كمال السيد

7

أجرى اللقاء: غزوان العيساوي

لم يجد في وطنه الا الغربة التي عاشها خارج بلده ومازالت تراوده حتى عند العودة، وصل التفكير به إلى انه قد فات زمانه وهو يعيش في غير الزمن الذي كتب له، كلماته تصحبها الحسرات والمرارة بما يعاني منه البلد في نظر المفكر العراقي، حاول ان يكتب عن الوطن ومرارة الكلمات قصرت من عمله تجاه البلد الذي ولد فيه، عرف بأخلاق تحلت بحب اهل البيت عليهم السلام حتى بدأ في خط جديد للكتابة الا وهو الرواية عن حياة اهل البيت عليهم السلام وبدأ مشواره الطويل، انه الكاتب كمال السيد الذي كان لمجلة الولاية معه هذا اللقاء.

اسم شهرته: كمال السيد، واسمه الحقيقي هو عباس حسن علي الموسوي، مولود في مدينة بغداد عام 1959 واصول اسرته من محافظة العمارة.
كانت بدايات كتابته الادبية عبارة عن ارهاصات تعود الى فترة المراهقة، والبداية الحقيقة كانت سنة 1977بدأت بقصة قصيرة تحت عنوان (واشرقت الشمس قبيل الغروب) كانت تتحدث عن انتفاضة صفر التي حدثت سنة 1977، وفي سنة 1981 هاجر الى ايران.

بمن تأثر كمال السيد في كتاباته وأي الروايات اطلعت عليها قبل ان تكتب؟
– تأثرت بكتاب الف لية وليلة والكتابات المنشورة على صفحات مجلة العربي الكويتية فكان لدى اخي مجلدات من هذه المجلة وما يستهويني بها التاريخ والجغرافية وبسبب الظروف المريرة التي كنا نعيش فيها والاحساس بالغربة في ظل نظام دكتاتوري، فكان الملاذ الوحيد في تلك الفترة المفعمة بالأحلام والاماني هو التاريخ وكان اللجوء يعد هروباً من الواقع وبسبب هذا الهرب تولدت لدي تراكمات ومعلومات عشتها بوجداني وضميري من تاريخ الاسلام ساعدتني على الكتابة في مجال الرواية التاريخية وكانت (الف لام ميم ذلك الحسين) هي بواكير الكتابة في هذا المضمار.

كيف تتكون الفكرة وتتم المباشرة بالكتابة؟
– الحقيقة ان الكتابة لدي هي حالة من الاشتعالات، يعني هذه الفترة التاريخية التي اريد ان اكتب عنها تحديدا بعد الاطلاع عليها من مصادر متعددة تحدث تراكمات اشبه بتراكمات الغيوم لحظة تشتعل البروق وينهمل المطر , فان الكتابة لدي هي كما تشتعل البروق في السماء الملبدة بالغيوم وحصيلة اطلاعي على مقطع تاريخي معين تتولد هذه المشاهد في الوجدان ثم تنساب على الورق بهذه الطريقة انا اكتب وليست كتاباتي تحليلية في مجال الرواية التاريخية تحديدا بل هي كتابة وجدانية مزيج من المشاعر والاحاسيس تتناغم هذه مع المفردات التي يمكن ان تستوعب هذه الاحاديث .

المفردات التي يختارها كمال السيد في رواياته على قول البعض صعبة وسهلة في نفس الوقت؟
– ذكر احد الكتاب الايرانيين في صحيفة مقالة حول رواية الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام واشار فيها الى اني قد تأثرت في اختياري للعبارات بالكاتب عبد الفتاح عبد المقصود والحقيقة اني لم اطلع ولم اقرأ ما كتب هذا الكاتب الكبير ولكني سمعت به وحاولت ان اقارن بيني وبين اسلوبه لكن للأمانة اقول اني قد تأثرت برواية (الساعة الخامسة والعشرون) وأعدت قراءتها اكثر من مرة وكذلك تأثرت بكتابات عبد الحليم عبد الله وهي كتابات حالمة واخلاقية وانا تأثرت بأسلوبه عندما يريد ان يعبر عن فكرة يكون اسلوبه رائعاً ومؤثراً على سبيل المثال يقول (اذا كان ثوبك وحيدا لا ينبغي ان يكون قذرا وان نظافة الثوب الوحيد من انبل جهاد الفقراء فاذا كتب عليك ان تكون فقيرا فحاول ان تكون شريفا) منذ ايام المراهقة وانا احفظ هذه المقطوعة وكان له تأثير كبير في تحديد مساري في الحياة.

حياة كمال السيد بدون رتوش؟
– احيانا العب مع الاطفال وارتع, وعندما اكتب الى الاطفال بين الفترة والاخرى اعتبر هذه نزهة بالنسبة إلي اذهب مع هذا العالم البريء امرح والعب واكتب واخاطب هذه الشريحة البريئة واعتبر لغة الاطفال هي لغة الانبياء .

كيف يتعامل كمال السيد مع عائلته عندما يريد ان يكتب؟
– عندما اكتب الرواية التاريخية خاصة الجأ الى مكان هادئ واستحضر بعض الاشياء مثل الفانوس وجرة ماء فخارية واشياء تذكرني بالتاريخ او اذهب الى سوق تاريخي قديم او اذهب الى مكان يولد حالة الصفاء الذهني قد يكون سفح جبل او بعض التلال القريبة من المنزل الذي اسكنه فالعائلة تتفهم هذا الامر في عملي .

اختيار عناوين الروايات بطريقة خاصة لدى كمال السيد تجذب القارئ كيف تفسرون هذا الامر؟
– هي ولادة طبيعية إذ يتم اختيار العنوان بعد الانتهاء من الرواية وكانه شيء يضيء في الوجدان ماذا اكتب؟ ماهو العنوان؟ وتعلمون بان الغلاف والتصميم والعنوان هو البداية، وبرأيي فان القارئ يحتاج الى لذة الاكتشاف والعنوان اذا كان فيه نوع من الهالة والغموض تمنح القارئ لذة من الاكتشاف والعنوان الجامد غير موحٍ الى شيء.

هل كتبت عن الوطن؟
-نعم كتابات قصيرة والرواية الوحيدة التي كتبتها عن الوطن كان عنوانها (اخر اساطير الحب) وهي قصة حقيقية تتحدث عن الشهيدة ميسون غازي الاسدي وخطيبها الدكتور حسام الصريفي فقد اعتقلوا سنة 1982 واستشهدوا سنة 1984, وهناك مشروع كبير في المستقبل لكتابة روايات تحت عنوان كبير (بغداد ال79) في هذه الفترة ما واجه الفتيات من نظام مدجج بأسلحة التعذيب والدمار وصمدن برقتهن وكان استشهادهن ادانة لنا جميعا ادانة لهذا العصر المثقل بالآلام والآثام.

كم الروايات التي كتبها كمال السيد؟
بلغت لحد الان 16 رواية.

المنفى ماذا يعني لك وهل تفكر بالعودة؟
انا اعد المنفى اشبه بالكهف بالنسبة لي وعندما عدت الى العراق شعرت بالغربة الحقيقية لأنني انتمي الى فترة مضت ولن تعود وقد قلت لبعض اصحابي اني اصبحت جزء من التاريخ وهذا الشعور ما يزال لدي حتى هذه اللحظة.

مقالات ذات صله