مرافئ 117

قال امير المؤمنين عليه السلام:

اما بعد فان الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع وإن الآخرة قد أشرفت باطلاع ألا وإن اليوم المضمار وغدا السباق. والسبقة الجنة والغاية النار . أفلا تائب من خطيئته قبل منيته؟ ألا عامل لنفسه قبل يوم بؤسه؟ ألا وإنكم في أيام أمل من ورائه أجل. فمن عمل في أيام أمله قبل حضور أجله نفعه عمله. ولم يضرره أجله. ومن قصر في أيام أمله قبل حضور أجله فقد خسر عمله. وضره أجله. ألا فاعملوا في الرغبة كما تعملون في الرهبة. ألا وإني لم أر كالجنة نام طالبها. ولا كالنار نام هاربها. ألا وإنه من لا ينفعه الحق يضرره الباطل. ومن لم يستقم به الهدى يجر به الضلال إلى الردى. ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن. ودللتم على الزاد . وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل . تزودوا من الدنيا ما تحرزون أنفسكم به غدا…
نهج البلاغة : – ج 1 /70

 

الأعماق السحيقة

مناطق الأعماق السحيقة أو المنطقة الغورية طبقة مائية في قاع البحر تقل فيها حركة المياه ويرتفع الضغط المائي فيها وتصل إلى قعر المحيط وبالتالي تكون مظلمة وباردة جدا وتعيش في هذه الطبقة كائنات محللة من بكتيريا وأسماك تقتات على النباتات والحيوانات الميتة والفضلات التي تترسب من الأعلى.
تمتد طبقة السهول السحيقة من عمق 4 آلاف متر تحت السطح، حتى القاع، الذي قد يفوق عمقه، في بعض الأخاديد البحرية، 11 ألف متر تحت سطح البحر. وخصائص هذه الطبقة: المائية والحيوية، تكاد تكون الخصائص نفسها، التي تتميز بها الطبقة التي تعلوها. فهي طبقة مظلمة تماماً، إلا أن مياهها أبرد قليلاً، ومحتواها من الأوكسجين أعلى؛ لانخفاض درجات الحرارة. وتعيش فيها جماعات من الأحياء البحرية شديدة التخصص، حول ينابيع القاع الحرارية إضافة إلى مخلوقات دقيقة ذاتية التغذية، في المياه الساخنة، حول مداخن القاع. ويمكن أن تضم إليها بيئة الأخاديد القاعية العميقة. متوسط حرارة المياه، لا يتجاوز 3.5 درجات مئوية؛ ومناطقها مظلمة، لا يصلها ضوء الشمس؛ الأحياء البحرية، في هذه الأعماق، متشابهة، في كلِّ المحيطات. وتتغذى بالمواد العضوية، المتساقطة عليها من الطبقات العليا.

 

 

النحوي وبائع الباذنجان

وقف نحويٌّ على رجل فقال: كم لي من هذا الباذنجان بقيراط؟!
فقال‏:‏ خمسين
فقال النحوي‏:‏ قل خمسون.
ثم قال‏:‏ لي أكثر، فقال‏:‏ ستين.
قال‏:‏ قل‏‏ ستون
ثم قال‏:‏ لي أكثر، فقال‏:‏ إنما تدور على مئون وليس لك مئون.

 

كم مضى من عمرك ؟

سأل هشام بن عمر فتى إعرابياً عن عمره فدار بينهما الحوار التالي :
هشام : كم تعد يا فتى ؟
الفتى : أعد من واحد إلى ألف وأكثر.
هشام : لم أرد هذا بل أردت كم لك من السنين ؟
الفتى : السنون كلها لله عز وجل وليس لي منها شيء.
هشام : قصدت أسألك ما سنك ؟
الفتى : سني من عظم.
هشام : يا بني إنما أقصد ابن كم أنت ؟
الفتى : ابن اثنين طبعاً أب وأم.
هشام : يا إلهي إنما أردت أن أسألك كم عمرك ؟
الفتى : الأعمار بيد الله لا يعلمها إلا هو.
هشام : ويلك يا فتى لقد حيرتني ماذا أقول ؟
الفتى : قل كم مضى من عمرك ؟

نشرت في الولاية العدد 117

مقالات ذات صله