شباك ضريح أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام

رياض الخزرجي

أكف بيضاء أرادت أن يكون بمشيئة الله شباك ضريح أمير المؤمنين عليه السلام بأبهى حلة تكتسي بالذهب الموشى بالخشوع والإيمان والعطاء فبذلت ما بيدها تقربا لوجه الله تعالى في هذا الوجه من العطاء، اشتغلتها أنامل تفننت في طرق وضع هذه القطع الذهبية والفضية بفنون النقش والزخرف عليها لتخرج الى العيان بحلة جديدة يفرح برؤيتها القاصي والداني، نعم هؤلاء جنود أمير المؤمنين(عليه السلام) في شعبة التذهيب في العتبة العلوية المقدسة، ومن أجل الوقوف أكثر على تفاصيل هذا العمل الرائع التقينا بمسؤول وفناني هذه الشعبة فكان هذا الحوار معهم:

وحول ما تمّ تغييره في الشباك المقدس من إضافة أو حذف بيّن المشرف على ترميم الضريح السيد محسن محمد علي، قائلاً: بعد عمرٍ ناهز الـسبعة والسبعين عاماً لشباك هذا الضريح المقدس ارتأت الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة أن تبادر الى إضفاء حلّة جديدة عليه فبادرت الى الشروع بهذا المشروع الضخم، فتمّ استبدال عشرين اسطوانة وسبعة عشر شباكاً في الضريح المقدس بالإضافة إلى التغييرات الأخرى والواضحة الآن للزائرين الكرام. فلم يغيّر في التصميم الأساسي أي شيء سوى كلمة ( ياعلي ) علما أنّها كانت من الفضة والآن استخدم الذهب في صياغتها ومن عيار (24)، علماً أنّ هذه الإضافات تمّت بإضافة مقدار من الذهب الخالص للفضة من أجل مقاومتها للأكسدة بفعل الظروف المناخية والملامسة.

وعن كمية الذهب أو الفضة التي استخدمت في هذا التغيير أوضح المشرف على هذا التغيير قائلا: تمّ إضافة ما مقداره 225 كيلو غرام من الفضة لكل شباك وقد أضيفت بعض المقادير من الذهب لهذه الفضة كي تقاوم الظروف الطبيعية والبيئية وكل هذه الأموال هُيئت من قبل بعض المؤمنين المتبرعين.
وفي السياق ذاته وبصدد استبدال شبابيك مراقد الأئمة الأطهار والأولياء الصالحين وميزة شباك ضريح أمير المؤمنين عليه السلام أوضح الفنان صادق يوسف جاسم في شعبة التذهيب حول هذا الموضوع قائلاً: كلّ اضرحة الأئمة والصالحين مقدسة، وهي قد تركت حيزاً كبيراً من العشق والولاء في نفوس المؤمنين منذ عشرات السنين ولكن لضريح مولى الموحدين أمير المؤمنين ميزة روحية خاصة علقت في القلوب لا يستطيع المؤمنون مفارقتها، يضاف إلى ذلك أنّ تصميم وحجم ومتانة هذا الضريح الطاهر ألزم السادة المسؤولين في العتبة العلوية المقدسة أن يبقوه كما هو وإنّ ما تمّ تغييره نسبي لكي يحتفظ بأصالته وتاريخه ومكانته في القلوب.
كان السؤال التالي عن التغيير فيما اذا حصل في التصميم الرئيسي للضريح المقدس فكان الجواب:
وعلى صعيد مراسيم الإفتتاح التي تمّت بإشراف الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة وبحضور نخبة من أساتذة الحوزة العلمية في النجف الاشرف وبمباركة من المرجعية العليا وبهذه المناسبة، تحدث سماحة السيد نزار حبل المتين قائلاً: اليوم نجتمع مرة أخرى في رحاب المرقد العلوي الطاهر لمولى الموحدين(عليه السلام) لنزفّ بشرىً جديدةً ومفرحة لقلوب الموالين في كل مكان، هي بشرى افتتاح شباك الضريح الطاهر للإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام) بعد أن تضافرت الجهود الخيّرة تدفعها النوايا الصادقة لإعادة ترميمه ليكون بأبهى حلة تسرّ الناظرين وبمباركة من مرجعيتنا العليا(سماحة آية الله العظمى السيد السيستاني دام ظله وأطال الله في عمره خيمة على رؤوس المؤمنين) وتبرعُ الأيادي الخيرة من الأخوة البهرة وبمشاركة من أقسام العتبة العلوية تم هذا الإنجاز المبارك.
وأضاف السيد حبل المتين إن «مشروع الترميم الشامل هو الأول من نوعه بعد أكثر من سبعين سنة من عمر هذا المعلم الفاخر إذ تم تركيبه منذ العام 1360 للهجرة الموافق 1938 للميلاد، وهي مدة طويلة كما تعلمون.
وختم السيد حبل المتين كلمته بالقول» نسأل الله أن يمنَّ علينا ويوفقنا قريبا للشروع في عمل تذهيب وصيانة الإيوان والمنارتين المباركتين سائلين المولى القدير القبول أنه سميعٌ مجيب، وأكرر شكرنا لجميع الحضور الكريم متمنين لهم دوام التوفيق والحمد لله رب العالمين.
وهكذا رُفع ستارٌ آخر عن مشروعٍ جديد يثلج الصدور ويسرّ الناظرين ويزيد عشق العاشقين وما هذه الأعمال إلا لتقربنا إلى الله زلفا من خلال خدمة أوليائه الصالحين…

نشرت في الولاية العدد 102

 

مقالات ذات صله