اهتمامات المرأة في الوقت الحاضر تسبب المشاكل


تحقيق رملة الخزاعي

خصص الله للمرأة مكانة لم يمنحها لها اي دستور وضعي، وخصها بميزات تتناسب مع طبيعة تكوينها وضمن لها حقوقاً لم يسمح لأحد بالتعدي عليها وفرض عليها واجبات لتكتمل معادلة الحياة وطالما كانت المرأة تؤدي واجباتها ومسؤولياتها امتثالا لأمر الله وحياءً من محيطها ومجتمعها، سيؤدي ذلك إلى حفظ مكانتها وعزتها ولعقود طويلة بقيت لا تكثرت لما يدور من حولها فهي تهتم لتربيتها وطبيعة بيئتها التي زُرعت فيها، ومن صفاتها الجميلة تحمل مختلف المسؤوليات دون أن تتأثر بما يعكر صفو الأسرة، أما في الوقت الحاضر فنرى حدوث الكثير من المشكلات وعندما نبحث عن أسبابها نجد أن أبرزها يعود إلى تقصيرها في مسؤولياتها لظهور اهتمامات جديدة قدمتها على وظيفتها الأساس في الحياة؛ ولنقف على الأسباب الحقيقية لتغيير اهتماماتها التقينا بنساء ناهز عمرهن السبعين عاماً أو أكثر يتحدثن عن تجاربهن مقارنة بنساء الوقت الحاضر ..

بيوت جداتنا
بدأنا الحديث مع الحاجة مريم (87)عاماً التي قالت: تميز جيلنا بصفات قلت الآن في هذا الوقت وقلبي يعتصر ألماً لما أراه من حفيداتنا كانت نساء جيلي يتميزن بالحرص على بيوتهن وأسراهن خدومات لا يعرفن قطيعة الرحم كانت أم الزوج مخدومة محشومة كلامها مسموع ورأيها محترم كل هذا تغير اليوم فلا سر يحفظ ولا أهل زوج يحترمون ومن أول يوم زواج تشترط الابتعاد عن أهل زوجها وهذه الأمور أثرت كثيراً على المجتمع وآثارها مدمرة للأجيال، وتتفق معها السيدة مليحة الحاج، فترى أن النساء اليوم يختلفن عن نساء الأمس إذ كان همّ المرأة ستر حالها وحفظ أسرتها اليوم نرى عكس ذلك تماماً فضلاً عن الحياء الذي قل وتقليد الآخرين في كل شيء، حتى الحجاب اختلف فنادراً ما نجد فتاة في مقتبل العمر محتشمة، فالتبرج صار سمة بارزة وهذا نتيجة تهاون الأهل، فيرون التقدم والتطور في الثرثرة مع الأجانب والتبرج وهناك أمهات تفتخر بتبرج ابنتها وكأنها سلعة معروضة للمارة، فأين هكذا أمهات من الزمن السابق اللاتي زرعن الحياء والعفة في الفتاة منذ صغرها.
أما زكية غانم (71) عاماً فترى أن المرأة اليوم لا تبالي بزوجها عكس ما كانت عليه في السابق فقد كان بالنسبة لها رباً مطاعاً أما اليوم فلأتفه الأسباب تتنازل عن بيتها وهذا يرجع إلى التهاون في توجيه الفتاة وتربيتها مما سبب الكثير من حالات الطلاق وكذلك خدمة الزوج والعائلة كانت من أوليات المرأة أما اليوم فصار الخبز من الأفران والطعام من المطاعم وخادمة في البيت والأطفال في الحضانة كل هذا ينعكس سلباً على الأسرة بكل أفرادها وعلى الأزواج أن يعو خطورة هذه التصرفات، فراغ المرأة يدفعها إلى سده بمختلف الوسائل فانشغالها في بيتها وأسرتها أحد أسباب الخلاص من المشكلات.
وتقول الباحثة الاجتماعية زهراء البرقعاوي: إن الوقت الحاضر حوى كثيراً من وسائل التطور التي أثرت عملياً على المرأة أكثر من تأثيرها الإيجابي، فالمرأة في السابق كان عالمها بيتها وعلاقتها الاجتماعية محدودة على نطاق الأهل والأقارب وصار اليوم الانفتاح على مواقع التواصل وصارت المرأة تتأثر بما ترى وتسمع وصارت تطبق كل ما تراه حتى إذا كان حيلة إعلامية تنطلي على السذج فصارت تقارن أسرتها وزجها بما تراه وتغيرت همومها فصار همها الموضة والازياء وزيارة أماكن الترفيه والمطاعم على حساب بيتها وأسرتها والمحاكم اليوم تعج بمشكلات النساء ولاسيما قضايا الطلاق لو استعرضنا اسبابها لوجدناها كلها من هذا القبيل.
أما الباحثة الاجتماعية جيهان الحلو فتتفق مع زهراء في وجهة نظرها وتقول: إن ما صلح في السابق لا يصلح كله اليوم يجب أن تتأقلم المرأة مع التطور الذي دخل بيوتنا فبعد أن كانت لا تعرف الهاتف الذكي صارت سعيدة به لكن يجب أن تجعل الله نصب عينيها وأن تحكم عقلها فيما تراه وتسمعه ولا تسمح لأي مؤثر خارجي يؤثر على استقرار أسرتها، والأسرة مقدمة على كل شيء بل هي للمرأة كل شيء لأن المرأة بلا أسرة لا قيمة لها.
ويرى الدكتور مصعب عبد / أستاذ علم النفس أن الانسان يتأقلم مع ظروف معيشته والمرأة هي من تتكيف أسرع من الرجل وتتقبل واقعها كيفما كان لكن مع وجود المؤثرات التي دخلت لها بوساطة الشبكة العنكبوتية نراها تمردت على واقعها وصارت لها طلبات ترهق كاهل الرجل وتسبب المشاكل في الأسرة فعلى المرأة أن تعي أن لكل عائلة خصوصية وعائلتها لها خصوصياتها فلا تتناسب معها المواد المعروضة على مواقع التواصل كطرق معيشة وأزياء وزيارة المولات والمطاعم فالمرأة التي تجعل همها هذه الأمور مبتعدة عن مسؤولياتها الأساسية ستقضي على أسرتها.
الوعي والتقوى
تختلف الأزمنة وتتغير الأحوال من جيل إلى آخر فجداتنا اللاتي كانت في الزمن الماضي لا يعرفن غير أسرهن ومتطلباتها فكانت الواحدة منهن تنتف ريش الدجاج وتحلب البقرة لتوفر الحليب وتصنع مشتقاته، وتطحن الحنطة لتعد الخبز وتغسل الملابس بيديها دون ملل فلا أمراض نفسية ولا أمراض أخلاقية وبيوتنا مستقرة على الرغم من بساطة الحياة، أما اليوم مع تتطور وسائل التواصل فصارت وسائل عدة تعين المرأة على كثرة معدلات الطلاق ونشبت المشكلات نتيجة لاهتماماتها الجديدة التي شغلت المرأة عن مسؤولياتها وربما بسبب الفراغ الذي تعانيه المرأة فنحن بحاجة اليوم إلى بث الوعي في الوسط النسوي كي لا نسمح بأي مؤثر يؤثر على بيوتنا واستقراها فلا عمل يقدم على الأسرة ولا تطور مهم قدر تطور قابليات أبنائنا لذلك علينا أن نبث الوعي إلى نسائنا الغافلات والرجوع إلى الشريعة لنجد الحلول لكل مشكلاتنا فالمرأة التي تعرف حقوقها وواجباتها وتنفذها على أكمل وجه لا خوف عليها والمتسلحة بسلاح التقوى لا يغزو بيتها أقوى غزو.

نشرت في الولاية العدد 127

مقالات ذات صله