تحديد مرحلة الشباب في علم الاجتماع

محمد حسن

اختلف الكثير من الباحثين والدارسين في علم الاجتماع حول تحديد مرحلة الشباب متى تبدأ ومتى تنتهي؟ فثمة من يحدد بدايتها بسن الثالثة عشرة وحتى سن الواحدة والعشرين، وهناك من يبدأها بسن الرابعة عشرة وينهيها بسن الثامنة عشرة ، ويرى اخرون انها من سن السابعة عشرة وحتى سن السابعة والعشرين او ما بعدها، وقسم عدّها ما بين الخامسة عشرة والثلاثين … بينما ذهب الكثير من علماء الاجتماع بأنها عصية على التحديد ، وتختلف بدايتها ونهايتها من فرد الى فرد ومن مجتمع الى مجتمع ومن جنس الى جنس ومن ثقافة الى اخرى .
فاختلاف النقاط المرجعية او المعايير التي يقاس على اساسها احتساب عمر الشباب من جهة واختلاف السياقات او الظروف التي تختلف من مجتمع لآخر ، فبعض المجتمعات تهتم بالنمو الجسمي والجنسي، وبعضها تهتم بالنمو النفسي ، واخرون يهتمون بالوضع الاجتماعي والادوار الاجتماعية، وبطبيعة الحال فان اختلاف الطابع الحضاري والنظام الاجتماعي والمستوى الاقتصادي والاجتماعي وغيرها ، كلها امور تجعل من الصعب تحديد سنين محددة لهذه الفترة الحيوية في المجتمع .
ولكن يمكن اجمالا من تحديد مرحلة الشباب او المراهقة كما يسميها بعضهم، من خلال بلوغ مرحلة الحلم واكتمال النضج الجنسي ببلوغ القدرة على التناسل وتيقظ الحاجة الجنسية – ومصطلح بلوغ الحلم يشير الى الناحية الجنسية من النضوج او الارتقاء التي تتمثل في اكتساب القدرة على القذف عند الذكر والحيض عند الانثى بالإضافة الى الخصائص الجنسية الثانوية – ويحدث ذلك عادة في سن الخامسة عشرة او قبلها بقليل وتستمر لمدة عشر سنوات فتنتهي في سن الخامسة والعشرين ، وتشهد بداية مرحلة الشباب اقتراب شكل الجسم ووظائفه من اخر درجات النضج، ومن الناحية النفسية يكاد يصل عمر الفرد العقلي الى قمته واحساس الشخص ببداية مرحلة رجولته ، وفي هذه المرحلة تحدث تحولات هامة في حياة الفرد من جميع النواحي الاجتماعية والنفسية والعلمية والاقتصادية … .
وبشكل عام فإذا كان البلوغ حقيقة بيولوجية بحتة، فإن الشباب يعدُّ حقيقة اجتماعية بالأساس بل هو يعد ظاهرة اجتماعية تشير إلى مرحلة من العمر تعقب مرحلة المراهقة، وتبدو خلالها علامات النضج الاجتماعي، والنفسي، والبيولوجي واضحة.
ولقد اختلف علماء الاجتماع والقانون والسكان وعلم النفس الاجتماعي في تعريفهم للشباب ، فالتعريف الاجتماعي الذي يقوم على تقسيم دورة حياة الإنسان إلى ثلاث مراحل تتوقف على مراحل النمو العضوي والنفسي، فهناك مرحلة الطفولة، ثم مرحلة التعليم وصقل المواهب في مرحلة الشباب، وأخيرا مرحلة مواجهة الحياة وتحمل مسؤولياتها وضغوطها الاقتصادية والاجتماعية وتشغل جزءا من مرحلة الشباب وما بعد مرحلة الشباب .
أما جان بيردي لارج فانه يرى ( أن مفهوم الشباب أكثر عمومية وهو يدل على السن ويعطي في الوقت نفس دلالة نفسية ايجابية ).
ويرى كينسون ( أن مصطلح الشباب يقصد به الأفراد الذين يدخلون مرحلة أخرى من مراحل نموهم تلي مرحلة المراهقة وتسبق فترة الرشد , فالشباب في نظره يبدأ بنهاية المراهقة وينتهي بسن الثلاثين , و الطابع المتميز لفترة الشباب عما قبلها من المراحل النهائية انتهاء الفرد من حل الجانب الأكبر من مشكلات التواصل إلى الهوية والكينونة والاستقرار عليها وانتهاء طور التمرد والعصيان).
وتستعمل لفظة الشباب أحيانا كمرادف للفظة المراهقين وقد يطلقها البعض على الفترة المتأخرة من فترة المراهقة ، حيث يرى ديبس ( أن الشباب هو الجانب الاجتماعي للمراهقة , فالشباب يشكل فئة اجتماعية خاصة تتميز من الجيل الذي وصل فعلا إلى النضج الحقيقي).
————–
المصادر
1-اتجاهات الشباب ،ابراهيم الشافعي
2-التعليم الجامعي في العراق ، جابر عبد الحميد
3-مشكلات الطلبة ، سعد جلال
4-مجلة عالم المعرفة ، د. عزت حجازي
5-دراسة سيسيوثقافية في مضامين ثقافة الشباب ، المنجي الزيدي

نشرت في الولاية العدد 116

مقالات ذات صله