الشباب والمشي الى الامام الحسين عليه السلام

جميل البزوني

ليس متوقعاً في المجتمعات الاسلامية ان يكون الشاب تابعاً في افكاره لغيره دائما، فمجرد التبعية تشعر الشاب بالرفض بخاصة عندما لا يفهم سبب التبعية ويجبر على قبولها.
ومن تلك القضايا الامور التي لا ترتبط بتوجهات الشباب في الحياة من قبيل المراسم الدينية التي تعوّد عليها وهو صغير ولا زال يقوم بها حتى بعد ان شعر بانه مجبر على فعلها بحكم تبعيته لأهله في ذلك.
وقضية المشي الى الامام الحسين(عليه السلام) في الزيارة من أكثر تلك القضايا التي تشغل بال الشاب خصوصا وهو يرى ويسمع أن الشباب في العالم يبدعون في مجالات أخرى، وربما يجنون كثيرا من المال، في حين لا يزال الشاب المسلم يزاول أمراً يشعر في كثير من الأحيان انه قد تعود عليه في صغره ولم يسأله أحد في قبوله ورفضه.
والشاب بطبيعته يرغب في فعل الامور عن قبول وقناعة؛ لأنه يرغب في ان يكون مستقلا في أفكاره واعماله حتى انه عندما يمشي لا يحب ان يمشي الا مع اقرانه من الشباب وليس مع والديه أو أهله.
وهذه الشعيرة من أكثر الشعائر التي يمارسها الشباب في الوقت الحالي؛ لأن الجهد الذي تحتاجه يتناسب مع القوة والنشاط الذي يمتاز بهما الشاب ولذا ترى بوضوح ان عدد الممارسين للمشي من الشباب يوازي عدد الممارسين من بقية الاعمار جميعا.
وعندما نريد من الشاب أن يفعل بعض هذه الامور التي نعتقد بأهميتها فعلينا أن نرسم له صورة واضحة حتى ينساق معنا فيها، ليزداد في وعيه للأمور وتتكامل شخصيته؛ ليكون قادرًا على الرد عندما يسأله بعضهم عن سبب القيام بتلك الاعمال.
ومن أجل هذا قد يحتاج الانسان الى وقت يعوّد ابنه فيه على الممارسة اولا وذلك في الوقت الذي يكون فيه غير قادر على فهم المطالب الدينية ووعيها، ثم يتدرج معه في الطرح بما يتناسب مع عمره وتنفتح فيه مداركه، كما إن عليه أن يراقب تلك المدارك من خلال الاستماع الى ما يدور في ذهنه من امور تشغل بال الشاب حتى لا يسبقه الى القناعة الآخرون لأن قلب الحدث أرض خالية تحتاج الى مراعاة وأناة وفطنة في الفعل ومعرفة الوقت المناسب لبذر الافكار، فلا يسبق وقت طرحها ولا يتأخر في الطرح عند الحاجة اليها، ومن ثم يكون الأب هو المعلم للسلوك والموضح للعقيدة.
كما إن الأسلوب الذي يجب الاعتماد عليه في ذلك هو الرفق حتى وإن كانت طريقة التساؤلات التي يتم طرحها غير معهودة ولا مقبولة، فان الشاب يريد من يثق به حتى يستقبل منه الكلام وقبل الثقة بالقائل لن يسمع وإذا سمع لن يقتنع.
وممارسة الإنسان لبعض الشعائر وإعطاء الدروس أثناء الممارسة يكون أكثر تأثيراً في نفس المتلقي وذلك لأنه يرتبط بتلك الاعمال عندما يكون التوضيح مقترناً بالعمل وهذا ما تؤكد عليه طرق التعليم الحديثة.

نشرت في الولاية العدد 110

مقالات ذات صله