فلسفة الوضوء وفوائده

رياض مجيد

من نام على وضوء كان فراشه مسجداً له، وكُتبَ له ثواب من اشتغل بالعبادة ساعات الليل حتى طلوع الفجر، بعض يتثاقل من سبغ الوضوء وتحديداً في فصل الشتاء وربما بعض يقول ويتمنى لو كانت الصلاة بدون وضوء. ولكن لو تأملنا قليلاً في فوائد الوضوء وآثره على الروح والبدن لفضلنا أن نكون على وضوء دائم.

ماهي فلسفة وفوائد الوضوء؟
يمكننا أن نقف على فوائد وفلسفة الوضوء من جانبين:الجانب الآول الآثار الدنيوية والصحية والجانب الآخر هو الجانب المعنوي.
الآثار الدنيوية والصحية للوضوء:
1 – طول العمر:
قال رسول الله(صلى الله عليه واله): (يا أنس أكثر من الطهور يزيد الله في عمرك، وإن استطعت أن تكون بالليل والنهار على طهارة فافعل فانك تكون اذا مت على طهارة شهيداً)(مستدرك الوسائل:ج1، ص43).
2 – قضاء الحوائج:
عن الامام الصادق(عليه السلام) قال: (وإنّي عجبت ممن يأخذ في حاجة وهو على وضوء كيف لا تقضى حاجته)(وسائل الشيعة: ج1، ص262).
3 – ثواب شهيد:
قال رسول الله(صلى الله عليه واله): (من نام على وضوء فإن أدركه الموت في ليله مات شهيداً)(مستدرك الوسائل:ج1، ص42).
4 – النوم على وضوء:
قال رسول الله(صلى الله عليه واله): (من نام متوضأً كان فراشه له مسجداً، ونومه له صلوة حتى يصبح، ومن نام على غير وضوء كان فراشه له قبراً وكان كالجيفة حتى يصبح) (مستدرك الوسائل:ج1:ص42).
5 –زيادة في الرزق:
عن الامام الصادق(عليه السلام)انه قال: (من سرّه أن يكثر خير بيته فليتوضّأ قبل حضور طعامه)(فروع الكافي:ج6، ص290).
كما قال(عليه السلام): (الوضوء قبل الطعام وبعده يزيدان الرزق) (المصدر السابق).
6 – يزيل الهم والغم:
قال رسول الله(صلى الله عليه واله): (أوله ينفي الفقر وآخره ينفي الهم) (فروع الكافي: ج6، ص290).
7 – إخماد الغضب:
قال رسول الله(صلى الله عليه واله): (اذا غضب أحدكم فليتوضأ) (بحار الأنوار: ج77، ص312).
8 – الآثار الصحية للوضوء:
عن الامام الرضا(عليه السلام)قال: (إنما أُمر بالوضوء ليكون العبد طاهراً اذا قام بين يدي الجبار عند مناجاته إيّاه، مطيعاً له فيها امره، تقياً من الأدناس والنجاسة فيه من ذهاب الكسل وطرد النعاس وتزكية الفوار للقيام بين يدي الجبار)(عيون أخبار الرضا: ج2، ص104).
قال الامام الصادق(عليه السلام): (اذا أردت الطهارة والوضوء فتقدم الى الماء تقدمك الى رحمة الله، فإنّ الله تعالى قد جعل الماء مفتاح قربته ودليلاً على بساط خدمته وكما أن رحمة الله تطهّر ذنوب العباد كذلك النجاسات الظاهرة يطهرها الماء لاغير)(مستدرك الوسائل: ج1، ص353).
فكما جاء في هذه الروايات فان من علل الوضوء عندما يريد الانسان الوقوف امام خالق الوجود الذي خلق كل هذا الجمال في الكون يجب أن يقف وهو على طهارة في بدنه وطهارة في قلبه.
لذلك فان من خواص وميزات الوضوء يرتبط بصحة وسلامة السم، فان جسماً يتطهر يومياً ثلاث مرّات أصح من غيره لا يتطهر، فالإنسان الذي يغسل وجهه بماء الوضوء يكون ذلك الوجه مليء بالسرور والسعادة والنشاط أكثر بكثير من شخص لا يعرف الوضوء أو الصلاة.
ولذلك نجد أن الكثير من العلماء أحصوا عددا كبيراً لفوائد الوضوء ومنها: أن الوضوء يعيد التعادل والاستقرار للأوعية الدموية، وعدم الاستقرار والتعادل في هذه الاوعية وعلى وجه الخصوص عند الكبار يؤدي الى حصول خلل في أجهزة جسم الانسان، ومع الوضوء تعود هذه الأجهزة الحيوية الى عملها الطبيعي.
ومن نتائج المضمضة استقرار عضلات الشفتين واضفاء جمالية خاصة بهما، ومن فوائده كذلك حركة الدم نحو الفم والقلب ومن ثم الى المخ، أما الاستنشاق فينظم حالة التنفس، فإن الغبار يسبب جفاف الانف لذلك الاستنشاق يساعد على ديمومة رطوبة الانف، كما يساعد على برودة هواء الانف وبالتالي وصوله الى الرئتين وهو بارد، وبالنتيجة فإنّ الوضوء يساعد في ديمومة سلامة البدن وطراوته مضافاً إلى الفوائد الروحية والثواب الجزيل.
سؤال: ماهي شارئط الوضوء؟
الجواب: وهي أمور:
منها: طهارة الماء، وإطلاقه، وكذا عدم استعماله في رفع الحدث الأكبر على الأحوط استحباباً، وفي اعتبار نظافته – بمعنى عدم تغيّره بالقذارات العرفية كالميتة الطاهرة وابوال الدواب والقيح – قول وهو أحوط وجوباً.
ومنها: طهارة أعضاء الوضوء.
ومنها: طهارة أعضاء الوضوء.
ومنها: إباحة الماء، ولا يعتبر إباحة الفضاء الذي يقع فيه الوضوء، ولا إباحة الإناء الذي يتوضأ منه مع عدم الانحصار به، بل مع الانحصار ايضاً، وإن كانت الوظيفة مع الانحصار التيمم لكنه لو خالف وتوضأ بماء مباح من إناء مغصوب أثم وصح وضوؤه، من دون فرق بين الاغتراف منه – والصب منه والارتماس فيه.
ومنها: عدم المانع من استعمال الماء لمرض يتضرر معه باستعماله، وأما في موارد سائر مسوغات التيمم فيحكم بصحة الوضوء، حتى فيما إذا خاف العطش على نفسه أو على نفس محترمة.
ومنها: النية، وهي أن يقصد الفعل متعبداً به بإضافته إلى الله تعالى إضافة تذلليه، ويكفي في ذلك أن يكون الباعث إلى القصد المذكور أمر الله تعالى.
ومنها: مباشرة المتوضئ للغسل والمسح إذا أمكنه ذلك، ومع الاضطرار إلى الستعانة بالغير يجوز له أن يستعين به.
ومنها: الموالاة، وهي التتابع العرفي في الغسل والمسح، ويكفي في الحالات الطارئة – كنفاد الماء وطرو الحاجة والنسيان – أن يكون الشروع في غسل العضو اللاحق أو مسحه قبل أن تجف الأعضاء السابقة.
ومنها: الترتيب بين الأعضاء بتقديم الوجه ثم اليد اليمنى ثم اليسرى ثم مسح الرأس ثم الرجلين، والأحوط وجوباً عدم تقديم اليسرى والأحوط استحباباً تقديم الرجل اليمنى ويجوز مسحهما معاً. المصدر: (الموقع الالكتروني لسماحة السيد علي الحسيني السيستاني)

نشرت في الولاية العدد 101

 

مقالات ذات صله