الشيخ حسين نجف

اعلام-الدفناء1

اعداد: حمود الصراف

في مدينة النجف الاشرف.. ارض الخير ومنابع الطيب التي تنهل منها الأفذاذ والفطاحل أساساتها لتفز ألبابها في طلائع الصباح منارات للهدى ومنبراً يحكي قصة الايمان.. حط رحاله الشيخ الجليل والعالم والفقيه والاديب والشاعر حسين نـجف..

الشيخ أبو الجواد حسين بن محمد ابن الحاج نجف علي التبريزي النجفي، المعروف بالشيخ حسين نجف الكبير العالم الورع والشاعر الفاضل. وآل نجف أصلهم من تبريز، جاء جدهم نجف علي إلى العراق وسكن النجف وبقيت ذريته بها وهم بيت علم وفضل وتقوى وصلاح وزهد ونسك تغلب عليهم سلامة الضمير حتى صار يضرب بهم المثل في ذلك. أعيان الشيعة 6/167
كانت ولادته في مدينة النجف الاشرف سنة1159هـ الموافق1746م، ونشا بها على والده فعني بتربيته، وتدرج في دراسته العلمية حتى حضر على السيد مهدي بحر العلوم وكان خصيصا به وجعله السيد وصيا له وقرأ عليه جماعة منهم السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة وقد نقل عنه قوله مخاطبا إياه:
إن لم تكن فينا نبيا مرسلا
فلأنت في شرع النبي إمام
وقال: «لولا أني من أبناء رسول الله لكنت أتمنى أن أكون من أبناء الشيخ حسين نجف». (علي في الكتاب والسنة 4/392) .

من صفاته:
وكان يطيل في صلاته جدا ومع ذلك كان الناس يتهافتون للصلاة خلفه، وكان مسجده هو المسجد الجامع الأعظم وهو المعروف بمسجد الهندي وكان يمتلئ على سعته وكان العلماء في المصلين يقفون في الصف الأول .
شعره ومؤلفاته:
الّف الشيخ الدرة النجفية في الرد على الأشعرية في مسالة الحسن والقبح العقليين، وله ديوان شعر كله في الأئمة اهل البيت(عليهم السلام) . ولقد جمع الشيخ حسين نجف رحمه الله تعالى الى علمه الادب العالي والشاعرية الفياضة التي وقفها على مدح ورثاء اهل البيت عليهم افضل الصلاة والسلام، ومن شعره قوله في مدح الامام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام:
لعلي مناقب لا تضاهى                   لا نبي ولا وصـي حــــــــــــواها
من ترى في الورى يضاهي عليا        أيضاهـــى فتى بـه الله باهى
فضله الشمس للأنام تجلت             كل راء بناظريه يــــــــــــــراها
وهو نور الاله يهدي إليه                  فاسال المهتدين عمن هداها
وإذا قست في المعالي عليا            بسواه رأيته في سماها
غير من كان نفسه ولهذا                 خصه دون غيره بإخاها
ذنبي الليل والولاية شمس              جعل الله محوه بضياها

مما قيل فيه
جاء في كتاب أعيان الشيعة للسيد محسن الاميني: (.. كان فقيها ناسكا زاهدا عابدا أديبا شاعرا أورع أهل زمانه وأتقاهم. كتب سبطه ابن بنته الشيخ محمد طه نجف شيخنا الفقيه المشهور رسالة في أحواله باستدعاء السيد ريحان الله بن جعفر الدارابي البروجردي نزيل طهران قال فيها: عين الأعيان ونادرة الزمان سلمان عصره كان مثلا في التقوى والصلاح وطهارة النفس وكان من أظهر أوصافه السكوت وإذا تكلم لم يتكلم الا بكلمة حكمة أو آية أو رواية).
وورد في موسوعة شعراء الغري للشيخ علي الخاقاني 3/163: (وسمع عن العلامة الشيخ راضي بن محمد: كان المترجم ـ الشيخ حسين نجف ـ عند العلماء برزخا بين مرتبتي الامام والعلماء فكان عندهم فوق العلماء ودون الامام، وكان من اخص تلاميذه بحر العلوم واقربهم منه وقد جعله وصيا من بعده… كان اعجوبة في الصبر والثبات والايمان حتى اشتهر عنه ذلك..). وكان الإمام الأوحد للصلاة في الجامع الهندي الذي يكتظ بالمصلين وكان حاضر البديهة سريع النكتة. وكان إذا أصاب النجف وباء يفر الناس ولا يفر هو فيقال له : لماذا لا تفر مع القوم؟ فيجيب: انظروا إلى المئذنة هل نفرت؟ فإذا نفرت نفرت معها.
قال عنه الشاكري في كتابه” علي في الكتاب والسنة والأدب: (عالم ورع وشاعر فاضل) .
قال عنه كحالة في كتابه معجم المؤلفين: (متكلم، فقيه، أديب، شاعر).
قال عنه الشيخ محمد الخوئي في كتاب مرآة الشرق: (هو من أعلام المتأخرين، ووجه من فقهائنا الأجلّة المجتهدين، عالم عامل فقيه بارع فاضل ورع تقي زاهد راشد، كان أديباً شاعراً قوي البضاعة في الشعر والأدبية، بحراً زاخراً في الفقه والحديث والدراية والتفسير والكلام وغيرها) .
قال عنه السيد البراقي في كتاب اليتيمة الغروية: (إنه لمقدس أواه وورع، لم يخالط صفوه شائبة الخدش والاشتباه، علامة حَبر، وفهامة بَر، عنه في العلم يُروى، وبه يُتحدث في القضاء والفتوى) .
قال عنه الشيخ السماوي في كتابه ” الطليعة من شعراء الشيعة: (كان فاضلاً أديباً، مشاركاً بالعلوم، فقيهاً ناسكاً مقدّساً، ذا كرامات باهرة) .
قال عنه الفتلاوي في كتابه ” مشاهير المدفونين في الصحن العلوي الشريف “: (عالم ورع تقي- كان من العلماء العاملين والأبدال الورعين، ضرب المثل بعبادته وأخلاقه وصبره وطهارة نفسه وصلاحه).

وفاته:
توفي رحمه الله تعالى في مدينة النجف الاشرف في اليوم الثاني من المحرم سنة 1251هـ الموافق لسنة 1835 م، ودفن في الغرفة ذات الرقم (11) التي عن يسار الداخل إلى الصحن الشريف من باب القبلة. (مشاهير المدفونين 137).
ولما توفي رثاه الشعراء بمراث عديدة في بعضها هذه الأبيات:
ان لم تكن فينا نبيا مـــــــــــرسلا
فلانت في شرع النبي امـــــام
لم أدر بعدك من أعزي فالورى
من بعد فقدك كلهم أيتام
اليوم أعولت الملائك في السما
والمسلمون تضج والاســــــــلام

اعيان الشيعة 6/168

نشرت في الولاية العدد 85

مقالات ذات صله