الفتى وهشام بن عبد الملك
ذهب وفد من إحدى القبائل لمقابلة الخليفة هشام بن عبد الملك ليضعوا بين يدي الخليفة ما حل بهم من فقر وعوز عله يجزل العطاء لهم، إلا ان الخليفة لم يقتنع بكلامهم، فنهض فتى صغير منهم مخاطبا الخليفة قائلاً: يا أمير إن كانت هذه الأموال لله ففرقوها على عباده وإن كانت لكم فتصدقوا بها علينا وان كانت لنا فلم تمنعوها عنا ؟
قال الخليفة : والله ما ترك لنا الغلام واحدة نحاججه بها.
حلم مالك الأشتر
روي أن مالك الاشتر (رضوان الله عليه) كان يجتاز يوماً في سوق الكوفة فشتمه رجل وأظهر عليه السفاهة والإهانة . فلم يقل في جوابه شيئاً ولم يتعرض له وجاوزه .
فقال رجل للشاتم : أما عرفته ؟ هذا مالك .أمير عسكر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وذكر له نبذة من أوصافه. فلما عرف الرجل انه مالك داخله رعبا شديدا وظن انه سينتقم منه ,فذهب في اثره ليعتذر منه ليسلم من عقوبته , فوجده في المسجد يصلي فجلس في زاوية حتى يفرغ مالك من صلاته . فلما فرغ من صلاته نظر فرآه يطلب من الله المغفرة للرجل المستهزئ. فجاءه وأعتذر منه.
فقال مالك : والله لم أدخل المسجد إلا لأصلي وأستغفر لك .
العالم والملك
كان أحد العلماء مُلمّاً ببعض اللغات والفنون الأدبية، ومتخصّصًا في فقه اللغة ولهجاتها، ولكنه كان دميم المنظر، كريه الوجه.
وذات مرة أراد الملك أن يلاطفه، فقال له: (أين كنت يوم كان الله يقسّم الجمال بين العباد)؟
فأجابه العالم ببداهة: (كنت ذاهبًا وراء الكمال).
فأكرمه الملك بهدايا سخية بسبب هذه الإجابة الحكيمة.
البخيل والضيف
حكي ان بخيلا كان يأكل العسل بالخبز فدخل عليه احد الضيوف فأخفى الخبز ظناً منه ان ضيفه سوف لن يأكل العسل بدون خبز، ثم قال للضيف ليس عندي خبز فهل تأكل العسل من دون خبز
قال الضيف: نعم وراح يلعق العسل لعقة بعد لعقة
فقال له البخيل :مهلا يا أخي …انه يحرق القلب
فقال الضيف : نعم صدقت ولكن يحرق قلبك وليس قلبي
جزاء ِسِنمَّار
سنمّار رجل رومي بنى قصر الخورنق الذي بظهر الكوفة للنعمان بن المنذر اللخمي .
فلما فرغ من بناء القصر ألقاه النعمان من أعلاه فخر ميتا .
وإنما فعل ذلك لئلا يبني مثله لغيره , فضربته العرب مثلا لمن يجزي الإحسان بالإساءة.
نشرت في الولاية العدد 80