مكتبة وحرم..

فائق الشمري

العتبة العلوية المقدسة، ذلك القلب النابض بالعلم والمعرفة، حيث تشخص إليها الأبصار، ويولي شطرها طلبة العلم ورواد المعرفة، فضلاء وأصحاب سماحة، قرآن يلهج به المحبون أناء الليل وأطراف النهار..
تربض العتبة العلوية المقدسة في قلب الحركة العلمية الرائدة لمدينة النجف الأشرف، تستمد ألقها وعنفوانها من بركات وجود المرقد الطاهر للإمام أمير المؤمنين(عليه السلام)، فكان لها قصب السبق في حركة العلم والثقافة منذ أكثر من ألف عام، رافق هذه الحركة العلمية خزانة للكتب كانت شاهدا على محطات مهمة من تاريخ هذه المدينة المقدسة وقوافل من العلماء وأهل الفكر وأرباب العلوم، بما ضمت من كتب نفيسة كان أغلبها مخطوطات كتبت بانامل مؤلفيها أو ان عليها وشم خطوطهم وتواقيعهم في اماكن اخرى.
مكتبة الروضة الحيدرية المطهرة، او خزانة الروضة الحيدرية – كما يحب البعض ان يسميها- بكتبها التي تجاوزت اليوم المئة ألف عنوان، حديقة غناء من الفكر والجمال البهي في روضة من رياض الجنة قصدها رواد المعرفة للنهل من معينها الثر، وأهدوا إليها أنفس ما انتجته قرائحهم من مخطوطات، ولشهرتها التي عمت الأرجاء زارها الحكام والرؤساء من أقصى المعمورة بل واهتم السلاطين والأمراء بها فأوقفوا كتبهم ومكتباتهم الخاصة لها.
مكتبة وحرم.. طلبة علم وكتاب.. ثنائية رافقت هذا الصرح منذ أراد الله له أن يكون.. مدينة للعلم وعلي بابها.

نشرت في الولاية العدد 97

مقالات ذات صله