شاكر القزويني
طالما كان في نهاية الطريق ضوء، نلاحقه، لنخرج من أعباء الظلمة وتخبطاتها، وليس من مركب يحملنا لخوض غمار أمواج العتمة وتيه القرار، كسفن العلم والمعرفة، تمسك بتلابيب الحقيقة، لتقرّ أي الدروب منجاة، وأي الشواطئ فرح ونعيم.
ونحن نتمسك بها، لا ، بل نجعل منها مهنة ، فلا نُزول للشراعات، ولا هوادة للرياح العليلة التي تدفع بالأمل الى ملئ هذه الشراعات، لدفعها الى أقاصي النور، الى العوالم التي ستفتحها سفننا الجارية برعاية الله الحكيم العليم .
نعم أحبتي، من كانت ضالته النور، هم طلاب المعرفة والعلم والصلاح، نحن نأخذ بأيديهم الى حيث يفرحون وتقر عيونهم. نسقيهم كأسا من السلام الرضي الذي يضيء العيون ويعبئ الصدور بوهج الحلم الذي يريد أن يتنفس، لأنه من هنا ينطلق، يولد كالبراعم والزهور وطيّب الثمر، فهو يتحول الى واقع حَلَمْنا به جميعا .. الى حقيقة النعيم والحق المبين، الى حياة كاملة من بهجة الهداية والخلاص، حيث ابجدية الكلمات المورقة بآيات السماء وثمارها الربانية، حيث التأسيس للفتح وكل المعاني المضيئة لطرق الحياة، في انسانية المعاني والصفات، أخوية الانتماء ربانية الولاء .. حيث علي بن ابي طالب سلام الله عليه، في مركب سماوي هو (النبأ العظيم).