتخريب ونهب لكل ما يتعلق بحياة الانسان وثقافته وحاجاته المادية والمعنوية وبعد الفراغ العلمي والثقافي والفكري ، ظهرت الحاجة الماسة الى وجود منابع ومؤسسات فكرية تعمل على اعادة الحياة العلمية الى العراق والى مدينة السماوة لاسيما ان المدينة كانت تعيش حالة من الفراغ العلمي والثقافي وعدم وجود مؤسسات علمية وثقافية تهتم بالجانب العلمي والفكري ،فنهض ابناء المدينة لتأسيس صرح علمي وثقافي عام ، فبادر سماحة الشيخ احسان كامل السماوي و بدعم المرجعية العليا في النجف الاشرف المتمثلة بسماحة اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) والتي كان لها الدور الأكبر لدعم هذا المشروع المبارك الذي تكلل بالنجاح من خلال همة المؤمنين من أبناء هذه المدينة الذين ساهموا لبزوغ فجر جديد بعد ما خيم عليها ظلام الجهل و التيه الفكري و المعرفي بإنشاء مكتبة عامة هدفها خدمة ابناء المدينة والعمل على بنائها وتجهيزها بالأثاث والمستلزمات المكتبية وشراء الكتب والمصادر الضرورية والمهمة واستكمال النواقص لتكون اول مكتبة في مدينة السماوة من نوعها من الريادة في المشروع والمكان المناسب من حيث الموقع وعدد ونوع الكتب المعروضة.
وقد سعى سماحة الشيخ السماوي بتوفير الكتب في المجالات العلمية والادبية والتاريخية وعدم حصرها بالجانب الديني فقط لتعم الفائدة على اكبر عدد من المستفيدين منها كطلبة الدراسات الاولية في الجامعات وطلبة الدراسات العليا كالماجستير والدكتوراه ، فكانت بحق منتجعا ثقافيا مهما للباحثين والرواد.
عدد الكتب واهم المواضيع
تضم المكتبة في اروقتها الاف الكتب ليتجاوز الثلاثون الف كتاب و هو في تصاعد مستمر وعملية شراء الكتب وتسجيلها وفهرستها مستمرة لتواكب التقدم والتطور الذي يحصل في مختلف العلوم وتحتوي ايضا على الكتب القيمة والنادرة العامة والمتخصصة بالعلوم والادب والتاريخ والسيرة والتفسير والحديث الشريف والطب والقانون والسياسة والادارة والاقتصاد والتربية والتعليم اضافة الى علم النفس وعلم الاجتماع ومبوبة حسب الموضوعات والعناوين بالإضافة الى قاعات المطالعة وقسم المكتبة الالكترونية التي تضم عدد كبير من الحاسبات التي توفر الكتب الالكترونية التي هي غير موجودة في المكتبة العامة .
اهم المكتبات المهداة للمكتبة
منذ تأسيس المكتبة في هذه المدينة وبعد ان رأى الكثير منهم مدى الفائدة المتحققة لابنائها سعى الكثير من اصحاب المكتبات الشخصية باهداء مكتباتهم الى هذه المكتبة للمساهمة في نشر الفكر والعلم ،وقد ساهم اهداء المكتبات الى ان تنمو وتزدهر في فترة وجيزة – سيما في بداية التأسيس – ليتضاعف عدد كتبها وتتنوع موضوعاتها ، وكان لرفد هذه المكتبة بالعديد من الكتب والمكتبات الخاصة من خلال التبرع بها الى مكتبة الامام الحسين ( عليه السلام ) الاثر الكبير لاتساعها ولكي يستفيد اكبر عدد من ابناء المدينة .
المكتبات المهداة الى مكتبة الامام الحسين عليه السلام العامة :
1-مكتبة الاستاذ ابراهيم كنان التي وصلت عام 2010م .
2-مكتبة الاستاذ عبد الجليل حسن المحمود التي وصلت الينا عام 2010م .
3-مكتبة الاستاذ الحاج محمد رضا المطوف التي وصلت عام 2010م .
4-مكتبة الاستاذ هاني بندر التي وصلت الينا عام 2012م .
5-مكتبة الاستاذ عبد الحسين الخطيب التي وصلت الينا عام 2012م .
6-مكتبة الاستاذ عبد علي الشيخ هادي التي وصلت عام 2014م .
نشرت في الولاية العدد 103