الحنانة أو منطقة الحنانة أو حي الحنانة.. وهي من المناطق المعروفة في العراق والعالم أجمع لما تمتلكه من خصائص تاريخية ودينية واجتماعية، ومن أبرز معالم هذه المنطقة هو (مسجد الحانة) المشهور في النجف الاشرف حيث يقصده الزائرون من مختلف بقاع المعمورة وكذلك تقام فيه الصلاة اليومية فضلاً عن إقامة المناسبات كافة، وقد صلى فيه الإمام الصادق (عليه السلام) حسب ما جاء في الروايات المؤكدة، وفي الحنانة تم وضع رأس الإمام الحسين (عليه السلام) فيه عند مرور موكب السبايا عليه وتوقفهم عنده.
والحنانة تلفظ لغوياً بفتح الحاء وتشديد النون وهي مؤنث (الحَنّان) وهو الذي يحن للشيء وهي كلمة عربية الإشتقاق أصلية، ويقال أيضاً سميت بالحنانة نسبة إلى(دير حنا) الموجود في المكان حيث كانت تنتشر الأديرة والكنائس لمملكة المناذرة.
وتقع الحنانة في النجف ضمن من (الثوية) وهي تل بقرب القائم المائل شرق المدينة وتعد اليوم من أحياء مركز المدينة العامرة التي لا تبعد سوى خمسمائة متر عن الحرم الطاهر لمرقد أمير المؤمنين عليه السلام وعند تجوالي في شوارع هذا الحي وبالقرب من مسجد الحنانة لاحظت التطور العمراني الكبير في المنطقة وهي تعج بالزائرين والمارة الذين يرومون التبضع من أسواقها ومحلاتها التجارية وكذلك وجود المدارس والمراكز التعليمية.. والتقيت بمجموعة من ابناء هذه المنطقة ومنهم علي الشيخ باقر الذي يملك محلاً تجارياً فضلاً عن سكنه في الحنانة وقد حدثني قائلاً: نحن أبناء هذه المنطقة ويربطنا بالحنانة عشق كبير حيث مسجدها من الاماكن المقدسة والجميع يلتقي عنده في الصلاة والمناسبات ومنذ نشوء الحي فإن اهله مترابطون ومتعاضدون ومن سكنة هذا الحي وأبناء المنطقة الشاعر الكبير الشيخ عبد المنعم الفرطوسي وسماحة الشيخ الدكتور أحمد الوائلي وكذلك سكنها سماحة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر وكانت شهادته فيها حيث اغتالته يد الغدر من رجال النظام المقبور وموقع استشهاده الى اليوم في شارع البريد وكذلك سكنها السيد المرحوم حسين بحر العلوم والخطيب المرحوم الشيخ باقر الفخيراني والخطيب السيد جواد شبر والسيد عدنان البكاء والشيخ جعفر الكرباسي والشيخ أحمد الصغير والدكتور محمد حسين الصغير وكذلك سكنها السيد جابر أغائي واليوم مقبرته فيها وكان لأبناء هذه المنطقة دور جهادي كبير حين قارعوا النظام الدكتاتوري السابق وكذلك قاوموا الاحتلال وكذلك لهم وقفة مشرفة في ردع العدوان الداعشي عن أرض العراق وقدموا الغالي والنفيس من أجل العراق حيث أسماء الشهداء من أبناء المنطقة ما تزال عالقة في أذهان جميع أبناء البلد حتى سميت الشوارع باسمهم وأذكر منهم الشهيد فارس عبود أخ الأستاذ فائز عبود وكذلك الشهيد إبراهيم إسماعيل الصفار ومن سكنة الحنانة أيضاً السيد المرحوم محمد صالح الخرسان والحديث مازال للأستاذ علي الشيخ باقر حيث يقول أن الحنانة اليوم أصبحت مركزاً تجارياً ايضاً ففيه الفنادق الممتازة والمحال التجارية وهنالك شارع فيه مكتبات وأقدمها مكتبة الجامعة ومن المحلات أيضا مجمع الليث التجاري ومحلات الفخيراني الكهربائيات وغيرها من المراكز التجارية والمؤسسات الخاصة والحكومية وهنا شكرت الاستاذ علي الشيخ باقر على امل اللقاء به مرة اخرى ثم توجهت الى مسجد الحنانة لأصلي فيه ركعتين قربة لله تعالى.
نشرت في الولاية العدد 124