الالعاب الالكترونية واثرها على سلوك الطفل

رملة الخزاعي

انتشرت الالعاب الالكترونية بشكل كبير في مجتمعاتنا حتى صارت الشاغل الكبير للاطفال بل حتى الكبار اصبحوا مولعين بها فاخذت حيزا كبيرا من الاهتمام في داخل اغلب البيوت وهذا الانتشار الواسع والكبير له اسباب متعددة اهمها عناصر الجذب التي يستخدمها مصممو الالعاب كالرسوم والألوان والخيال والمغامرة، وكذلك طرق تسويقها هذه العوامل وغيرها ادت الى انتشارها بشكل ملحوظ بل اثرت على اهتمامات الاطفال والشباب وحتى الكبار.. ولاهمية هذا الموضوع سنحاول الإحاطة بأبعاده من خلال هذا التحقيق:

في خضم هذا الاهتمام الكبير بالألعاب الإلكترونية، يتسأل المرء عن الآثار التي تحدثها هذه الألعاب على اللاعبين وبالذات على الأطفال؟ وذلك لما لها من تأثيرات قوية على صحة الطفل وقيمه وسلوكه ولغته وشخصيته بشكل عام فالألعاب الإلكترونية سلاح ذو حدين، فكما أن فيها سلبيات فإنها لا تخلو من الإيجابيات هذا وقد أجريت العديد من البحوث والدراسات التي تناولت مزايا ومساوئ الألعاب الالكترونية وتأثيراتها على الطفل والشاب في الوقت الذي تأكد فيه بعض الدراسات الآثار الإيجابية للألعاب الالكترونية على سلوك الأطفال، وعلى تحصيلهم الدراسي ولكن أيضاً هناك آثار سلبية عليهم وعلى المجتمع بعد ذلك، ففي نظرها تتسم الألعاب الالكترونية بالعنف وتؤدي إلى مضاعفة الهيجان الفسيولوجي الوظيفي وتراكم المشاعر والأفكار العدوانية، وتناقص في السلوك الاجتماعي السوي المنضبط .. ولها أيضاً آثار سلبية على صحة الأطفال كالسمنة المفرطة وحدوث النوبات المرضية وهناك بعض الدراسات والأبحاث التي تثبت الدور الكبير الذي تقوم به هذه الألعاب وأفلام العنف نتيجة لتعدد الألعاب الإلكترونية، ونظرا لما لهذه الالعاب من الآثار السلوكية والصحية والاجتماعية المختلفة على الأطفال
ولانعدام أجهزة الرقابة على محلات بيع الألعاب الإلكترونية ومراكز الألعاب وقلة مراقبة الأسر لما يشاهده أبناؤهم من الألعاب وقلة الوعي بمخاطر الألعاب الإلكترونية فإن هناك حاجة ماسة لمعرفة الآثار السلوكية والصحية والاجتماعية للألعاب الإلكترونية على الأطفال لهذا تابعنا اراء الخبراء ورجال الدين و اصحاب المعرفة لنتعرف على مخاطر هذه الالعاب على سلوك الطفل بشكل خاص
اراء متعددة
محمد علي الحسيني /طالب في الثانوية: يرى ان الالعاب الالكترونية شيء ايجابي ويرفه عن الشباب والاطفال ويساهم في خلق جو المرح، حسنين مصطفى طالب جامعي يوافقه في الرأي ويرى ان الالعاب الإكترونية تساهم في قتل الملل الذي يعانيه وخاصة ايام العطل الدراسية الطويلة وهكذا صادق ستار طالب في المتوسطة يرى ان الالعاب الالكترونية هي متنفسه الوحيد وهي افضل من المسلسلات والكارتون، فيما تخالفهم في الرآي د.خديجة القصير إذ ترى ان الالعاب الالكترونية وان كان فيها جانب ايجابي الا ان سلبياتها هي الصفة الغالبة فهي تساهم في قتل الابداع والحركة فالذي يتعود على الالعاب الالكترونية نراه خاملا قليل الحركة وهذا يلعب دورا كبيرا في قتل الابداع والحركة لدى الطفل وكذلك الشاب اضافة الى تأثيره الكبير على سلوك الطفل فغالبا ما نراه يقلد ابطال الالعاب الالكترونية كقيامه بحركات العنف.
أما زينب عبد الرضا ربة بيت تقول: ان الالعاب الالكترونية عامل سلبي يولد الكسل لدى الشباب وحتى الاطفال فانا اعاني من كسل اطفالي ابسط طلباتهم انا اقوم بها فصرت اعاقبهم بمنعهم من هذه الالعاب وارى استجابتهم عندما اطلب منهم عمل شيء فأرى ان الالعاب عامل كسل كبير
اقتراحات وحلول
ولمعرفة حلول لهذه المشكلة التي تؤثر على السلوك اخذنا اراء عدة لمختصين في مجالات مختلفة.
الاعلامي حيدر شمران الكعبي يقول: في ظل القفزات النوعية التي يشهدها التطور التكنولوجي في وقتنا الراهن الذي استحوذ على جميع مفاصل حياة الإنسان المعاصر ونشاطه اليومي، ومن بين هذه الأمور شغل الفراغات لساعات الإنسان اليومية بالتكنولوجيا الحديثة حيث ظهرت أهميتها فيما يخص شريحة الأطفال والشباب لتبرز الألعاب الإلكترونية في مقدمة الأمور التي اعطتها هاتين الشريحتين أهمية قصوى للترويح عن النفس وسد النقص الحاصل في الفراغ اليومي ولا بأس في ذلك إلى حد ما.. ولا سيما اذا كانت هذه الألعاب الإلكترونية ممنهجة بطريقة صحيحة ولا تنافي المنظومة القيمية لمجتمعنا الإسلامي مع الأخذ بنظر الاعتبار المسؤولية الملقاة على عاتق الاهل من ناحية تنظيم الوقت للطفل أو الشاب وعدم ترك الحبل على الغارب إلى حد الإدمان على هذه الألعاب وهدر الوقت بصورة مستمرة، ولكن الجانب الأخطر في هذا الأمر هو طبيعة هذه الألعاب الإلكترونية غير الممنهجة بصورة صحيحة بل إنها مستوردة من جهات غربية غير مأمونة وغير راعية للأهداف النبيلة وهذا بطبيعة الحال يمثل غزوا ثقافيا تكمن خطورته في تلقين الطفل أو الشاب بثقافة العنف والقسوة وعدم الثقة بالنفس والمشاهد المخزية والتميع وغيرها من الصفات السيئة التي سينشأ عليها الطفل أو الشاب في بداية حياته لتكون جزء من شخصيته نتيجة التراكمات الذهنية التي بدأ يعتاد عليها لتؤدي بالتالي إلى سلخ هويته المعنوية وإلى نتائج وخيمة على الفرد والمجتمع ربما تكون أسوء من ذلك بكثير
اما الدكتور علي شمخي استاذ في الاعلام فيقول: لاشك أن التكنولوجيا تترك آثارها الإيجابية والسلبية على حياتنا كل يوم.. ويمكن القول إن العالم الإلكتروني الذي أصبح يحيط بحياتنا من كل الاتجاهات يتطلب يقظة وحذر من الآباء والأمهات نظرا للشغف الكبير الذي يبديه اطفالنا تجاه الالعاب الالكترونية التي أصبحت العطل المدرسية والافضل هو تفعيل الرقابة الأبوية وتخصيص أوقات محدودة لممارسة هذه الألعاب ومراقبة مضامين هذه الالعاب من الصعب أبعادها عنهم بشكل نهائي حيث أنها دخلت البيوت عنوة من خلال منافذ أجهزة الموبايل والانترنيت فضلا عن المقاهي والمنتديات.. واعتقد ان المنع والحرمان الكامل لا يمكن أن يكون علاجا ناجحا امام هذه الظاهرة التي قد تتضمن تطوير للقدرات الذهنية للتلاميذ والأطفال وفي الوقت نفسه توفر وقتا للمتعة وسد الفراغ الذي يعانونه في اوقاتهم لغرض فرز ما هو ضار ومدمر وبين ما هو مفيد وينفع في تطوير الاداء والمهارات وينمي الذكاء ويدعم القدرات الذهنية ونعتقد أن توفير هذه الألعاب في البيوت افضل من ذهاب الاطفال إلى أماكن خارجية لا يمكن ضمان مضامينها..
أخطار أخرى
اما الشيخ جميل البزوني فيرى: ان مشكلة الالعاب الالكترونية تعدُّ من المشاكل الخطيرة في حياة المجتمع العراقي لانها تستنزف الوقت والجهد الكبيرين ليضيعا في متابعة مستمرة ومن دون طائل وقد تعدُّ التعامل معها من اكثر الامور سلبيا على حياة الشباب من جهات متعددة منها احتواء عدد من الالعاب التي يرغب فيها الشباب على استعمال السلاح الافتراضي وهذا الاستعمال الافتراضي يجعل الشاب متوجها الى الآلة العدوانية التي يفترض وجودها في تصرفات الانسان الذي يقاتل حتى وان كان بعيدا عن هذه التوجهات يجعل الشاب متوجها الى الحالة العدوانية التي يفترض وجودها في تصرفات الانسان الذي يقاتل حتى وان كان بعيدا عن هذه التوجهات هذا اولا وثانيا ان التفاصيل التي تحتويها الالعاب عادة لا تمثل غير تضييع الوقت او سرقته بطريقة ذكية من خلال التشويق الذي تمتاز به بعض الالعاب وشعور اللاعب الشاب بالنشوء التي يشعر بها المنتصر في الحرب وثالثا يمثل الانكفاء على مثل هذه الالاعيب ابتعادا عن ارض الواقع التي يجب ان يهتم بها الانسان مهما حصل معه وبالتالي يضيع الشاب جهده في مكان مع ان المفروض ان يضعه في مكان اخر هذا مختصر بسيط لبعض ما يحصل مع الشاب في مثل هذه الحالات لذا فان من المهم جدا ان يفهم الانسان ان من اهم اسباب حصول مثل هذه الظاهرة هو حالة الفراغ التي يشعر بها الشاب في هذه العمر لهذا يجب علينا ان نصع الخطط لشغل تلك المنافذ التي تركتها حالة الفراغ ودفعت الشاب نحو البحث عن وسائل لتضييع الوقت ومن هنا يظهر لنا ان الحل في تكثير الوسائل الخاصة بالبرامج التي تشغل بال الشاب وتكون بديلة عن وسائل تضييع الوقت بخاصة اذا راعينا في تلك الوسائل الاثر الذي تحدثه في حياة الشاب لذلك من اهم تلك الوسائل هي المسابقات الرياضية وهي مسابقات لها جمهور واسع بين الشباب ومن ذلك ايضا المسابقات العلمية التي تنمي ذهنية الشاب وعقليته، اذن الرقابة ومتابعة الاباء والامهات لمثل هذه الوسائل حل امثل لسيطرة على هذا الغزو الذي يجتاح عقول الشباب والاطفال.

نشرت في الولاية العدد 103

مقالات ذات صله