حمود حسين
من فيوضات سيد الوصيين الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) وبهائه استمد علماؤنا الأجلاء السبيل لمرضاة الله تعالى حتى رزقوا مجاورة الأمير في حياتهم وبعد مماتهم، فالسلام على المؤمنين من الذين وفّقوا بالدفن في رحاب الوصي.
ومن هؤلاء الأفذاذ والأعلام الذين حلوا في رحاب الأمير: العالم الجليل والفقيه الأصولي والمتكلم والطبيب والواعظ والمؤلف المكثر السيد محمد شبر(رحمه الله تعالى).
اسمه ونسبه:
هو السيد محمد بن جعفر بن عبد الله بن محمد رضا بن محمد بن محسن بن أحمد بن محمد بن ناصر الدين بن شمس الدين محمد بن محمد بن نعيم الدين بن رجب بن الحسن الشبر – واليه ينتمي كل شبّري- ابن محمد بن أبي احمد حمزة بن علي الملقب بطلة ابن أبي عبد الله الحسين القمي بن أبي الحسين علي بن عمر شهيد فخ ابن الحسن علي الأصغر ابن الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام).
ولد رضوان الله تعالى عليه في مدينة أصفهان في حدود سنة 1272.
النشأة العلمية:
عندما جاوز السيد محمد شبر(رحمه الله تعالى) الثالثة عشرة من عمره توفي أبوه رحمه الله، فغادر أصبهان مع أخيه الأصغر وصهره إلى مدينة راهب آل محمد الامام موسى الكاظم (عليه السلام) مدينة الكاظمية المقدسة حيث مقر أبيه وجده من قبل.
وهناك قرأ السيد محمد شبر رحمه الله على أبيه المبادئ من العلوم العربية والمقدمات وحضر بعد أبيه في مدينة الكاظمية المقدسة على بعض الفضلاء فأكمل دورة العلوم البيانية وشطرا من علم الأصول ثم قرأ الأصول والدراية والفقه على جماعة منهم الشيخ محمد حسين الهمداني (رحمه الله) تعالى والميرزا إسماعيل السلماسي (رحمه الله) تعالى والسيد هادي صدر الدين العاملي (رحمه الله تعالى).
ارتحل إلى مدينة النجف الاشرف -مدينة العلم والعلماء- التي يردها طلاب العلم من كل حدب وصوب وقرأ على علمائها..
ثم سافر إلى سامراء وقرأ على الميرزا الشيرازي هناك، ولما سافر يريد بوشهر سنة 1303 مر بالبصرة فاستقبله أشرافها وطلبوا منه البقاء عندهم فأجابهم إلى ذلك بعدما كتبوا إلى الميرزا الشيرازي، فكتب اليه بذلك وأقام في البصرة بمحلة تعرف بيحيى بن زكريا وبنى فيها مسجدا ومجلسا.
وفي سنة 1305 توجه مع جملة من أشراف البصرة لحج بيت الله الحرام.. وكان لا يفتر عن الكتابة والتأليف وهو القائل:
من كان في جمع الدراهـــــم مولعا
طول الحياة وهمه الترصيفُ
فأنا الذي أولعت في جمع الطُّرو
س وهمِّيَ التأليف والتصـــــنيفُ
آثاره:
للسيد شبر من المؤلفات اكثر من مئة وسبعين مؤلفا نذكر منها:
كتاب إكسير السعادات في أحكام العبادات في أربعة وعشرين مجلدا، وكتاب مقتدى الأنام في شرح شرائع الاسلام، وكتاب هداية المستهدين في تمام الفقه (1ـ2)، وكتاب في الأصول، ومنتخب عجائب الاخبار، وإيقاظ النائمين (1ـ4)، وتنبيه الغافلين (1ـ2) والفوائد الطبية (1ـ2)، وكتاب كشف اليقين في اصول الدين(1ـ3)، وكتاب في المسائل المشكلة، وكتاب في الاخلاق، وكتاب في علم الكلام، واللوامع في الطب، وكتاب من لا يجد الطبيب، وكتاب أحوال الحسين، والكشكول في ثلاثة أجزاء.
وفاته:
توفي السيد شبر (رحمه الله تعالى) يوم الجمعة في السادس عشر من شهر رمضان المبارك في سنة الف وثلاثمائة وست واربعين للهجرة وحمل إلى مدينة النجف الأشرف ودفن بجوار مولى الموحدين الامام امير المؤمنين(عليه السلام) في الحجرة التي على يسار الداخل إلى الصحن الشريف من الباب الغربي.
المصدر: (أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج 9 – ص 204)
نشرت في الولاية العدد 84