الامام الصادق عليه السلام

349alimam_alsadeq_3

منبع العلم.. ومدرسة المعرفة
الإمام الصادق(عليه السلام) هو إمام المؤمنين واستاذ الفقهاء والمحدثين ومرجع العلماء والمفكرين، الحديث عنه إنما هو حديث عن عَلم من أعلام اهل البيت ومرحلة من مراحل امتداد الإمامة والقيادة الفكرية والعلمية والاجتماعية في حياة المسلمين..

ولادة النور:
ولد الإمام الصادق (عليه السلام) في 17 ربيع الأول سنة 83هـ في المدينة المنورة وعاش في كنف أبيه الإمام الباقر(عليه السلام) والى جانب جده الإمام زين العابدين(عليه السلام) وحين بلغ الثالثة عشر من عمره الشريف توفي جده بعد حياة مليئة بالتقوى والعمل الصالح.

جامعة أهل البيت (عليهم السلام):
في سنة 114هـ توفي الإمام الباقر (عليه السلام) فتقلد الإمام الصادق جعفر بن محمد امامته الشرعية وكان عمره الشريف حوالي 31عاما ويعد دور الإمام الصادق (عليه السلام) وهو السادس من أئمة اهل البيت(عليهم السلام) من أهم الأدوار في حياة المسلمين لأسباب عدة منها انه تمتع بفترة ذهبية مستقرة نسبيا وعاش مرحلة الانتقال بين الحكم الأموي والعباسي مما فسح له المجال لممارسة اكبر قدر من النشاط الفكري والثقافي والعقائدي.
ومن جهة أخرى شكلت حياته الطويلة قياسا بقصر حياة بقية الأئمة(عليهم السلام) انموذجا جيدا وكافيا لإرساء قواعد الإسلام المحمدي الأصيل في وقت كان الناس فيه بأمس الحاجة لعالم كبير يمكنه التصدي لأفكار وفلسفات تعادي الإسلام انتشرت بين صفوف المسلمين ولم يكن حينذاك شخصية افضل واجدر من شخصية الإمام (عليه السلام) للقيام بمثل تلك المهمة.

تلامذة الإمام (عليه السلام):
لقد كان دور الأمام الصادق (عليه السلام) في نشر العلوم والمعارف الربانية مؤثراً من خلال دروسه التي كان يلقيها على تلامذته وفق منهج ورؤية اهل البيت (عليهم السلام) وكان يمثل نقطة التقاء الجميع لما له من العلم الخاص والهيبة والصلة برسول الله (صلى الله عليه وآله).. وكانت حوزة الإمام (عليه السلام) محط اهتمام الجميع ومنهم الطبقة الحاكمة التي كانت تهابه وتحترمه في الوقت الذي تخاف منه على سلطانها لما كان له من محبة في اوساط الطبقات الشعبية بالرغم من عدم وجود طمع له في السلطة إذ كان جل اهتمامه منصبا على نشر العلوم والدفاع عن العقيدة.
وقد تتلمذ على يديه اربعة الاف من المتعلمين وأخذ رواة الحديث عنه وكان من اهم العلماء المقربين من الإمام(عليه السلام) نخبة مهمة أمثال (هشام بن الحكم، و أبو بصير ليث بن البختري المرادي، وزرارة بن اعين، وعبد الله بن يعفور، وابان بن تغلب) وغيرهم ممن كان لهم الفضل الكبير في نقل الحديث وتدوينه ضمن مدرسة اهل البيت التي تعدُّ المنهل الصافي الذي يجمع تراث المسلمين وحقائق الإسلام.

استشهاده (عليه السلام):
وبعد حياة حافلة بالجد والاجتهاد والعلم والمعرفة.. توفي الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) مسموما مظلوما شهيدا على يد المنصور العباسي وذلك في الخامس والعشرين من شوال سنة 148هـ ودفن في البقيع الى جانب ابيه الباقر وجده السجاد وجدته الزهراء وعمه الحسن (سلام الله عليهم أجمعين) وكانت حياته الشريفة حافلة بالأحداث الجسام في فترة حساسة من التاريخ الإسلامي وعهد يشكل منعطفا هاما في مسيرة حياة الاسلام طبعه بطصابعه الشريف حتى سمي بحق عصر الإمام الصادق (عليه السلام) وقد كانت تلك الفترة من الزمن فترة قد اختلطت فيها المفاهيم وتضاربت الآراء والمذاهب واحتاج الأمر الى فيصل صدق يميز خبيثها عن طيبها فكان الإمام الصادق خير فيصل لذلك الأمر ولا تزال تعاليمه ومواقفه الى اليوم فيصل صدق بين الحق والباطل ولا تزال كلماته وحكمه منارا يهدي الى سواء السبيل.

نشرت في الولاية العدد 96

مقالات ذات صله