التخطيط لقضاء العطلة الصيفية

رملة الخزاعي

بعد نهاية كل عام دراسي هناك فترة راحة للطلبة تتراوح مابين 3 إلى4 اشهر فكيف يستغل الطالب هذه الفترة وكيف يخطط لها ؟ ربما تتحير بعض الاسر في هذه الفترة وخاصة فيما يتعلق بسد فراغ الشاب والشابة بهذه الفترة بعيدا عن التراكمات السلبية فغالبا ما يقضي غالبيّة الطلاب أوقات الإجازة الصيفية بين مشاهدة التلفاز والألعاب الإلكترونية والسهر إلى وقت متأخّر من الليل في مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن حتى لا تتحوّل هذه الإجازة إلى مضيعة للوقت وجالبة لسلوكيات سلبية، يمكن استثمارها في طرق أخرى ترتقي بمهارات الشاب والشابة وتستثمر طاقاتهم، وتكون ممتعة ومسلّية في الوقت عينه
التخطيط اولا
ان عنصر التخطيط من العناصر المهمة قبل الإقدام على أي عمل خاصة اذا كان متعلق بتنمية سلوك واكتساب مهارة، فمن الضروري ان يخطط الابوين للعطلة الصيفية لانها فرصة من خلالها يمكن تنمية شخصية الشاب والشابة وتوسعة مداركهم وتنمية قدراتهم ، لذا يجب تنظيم الوقت بين انشطة مختلفة ومتنوعة ترضي رغباتهم مع مراعاة عنصر الملل ، فالشاب والشابة في مقتبل العمر يتنابه الملل سريعا فلا بد من التنوع الذي يبعد الملل ، فمثلا الاهتمام بتوزيع الاوقات فلا يصح ان نضع له دورة في حفظ القران وبعدها مباشرة دورة فقهية فهذا يسبب مللاً فيجب ان نفصل بينهما بجانب ترفيهي كمشاهدة برنامج تلفزيوني هادف او ممارسة رياضة ما او القيام بنزهه قصيرة فالترفيه في بيئة مفتوحة نشطة وغير مملة يجتمع فيها مع اقرانه ويمارس بعض رغباته تفتح اساريره ويستقبل مايتلقى من نصائح ومعارف ، فالمرونة مهمة في البرامج التعليمية التي نضعها لابنائنا كي لاينفروا
التحصن من الثلوث الفكري
الكثير من الفضائيات ومواقع التواصل تبث سمومها للشباب من خلال التلاعب بأفكارهم عن طريق برامج او منشورات والعطلة الصيفية فيها فراغ تجعل من الشاب والشابة يلجأ اليها ليقتل الفراغ وكثير من المغرضين يستغل هكذا اوقات ليجذب الشباب ويتلاعب بافكارهم ، فتحصين الشاب بالثقافة الاسلامية الاصيلة مهم ومسؤولية كبيرة تقع على عاتق الابوين وخاصة الجانب العقائدي لان الفتنه اليوم لاتؤمن على احد ، فالعطلة الصيفية خير فرصة لادخال شبابنا في دورات عقائدية لتحصينهم من التلوثات الفكرية التي تغزو مجتمعاتنا ،
التشجيع على القراءة
ومن الامور المهمة التشجيع على المطالعة كونها ترفع من المستوى الفكري ويزيد في المعلومات ويعود بالمنفعة على الجانب الفكري والجانب الدراسي بل تنفع في مختلف مواقف الحياة ومواجهة المشكلات وحلها بل تعتبر وسيلة معرفية مهمة لفهم اكبر قدر من الامور ، فهي اداة التطور والرقي لانها تبني العقل وتنميه ، وخاصة اذا كانت المطالعة تبدأ مع الشباب في مقتبل عمره تكون أكثر تأثيرا مما لو تقدم به العمر ، واوقات الفراغ في العطلة الصيفية تكون اكثر من بقية أيام السنة فاستغلالها بهذا الجانب مهم فعلى الكوادر التربوية تشجيع الطلبة على هذا الأمر وكذلك اولياء الامور
التدريب الصيفي
من الضروري ان ينجز الشاب والشابة بعض الاعمال المنزلية ليتعلم على تحمل المسؤولية ، فالشاب مثلا ممكن ان يقوم بزرع الحديقة او التدريب على اصلاح بعض حاجيات المنزل مثلا: كاصلاح حنفية الماء او يتدرب على تغيير المصابيح وهكذا الفتاة تتدرب على اعمال المطبخ كتعلم بعض الطبخات او فنون ادارة البيت ، هذه الامور ضروري ان يتعلمها الشاب والشابة لسد الفراغ اولا وليتعود على تحمل المسؤولة والاعتماد على نفسه، ولا يقتصر الامر على الامور المنزلية فللشاب مساحة أوسع للتدريب على هكذا أمور لاكتساب خبرات مفيدة فيمكن له العمل في مؤسسة ثقافية او شركة تكسبه خبرة جديدة فالعمل الجماعي مهم كونه ينمي المهارات بشكل اسرع وهكذا الشابة ممكن ان تدخل في دورات تعليم الخياطة او الاعمال اليدوية، فهذه التدريبات مهمة وتقتل الفراغ وتعود بالفائدة على الشاب والشابة.

نشرت في الولاية العدد 108

مقالات ذات صله