الألعاب الالكترونية (البوبجي PUBGE ) تهدد الأفكار وتسيطر على السلوك

رملة الخزاعي

بعد أن كان شبح الألعاب الألكترونية يطارد الشباب والمراهقين والاطفال صار يطارد السيدات في بيوتهن، انتشرت في الأيام الاخيرة ألعاب جديدة صارت تستقطب الكبير قبل الصغير، ففي السنوات السابقة كانت الألعاب خطرا يهدد الطفل وبعض الشباب اليوم صارت خطرا على السيدات أيضا انتشرت في الاشهر الاخيرة قصص مختلفة حول الصراعات الأسرية بسبب ألعاب الكترونية جديدة غزت البيوت كلعبة (البوبجي) وانتشرت حالات الطلاق والتخاصم بين الأزواج نتيجة ادمان بعض الزوجات على هذه اللعبة وترك مسؤوليات البيت، وقد انتشرت قصص كثيرة حول المشكلات التي سببتها هذه اللعبة في البيوت، واذا ما رجعنا الى خطورة هذه الألعاب نجد الدراسات تظهر أن من يعتاد ألعاب العنف يقل لديه الشعور بالذنب مهما فعل، ربما كثرة المشكلات تعود الى اثر هذه اللعبة كونها جعلت من المرأة التي تعتاد هذه اللعبة لا تبالي بشيء وقد استطلعنا رأي عدد من المتخصصات في علم النفس..

أسباب ودواعٍ
وكانت المحطة الأولى مع الدكتورة رقية الزيرجاوي التي قالت: ان اقبال العديد من النساء على الألعاب الالكترونية يعود الى أسباب متعددة أولها الجهل بأهمية الوقت الذي يضيع على لعبة لا تقدم ولا تؤخر والأمر الآخر الجهل بأهميته نفسها فالتي تدمن هذه الألعاب لا تعرف قيمة نفسها فقد ضيعت طاقاتها في مجرد لعبة في حين يمكنها أن تقدم في الوقت الذي ضيعته ما فيه فائدة لأسرتها ومجتمعها، فعلى كل فتاة وسيدة معرفة دورها في الحياة وتأدية واجباتها وتجعل هكذا أمور آخر همها كي لا تضيع وسط عالم وهمي لا فائدة منه.
أما الأستاذة مها العتبي فترى: أن سبب اقبال الجميع على هذه الألعاب هو الفراغ وعدم الشعور بالمسؤولية والجهل بعواقب هذه الأمور فهل من المعقول أن تبقى سيدة ما أو فتاة تدمن هذه اللعبة لو علمت بعواقب مدمنيها؟
إن فريقا من الباحثين بجامعتي بافالو بولاية ميتشجن وكاليفورنيا سانتا باربرا الأمريكيتين توصل الى أن رد الفعل الأخلاقي الذي ينتاب اللاعب لدى التعرض للعبة الفيديو للمرة الأولى يتراجع مع الاعتياد على ممارستها, وهذا يعني أن لهذه الألعاب تأثيرا كبيرا وممكن أن تحول سلوكنا الى سلوك اللعبة نفسه وهنا يكمن حجم الخطر فألعاب العنف ممكن ان تحول سلوك اللاعب الى سلوك عدواني، اذن معرفة حجم خطر هذه الألعاب على أفكارنا وسلوكنا تجعلنا نفكر الف مرة قبل ان نعتاد عليها.

شكوى الازواج
فيما يرى بعض الأزواج ومنهم محمد حسن الطرفي أن هكذا أمور يعود سببها الى الفراغ الكبير في حياة المرأة وهذه الالعاب تسد فراغها فحينما ظهرت هذه الألعاب استهوت المرأة التي لا تجد ما يشغلها والتي تكون بعيدة عن وسائل تطوير الذات كالمطالعة أو دورات في فن التربية وأمور تطويرية أخرى، فالمرأة الواعية تستفيد من ساعات فراغها في تطوير نفسها في المجالات التي تحتاجها، ومن أهم المشكلات الأسرية تعود الى سذاجة بعض النساء كونها فرطت بعائلتها بسبب لعبة مما أدى الى تفكك الأسرة.
ويضيف علي رضا ماجد بقوله: ان المرأة الملتزمة المثقفة لا تؤثر فيها المؤثرات سواء أكانت لعبة أم غيرها لأنها ترى من أهم أولوياتها الأسرة فهل من المعقول ان تغري سيدة ما لعبة فتترك واجباتها ومسؤولياتها وتكون سبب خراب دارها.
وقد أخذنا رأي السيد باسم السعيدي فقال: سمعنا وقرأنا في المدة الأخيرة قصصا متعددة حول نساء تركن بيوتهن وأزواجهن بسبب لعبة في أول الأمر اعتقدت أن الأمر مزحة ولكن بعد تحققي من قصص سمعتها وجدت أن الأمر صحيح فقد نقل لي أحد أصدقائي الثقاة أن سيدة على أبواب الطلاق بسبب لعبة البوبجي لأن زوجها كلما عاد من العمل وجدها تلعب هذه اللعبة ولا تبالي بواجباتها وبعد شجار وصراع ذهبت الى أهلها وتوسعت هوة الخلاف والآن هم على أبواب الطلاق، فهل هذا تصرف عقلائي من المرأة؟ وأظن أن السبب في زوجها فالمرأة التي لا تعرف الصواب من الخطأ لا أعطيها جهاز موبايل ولا أفتح لها أنترنيت، الرجل الذي يريد الحفاظ على أسرته يجب ان يضع حدودا وقوانين لا تتعداها المرأة ولاسيما اذا كانت صغيرة أو قليلة التجارب في الحياة.

فتيات البوبجي
(ص. ح) احدى الفتيات التي تدمن هذه اللعبة ترى أنها لعبة للتسلية ولا داعي لتهويل الأمر فهي لا تحوي شيء سلبي حتى إذا كان فيها كلام مع الرجال الأجانب فالفتاة بيدها الأمر إذا أرادت التحدث تضع حدودا لذلك لا تتعداها وهي غير مجبرة على الكلام والضحك وأصل اللعبة ليس بحرام وما المانع أن نلعب وفق حدود معينة وأنا ألعب هذه اللعبة منذ فترة ليست بقصيرة ولا أراها أثرت على سلوكي.
أما السيدة (ن.ع) عمرها 25 سنة متزوجة ولديها طفلان فقالت: الموضوع أخذ أكبر من حجمه هي مجرد لعبة للمرح وتغير الروتين اليومي، والتي تفرط بواجبها مع ابنائها وزوجها الخلل فيها وليس في اللعبة، اللعب يكون في أوقات الفراغ وليس في كل وقت.
أما (ج.س) فقد عارضتها قائلة: لعبتها مرة أو مرتين ثم تركتها لأنها تجعلني أفقد الشعور بما حولي وأركز فقط على أحداث اللعبة ورأيت أن أتركها قبل خسران اخرتي ودنياي، وفيها أمور سلبية كثيرة أولها ضياع الوقت والكلام مع رجال أجانب وهي لا تليق بسيدة محترمة مثلي.
وتقول زهراء حسين طالبة في الثانوية: تركت اللعبة بعدما أقسمت والدتي بأخذ جهاز الموبايل مني لأنني كنت ألعبها لساعات طويلة وحتى على مائدة الطعام كنت لا أجلس مع أهلي لانشغالي باللعب ولا أنتبه لما يجري في البيت لكن بعد أن تركتها شعرت بها كيف أخذت من وقتي وكيف كنت مبتعدة عن أهلي وأعيش في عالم افتراضي هدفي فيه البقاء على قيد الحياة وقتل الآخرين والحصول على الغنائم.
ويرى باحثون أن هذه الألعاب لها الأثر الكبير على السلوك بشكل واضح فقد أفادت دراسات أن هذه اللعبة تجعل من لاعبها متسما باللامبالاة، وذكر الباحث ماثيو جريزارد من جامعة بافالو أن هناك تفسير وراء هذه الظاهرة يعود الى اللاعب حينما يصاب بالتبلد من كثرة ممارسة هذه الألعاب، مما يجعله أقل حساسية ازاء جميع المؤثرات التي تثير الشعور بالذنب، حسبما ذكرت صحيفة «تايمز أوف انديا» التي أوردت الدراسة على موقعها الالكتروني، وهذا يعني بسبب كثرة اللعب سيتحول سلوك اللاعب في الواقع كسلوكه في العالم الافتراضي داخل اللعبة فمثل هكذا خطر يهدد السلوك حري بنا أن نقف في الضد منه ونحارب هكذا ألعاب تحرفنا عن السلوك السوي وتضيع طاقتنا بشيء لا فائدة منه، وهناك بدائل كثيرة للتسلية وتحوي فوائد متعددة ممكن أن نلجأ اليها تاركين العالم الافتراضي متعايشين مع الواقع.

نشرت في الولاية العدد 124

مقالات ذات صله