القرآن في عيون الآخرين

quran_by_staraware-d59mozz

رملة الخزاعي

يحمل من الكلام ما عذب، ومن العبارات ما تشتهيها النفس, قال قائله: (ان هذا القران يهدي للتي هي أقوم)، فهو الدستور الحضاري للإنسانية،يرسم حياة اجتماعية مثالية،ويخاطب رسوله الكريم: (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور)،و يحمل حضارة متكاملة الجوانب تشريعية وحضارية وعقائدية، وهذا النبي يقول: ( انه هدى من الضلالة وتبيان من العمى واستقالة من العثرة ونور من الظلمة وعصمة من الهلكة ورشد من الغواية وبيان من الفتن.. وبلاغ من الدنيا والآخرة).
من وصية للمصطفى(صلى الله عليه واله) يوصي بها الصحابي الجليل المقداد بن الاسود يقول فيها: (إذا التبست عليكم الفتن كقطع الليل المظلم فعليكم بالقرآن.. مَن جعله أمامه قاده إلى الجنة.. ومَن جعله خلفه ساقه إلى النار وهو دليلٌ يدلُّ على خير سبيل.. وهو كتاب فيه تفصيل وبيان.. وهو الفصل وليس بالهزل.. وله ظهر وبطن، فظاهره حكم، وباطنه علم، ظاهره أنيق، وباطنه عميق، له تخوم وعلى تخومه تخوم.. لاتحصى عجائبه، ولا تبلى غرائبه، فيه مصابيح الهدى , ومنار الحكمة، ودليل على المعرفة لمن عرفه الصنعة) ويقول(صلى الله عليه وآله): ( واعلموا ان القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل والمحدث الذي لا يكذب..)
لتكون تلك الوصية بحق ذخيرة للمسلمين للاخذ بهدي الكتاب الحكيم في حالكات الطريق..

القرآن والمستشرقون..
لاشك ان القرآن نور القلوب ومحطم اغلال الجهل والضلالة والفساد، يشرق بشمس العلم في سماء العدل بالرحمة في الروح الإنسانية، فهو الشافي للقلوب ومربي الأفراد والجماعات.. أبهر القاصي قبل الداني، وحير ألباب المخالفين قبل المؤالفين، فهذا المستشرق الفرنسي (جول لابوم)-بعد دراسة دقيقة لكتاب الله العزيز- ألَفَ كتاباً بعنوان (تفصيل آيات القران الحكيم )، جمع فيه كل الآيات التي تناولت موضوعا واحدا في فصل، فوضع فصلا مستقلاً للآيات التي تتعلّق بالتاريخ، وفصلاً للآيات التي تتعلّق بالأخلاق وكذلك الحال بالنسبة إلى الموضوعات الأُخرى.
وهذا المستشرق الفرنسي (مكسيم رودنسون) يقول: (ان القران نُقِل َإلىالأجيال التالية رسالة الانسان المقهور المستغل ذلك الانسان الثائر على الظلم…والقهر… وزوده بحافز التسلح بالقوة لكي يقهرالمستبدين..والظالمين..والمنافقين) التفسير الكاشف /محمد جواد مغنية 4/204،
فهو يرى أن القرآنَ الكريمَ ثورةٌ تحرق كل مَن يريد تشويه وجه الإنسانية (الفطرة السليمة) وتقضي على الروح العنصرية، والقهر والحرمان والنفاق، بل تقضي على جميع المفاسد. وهو رأيٌ نجده عند أغلب المستشرقين ولم يتفرد به.. وهذا نزر يسير من اهتمامات غير المسلمين بالقرآن العظيم.

نشرت في الولاية العدد 95

مقالات ذات صله