مركز إرشاد المفقودين في العتبة العلوية المقدسة

رياض الخزرجي

تمرُّ الأيام وتزدحم العتبات المقدسة بالزائرين الكرام وفي زحمة الزيارة والمناجات وفي ثوانٍ معدودة يفقد الأب طفله أو الأم طفلتها، أو حتى الرجال والنساء الكبار يفقدون من رافقهم في هذه الزيارة، لكن هناك رجالاً عقدوا العزم وأماطوا اللثام عن جهودهم المخلصة، وعن وجوههم التي ارتسمت على ملامحها تعابير الحبِّ والتفاني في خدمة أمير المؤمنين عليه السلام وزائريه الكرام، هؤلاء هم منتسبو وحدة إرشاد المفقودين التابع لقسم شؤون حفظ النظام في العتبة العلوية المقدسة فكان لنا هذا اللقاء مع مسؤول هذه الوحدة السيد حسن الحسني ليضعنا أمام طاولة نشاطاتهم الخيرة هذه:

بدايات هذه الوحدة وكيفية إنشائها؟
كانت العتبة تفتقر لإيواء المفقود من الأطفال والعجزة وكان هناك مجرد مناداة للمفقودين، وأول موقع أفتتح هو خلف جامع السقاية، عملنا اولاً من خلال النداء عبر المايكروفون ومن ثمّ النداء عبر اللاسلكي ومن ثم النداء مع فوج الطوارئ الثالث، وكذلك في المرحلة الأخيرة التعميم على المفارز الطبية والمستشفيات وذلك في حال الضرورة.

من خلال الزوار المراجعين أو الإدارة هل شعرتم بفرق معين بين السابق والحالي؟
بالتأكيد هناك فارق كبير وملحوظ جداً من قبل الناس والمراجعين وبقية العتبات المقدسة، أمّا ما أهم خطوات التطور: توفير قاعة للأطفال ونداء في مكبرات الصوت ومن خلال الأجهزة اللاسلكية، وكذلك أستطعنا توفير مكان أكبر لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المفقودين، حصل توسيع الإمكانيات في هذه الوحدة وعلى سبيل المثال لا الحصر توفير الحاسبات لتدوين أسماء المفقودين وكذلك ارشيف الكتروني يتضمن أكثر من عشرين ألف اسم.

ما الغاية من هذا الأرشيف؟
في حال البحث عن شخص مفقود لفترات طويلة ومن يُسأل عليه فبمراجعة هذا الأرشيف وحسب المعلومات المثبتة في الأرشيف، لمسنا حالات عديدة استطعنا من خلال معلومات الأرشيف أن نصل إلى المفقود وتسليمه إلى ذويه.

بالتأكيد أنتم كوحدة قبل أكثر من سنتين تم افتتاحها هل تتأمل التطور والتقدم في العمل وبما تقدموه من جهود للزائرين؟
في السنة الماضية واجهنا مشكلة كبيرة بسبب ضيق المكان، أما في هذه السنة وفي زيارة الأربعين تحديداً إستحدثنا قاعة ومكاناً واسعاً أسميناه (جنة الأطفال) وهو موقع خاص تديره مجموعة من الأخوات، وعمله فقط في أيام الزيارات المليونية الكبيرة.

ما نشاط هذا الموقع؟
المحافظة على الأطفال الصغار أو الرضّع وتغيير ملابسهم والاهتمام بهم صحياً ونفسياً وعاطفياً لحين العثور على ذويهم.

هل واجهتم بعض المشاكل كالعثور على أطفال حديثي الولادة تُركوا من قبل ذويهم؟
منذ أكثر من ثلاث سنوات خلال هذه الفترة واجهتنا مشكلة واحدة وهي العثور على رضيع بعمر أيام بقي بمعيتنا ولفترة طويلة لم يُسال عليه وبعد الرجوع إلى مركز الكامرات والسيطرة رأينا رجلاً كبير السن دققنا بالصورة تعرفنا على الرجل والمرأة، بعد ذلك تمّ تسليمه للجهات الأمنية المختصة.

أكيد تطمحون إلى تطوير هذه الوحدة ولكن هل قدمتم دراسات جديدة أم هل أنتم مقتنعون بهذا المستوى من العمل والجهود؟
في كل عام نتجاوز بعض السلبيات ونقاط الضعف الموجودة ولكن نتأمل أن نتطور في عملنا في هذه الوحدة، ومن أهم مقترحاتنا وأهدافنا في الفترة القريبة القادمة هي: تقديمنا دراسة تتضمن إمكانية إيصال المعلومة من قبل أي شخص لوحدتنا من خلال شبكة (واي فاي) اسمها مركز ارشاد المفقودين عند فتح الـ (واي فاي) ينفتح موقع فيه اسم الشخص المفقود واسم الشخص الذي عثر عليه ورقم هاتفه المحمول، وفي الموقع نفسه ستجد على الجهة اليسرى مكانا خاصا لالتقاط صورة الطفل المفقود وعند الإرسال تخزن في الحاسبات المركزية لموقع إرشاد المفقودين، بعد ذلك ننادي من خلال مكبرات الصوت وتعميم اسم المفقود.

هل فعلتم هذه الخطوة؟
في الواقع هناك ثلاث أبراج لتنصيب الـ (الانترانيت) وهو شبكة داخلية ونأمل من الأخوة المسؤولين أن يوفّروا لنا جميع مستلزمات تفعيل هذا المشروع إن شاء الله.

كم عدد المنتسبين في هذه الوحدة لتغطية هذا النشاط وهل هو كافٍ لأداء هذه الجهود الواسعة؟
العدد الحالي هو 16 منتسبا أربعة منتسبين لكل شفت، كما لدينا مركز مناداة آخر في منطقة الحولي بالإضافة إلى المناداة في هذا المركز يتم بث الأذان وبعض الأدعية، كما نأمل تأسيس دار للأيتام بالتنسيق مع وحدة إرشاد المفقودين لرفده بالأطفال الذين يبقون من دون أهل أو لم يتم العثور على ذويهم فيلحق بهذا الدار وهذا مانتمناه قريباً إن شاء الله.

كل هذه الجهود من ورائها دافع معين ما الدوافع المهمة التي دفعتكم لبذل هذه الجهود؟
بغض النظر عن كل الأمور الجانبية هو شيء واحد هو اللحظة التي يلتقي ذوو الطفل أو المفقود بمفقودهم هذه لحظة عاطفية لايمكن وصفها وفرحتنا فيها كبيرة جداً تنسينا كل ظروف التعب والعناء التي مرت بنا، كذلك انتسابنا كخدام لأمير المؤمنين من الدوافع المهمة في بذل هذه الجهود خدمة للزائرين الكرام.

رسالة توجهونها للزائرين الكرام.
في أيام الزيارة وفرنا توزيع الباجات للأطفال ولها أهمية كبيرة جداً يوضع هذا الباج في صدر الطفل وفي هذا الباج توجد المعلومات الشخصية كلها لذوي الأطفال وكبار السن لإمكانية الوصول إليهم بأسرع وقت ممكن إن شاء الله، لذلك نطلب من جميع أهل الزائرين أن يضعوا هذه الباجات في صدور أطفالهم وهي غير مكلفة مادياً ومتوفرة في كل مكان.

كلمة أخيرة لأمير المؤمنين (عليه السلام).
نطلب منه(عليه السلام) أن يوفقنا جميعاً لخدمته وخدمة زواره وأن لايكون عمري إلا في طاعة الله وأهل البيت سلام الله عليهم أجميعن.

نشرت في الولاية العدد 111

مقالات ذات صله