رياض مجيد
يقف الإنسانُ حائراً يتساءل لماذا كلّ هذا الدمار الذي عمّ ربوع وطننا العراق؟ علّه ارتكب ذنباً والله عزوجل يعاقبه على ذلك، وربما امتحان واختبارٌ لهذا الشعب المسكين ليتحمل ماهو أدهى وأمر، وربما إعدادٌ لمرحلة عالمية خطيرة، وربما كل هذه التوقعات، العالم بأسره يوجه بوصلته إلى العراق ومن ثم إلى النجف الأشرف لعلّ من يمثل المرجعية في هذه المدينة المقدسة يتفوه بكلمة يمكنها أن تكون بداية لحقبة جديدة في العراق بل في حياة المنطقة بل في حياة العالم، أرادوا للعراق شيئاً وأراد السيد شيئاً آخر فكان ما أراد السيد، من أين جاءت هذه القوة لماذا العالم يهاب هذا الرجل العجوز الذي اقترب من التسعين من عمره، تساؤلات تثير الاستغراب والفضول، عراقٌ منذ أن خلق وفيه الحروب والدمار موضع افتراس لجميع وحوش العالم، وفي هذا العراق تجد العالم بأسره يخاف من كلمة تصدر من رجل لايملك من حطام الدنيا إلا قوت يومه، أليست هذه تناقضات تثير التساؤل وتستحق الإجابة؟ إذا ما راجع الباحث قليلاً التاريخ المشرف لأئمة أهل البيت(عليهم السلام) ستُحل له الكثير من المشكلات التي نعاني منها هذه الأيام، فهذا أمير المؤمنين(ع) هو السيف البتار في الحروب والكثير من مواطن الشجاعة التي شهد بها عدوّه قبل صديقه ولكنه في موطن من المواطن لايستطيع منصف أن يحبس دموعه رأفة بالإمام ولما لاقى من ظلامات أبكت العدو والصديق، لقد كان الإمام يسير على خطى رسمها له أخوه الرسول (صلى الله عليه واله) لينقذ الأمة من مستنقعات الذل والهوان وحفاظاً على بيضة الإسلام يصبر وعند النزال لايجاريه أحد، من هذا نستشف أخلاق مراجعنا العظام سابقاً وحديثاً فقد استلهموا هذه الأخلاق من أولئك السلف الصالح فقد قلب السيد الموازين وأفسد عليهم خططهم الإجرامية ضد العراق وهو جالسٌ في عقر داره المتواضع، والكثير لم يكن يتوقع أن يصدر السيد هكذا فتوى ولكنه مسدد من قبل الله وقد مرّغ أنوف الأراذل والأوباش بها، وقد أختير العراق ليكون عاصمةً لآخر إمام من هذه السلسلة الذهبية من أئمة أهل البيت عليهم السلام لذلك أعطى الله هذا الشعب كلّ هذا الصبر والتحمل ما لايملكه غيره من الشعوب، وسيشهد العالم أنّ العراق هو نقطة النور التي سيشعُّ منها النور إلى كل العالم فهو بحق معدنٌ للنور…
نشرت في الولاية العدد 97