نجف علي عليه السلام منارة الشرف ومئذنة الأدب

تحقيق / شاكر القزويني

أزقتها حروف مضيئة وبيوتها منائر فكر وأرضها مشرق تتوهج به معاني الصباح، النجف الأشرف مئذنة المجد ومنارة الخلود وقبة الأقداس الالهية، فعلوها قدر محتوم، وإذ يلقح رحمها الخصب باب مدينة العلم يعسوب الدين ونبأه العظيم فلا مناص من ذلك النماء العبقري والاشعاع الجوهري للحياة، انسانية ووعيا واصلاحا وابداعا في منهج حضاري تبني به الدنيا جسورا وطرقا للسعادة بها وفي مآلها الأبدي في دار الخلود.

نتاج بركات الإمام(عليه السلام)
مدينة تقف كومضة برق في عتمة الوجود، تنتهج طرقها الخاصة في الحياة منذ الأزل، في سلوكها اليومي وفي موقفها المدني وفي المنعطف التاريخي، وفي تجوالنا المتفحص بين أزقتها ورجالاتها ومن يحملون من ذاكرتها بعض الملامح التي اردنا توضيح وتوثيق قسماتها وصورتها بشكل جلي، وكنا نلوح بإشارات ليست خفية عن وجود الحوزة الدينية وعلمائها الأعلام وألوية مواكبها ومجالسها ومنابرها التي نذرت لآل البيت عليهم السلام الدم والمال قربانا لوجه الله تعالى، وكان أول طود لم نكن لنتجاوزه دون أن نقف بين يديه نغترف من فضله وسعة علمه وأدبه الفذ، فرسونا على شاطئ حبه لمدينة جده أمير المؤمنين علي عليه السلام، فكنا في حضرة العلامة السيد محمد رضا الغريفي الأستاذ في الحوزة العلمية، فالتقيناه بعد أن أكمل إمامة صلاة المغرب في الحسينية الاعسمية موجهين له دعوة البوح إجابة عن تساؤلنا، لماذا النجف الأشرف ولِمَ تضطلع بهذا الدور التأريخي والحضاري وما لعلماء الدين وحوزتها من دور فيها، فأجابنا قائلا : أسلط الضوء على النجف الأشرف، لان رجال الدين هم نتاج هذه المدينة فهم نتاج ارض النجف انهم النتاج الخصب لهذه الارض الخصبة، فهم نتاج بركات أمير المؤمنين عليه السلام ونفحاته، ولولا أمير المؤمنين عليه السلام في هذا المكان لكان حال مدينة النجف كحال بقية المدن الاخرى الواقعة على كثب الصحراء، فالواقع يشير الى انه لا يوجد هنالك شيء في النجف يستحق السكنى فيها، فهي كما تعلمون هضبة واقعة على كثب الصحراء يعافها الانسان، لا كلأ فيها ولا ماء ولا هواء، فليس هنا سوى بركات امير المؤمنين(عليه السلام) حيث ان هذه البقعة الطاهرة التي دفن فيها سيد الوصيين وامام المتقين وقائد الغر المحجلين التي هي في الروايات تسمى، (الوادي المقدس)، لما خاطب الله سبحانه موسى: (فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى)(طه/12)، والنجف هي مهبط ادم ومرسى نوح ومهبط ابراهيم(عليهم السلام) حين جاء بعد ان نجّاه الله من النار، وعند وفاة امير المؤمنين(ع) قال لولديه احملوني الى الذكوات البيض فاحفروا في هذا المكان ستجدون صخرة منقوشاً عليها: (هذا ما ادخره نوح النبي لوصي الرسول محمد علي بن ابي طالب) فجاؤوا به الى هذا المثوى كما أشار عليه السلام وأشارت الادلة الى ذلك، ففي هذه المدينة تشكلت العقلية، نعم في هذه المدينة المباركة التي تضم قبر امير المؤمنين (عليه السلام) وعندنا في بعض الروايات انها ضمت رفاة نوح ورفاة آدم وهود وصالح (عليهم السلام) وكل عظيم من العظماء في ذلك الوقت وجمعاً كبيراً من الصحابة الذين دفنوا في الثوية حيث يرقد كميل بن زياد(رض)، فهذا المكان مقدس وفي هذا المكان نشأ العلم وحط رحاله بوقت سبق الشيخ الطوسي الذي أسس الحوزة الحديثة فيها.

شخصية ذكية عنيدة مميزة
فأرجع واقول مرة ثانية في هذا المكان نشأت العقلية النجفية الملتفتة التي لها ما يميزها عن باقي الشخصيات المحيطة بها، فلهذه الشخصية دلالات وعلامات تتساوق وتتفق مع المقام المقدس الذي عليه أمير المؤمنين (عليه السلام)، او انها اكتسبت رفعة من المقام المقدس لأمير المؤمنين (عليه السلام) فعلت وتسامت حتى صارت ذكية وملتفتة وعنيدة، حتى ان الطغاة والجبابرة اعترفوا بالشخصية النجفية بما هي عليه من شخصية قيادية رائعة ثابتة، فلا غرو ان تكون العمامة النجفية هي عمامة مميزة في ذكائها ومنطقها وسلوكها وثباتها وقوتها ومميزة في عطائها ومميزة في كل شيء تكون عليه الشخصية البشرية واذا اضفنا لهذا ما تنتجه دراسة علوم آل محمد (عليهم السلام) والتثقيف بعلومهم في الدراسة الحوزوية في النجف الأشرف.

الجذور التاريخية الفذة
وكان للشيخ شهيد البغدادي الأستاذ في الحوزة الدينية في النجف الأشرف بعد في خصائص النجف وتفردها يمتد في غور التاريخ حيث محطاتها المضيئة بالفكر الوقاد والحضور الفاعل والسلوك الواعي، فيقول : ان الحديث عن النجف الأشرف وحراكها الفكري والثقافي يقودنا الى جذور تلك المدينة وعمقها في التاريخ، فهي تمتد الى مئات بل آلاف السنين، وان تلك المجالس التي تنتشر بين ظهرانيها يمتد عمرها ليس لعشرات السنين بل لمئات السنين، فهي تمتد كممارسة ثقافية واعية الى عهد النبي الاكرم (صلى الله عليه واله)، وان هناك اكثر من مجلس أدبي عقد في الكوفة حين كانت عاصمة للدولة الاسلامية ومن اهمها التي ذكرها التاريخ هي المجالس التي كانت تعقد في بيوت الوزراء والامراء كمجلس الفضل البرمكي الذي كان يجمع الادباء والشعراء والفقهاء ويحتدم النقاش بينهم في قصيدة من القصائد او يتكلم اديب كالكسائي بمقطوعة من نثره فيتحدث الاخرون عنها وينتقدونها، والمسألة الزنبورية احدى مسائل النحو بين الكسائي وسيبويه التي اطاحت بعد ذلك بعرش سيبويه، وهذا دليل دامغ على قدم مجالسنا، والنجف والكوفة هي الرائدة في هذا المجال في مجال الادب والشعر والقانون والثقافة وعلى جميع المستويات.

البيئة ورجالها الاستثنائيون
يرى الشيخ كريم الخاقاني ان للبيئة النجفية أثرها البالغ فضلاً عن نوعية الرجال الذين تصدوا للإبداع وكانوا قادة رأي نافذي البصيرة استطاعوا أن يشكلوا وجها مضيئا للنجف الأشرف وذلك حينما يقول: لقد ازدهرت الحركة الادبية في النجف الأشرف في القرن التاسع عشر وكانت نواتها أو باكورة ذلك الحراك الأدبي والثقافي هي الرابطة الادبية التي كان من مؤسسيها السيد محمود الحبوبي وعبد الوهاب الصافي والشيخ الدكتور عبد الرزاق محيي الدين والشاعر الملهم صالح الجعفري وبعدها التحق الكثير من المبدعين كالسيد مصطفى جمال الدين والشيخ محمد علي اليعقوبي فازدهرت الحركة الادبية وتجددت والفضل يعود لهؤلاء الذين استقطبوا رجالات الحوزة فضلا عن الذين التحقوا من خارجها، كما نرى المنتديات الادبية في بيوتات النجف والمدارس الدينية، فتجد في كل محفل القصائد والمناقشات الفكرية والعقائدية المحتدمة سواء كانت المناسبة دينية ام وطنية، وكان من هذا الجيل ونتاجه شعراء كبار كالجواهري والشرقي وغيرهم، وكان أثر البيئة الصالحة يدفعهم لحبهم للدين والوطن والانسان.
الدور الاساسي لعلماء الدين
أما الشيخ مهدي الضيغمي الطالب في الحوزة العلمية فيرى ان لعلماء الدين في النجف الأشرف والطلبة المنخرطين في حوزتها دورا أساسيا في القرون المنصرمة في إحياء الحركة الأدبية وان الظروف القهرية التي مرت عليهم ابان النظام البعثي والمحاصرة والظلم الذي لحق برجال الدين وأبناء النجف الأشرف على حد سواء خلق حالة غياب وانحسار ملحوظ في المشهد الأدبي والثقافي، فيقول : ان من العواصم الاسلامية التي لها الريادة في الادب والمعرفة هي مدينة النجف الاشرف وقد عرفت هذه المدينة برفدها للشعر والشعراء كعبد المهدي الجواهري والشيخ مهدي مطر وغيرهم الكثير من عمالقة الشعر، وكانت المجالس الأدبية منتشرة في مدينة النجف يتعاطون فيها الشعر والمضاربة الشعرية وكان لسان حال رجل الدين او المعتمر للعمة يقول:
أرى العمة نورا والتأدب حـــــــــلية
فخذ منهما رغبة في نصيب
وليس يتم العلم في الناس للفتى
اذا لم يكن في علمه بأديب
والشعر هو ديوان العرب وقد ازدهرت الظاهرة الأدبية في مدينة النجف الاشرف ولا سيما في ثلاثينات وأربعينات وخمسينات القرن الماضي عند علماء وطلاب الدين وعامة الناس، الا ومما يؤسف له في ايامنا هذه انحسر الادب عند طلاب الحوزة العلمية وغيرهم، وقد كان فيما مضى كل رجل دين يحفظ من الشعر مئة بيت يستشهد به في الحديث ومنابر الخطابة فضلا عن عوام الناس إذ كان الجميع يلهج بما حسن من شعر قريض وعامي.
ويبدو ان الظروف التي مرت بها البلاد من حروب وأنظمة قمعية أغلقت المجالس الأدبية وجعلت طلاب الحوزة وعلماءها والناس كافة في حالة حصار أدبي وفكري وثقافي مريع جعلهم ممسكين بجمرة الحق والعمل الصالح تحت ظلال القهر والظلم والاستبداد.

سقاية الابداع ورعايته
وأشار الاعلامي السيد مسلم القزويني الى ان شعاع نور النجف الأشرف وهي تحتضن مولى المتقين وسيد الموحدين بعد رسول الله محمد (ص) الامام علي عليه السلام ليس بخاف على منصف ذي نظر، وان الأدب لا بد من دعمه ورعايته ليزهر جماله ويعم خيره ودونه ينتكس ويذبل، فيقول:ان مراحل نمو وازدهار الأدب وانتشار الوعي والثقافة تقتضي اقترانا بمراحل الرخاء والنماء والاستقرار، وان ما يميز بيئة النجف الأشرف عن غيرها من المدن ان هذا الدعم والاحتفاء انطلق من الانتهاج بسيرة أمير المؤمنين علي عليه السلام، وولع وحب أهلها بالعلم والأدب ولاسيما الشعر، فكانت بيوتهم مجالس وأفرشتهم منابر ومعايير الاحترام والعلو تبدأ عندهم بحسن المنطق وطلاقة اللسان وبيانه وقدرته على حفظ الشعر والقائه، هذا فضلا عن توجه الحكومة آنذاك إبان الحكم الملكي وعشقها لقامة النجف الشاهقة التي تنبت الأدب والشعر والعلم على لسان رجالها خطباء وشعراء، ومما يجدر ذكره ان فكرة تأسيس(جمعية الرابطة الأدبية العلمية) سنة 1932قد عرضت على الملك فيصل الأول عند زيارته لمجلس العلامة عبد الكريم الجزائري وقد أيدها بحماسة بالغة وأوعز بإجازتها، وبعد وفاته عام 1933م جاء ابنه الملك غازي ليعزِّز من مكانة الرابطة فأهدى لها مكتبة كبيرة وخصص لها معونة مالية (مئة دينار سنويا) فأصبح المؤسسون المجددون الثلاثةُ الدكتور عبد الرزاق محيي الدين ومحمود الحبوبي وصالح الجعفري في وضع يسمح لهم بكسر الجمود والتزمت التقليدي الذي طالما رفعوا رايته وهم يرزحون تحت نير معارضتهم، حتى أصبحت بعد هذا الجمعية لسان الشعر العربي الحديث في العراق، ثم انتخبوا للجمعية عبد الوهاب الصافي وبعده انتخبوا رئيسا جديدا لها الخطيب والشاعر محمد علي اليعقوبي، وفي احد الايام حضر الملك غازي يستمع إلى محاضرة الشيخ عبد الرزاق محيي الدين في جمعية الرابطة الأدبية وقد ابتهج ودهش لما سمع لغة عبد الرزاق وثقافته، ولما علم أنه (بلا شهادة أكاديمية) ويصدر عن ثقافة ذاتيّةٍ هي نتاج دراسته في حوزة النجف العلمية فقرّر الملكُ الشابُّ أن يبعثَ عبد الرزاق في بعثة رسمية إلى القاهرة سنة 1933م للدراسة في (دار العلوم العليا) وتخرَّج فيها الأول على دفعته سنة 1937م وعُيِّن بعد عودته مدرساً في دار المعلمين الابتدائية، وألّف لهم كتبا في الأدب ومناهجه وعصوره وظلّت زمناً طويلاً كتباً مقرَّرة في مناهج وزارة المعارف، وفي سنة 1948م حصل على الماجستير في الأدب والدكتوراه سنة 1956م من جامعة القاهرة، وهذا المثال دليل على ان الرعاية والسقاية للأدب عبر منح الأدباء والمبدعين فرصتهم ليكونوا قبسا يضيء للأمة ومستقبلها هو المحرك والمعجل لنمو الإبداع والارتقاء به.

لا تراجع بوجود المرجعية
ويعود السيد الغريفي ليوضح نقضه لمقولة ان النجف قد تراجعت وأفل نجمها الإبداعي والحضاري، قائلا : ان الشخصية النجفية أرض خصبة معطاء تنبت نباتا بريا والنبات البري هو كما قال امير المؤمنين : النبتة البرية أصلب عودا وابطأ خمودا، ومن هنا نقول بان النجف كانت كخلية نحل والدنيا في عصورها المظلمة والعراق والدول العربية وغيرها عاشت في ضنك فكر وقهر وفي عسر وعي وجهل الا النجف كان فيها الاشعاع الذي حمى اللغة العربية والا فان سياسة التتريك التي اتبعها العثمانيون كانت لتجعل العراق كله يتكلم اللغة التركية ولولا النجف لصار العراق يعيش في ظلام دامس ولكن النجف والشخصية التي فيها وهذه العمامة على الرغم من فقر الحال وضيق المعاش أبت الا ان تؤدي دور الحامي والذاب عن حياض اللغة وجمال ابداعها، وكان ثمانون بالمئة ممن يشتغلون في اسواق النجف ذواقين للشعر والنثر والفقه، فهم يتفقهون متمسكين بقول الائمة(عليهم السلام) (من لم يتفقه من التجار او الباعة فانه يرتطم بالربا كما يرتطم الماء بالصخرة الملساء) فكانت النجف تسبح بالعلم وكانت تعطي العلم ولذلك صار المثل في النجف (النجف تصدر العمامة وتستورد الجنازة) وكانت المجالس في المجتمع النجفي هي التي تنمي الانسان، اما الشعر فحدث عنه ولا حرج حسب قول احد الذين زاروا النجف من المصريين حين قال: النجف تتنفس الشعر وتشرب الشعر وتأكل الشعر، فالنجف لها من القابلية ان تغرق العالم بالشعر، اذن تستطيع ان تقول ان الشخصية النجفية لها تأثير فعال على الامة في صلابتها وقوتها والارض النجفية لها دور فعال على انبات هذه الشخصية فالشمس ساطعة في النجف: في اللغة وفي الشعر وساطعة: في الفقه والامور العقلية لم تغب شمس الارادة عن هذه المدينة ولذلك الشخصية النجفية لها تاثيرها.
وهي اذ تقف أو تتراجع فانما هي كتراجع الاسد حينما يهجم على الفريسة وهو من جملة الخصوصيات الدولية الموجودة وليس من خاصية النجف اطلاقاً ان تتراجع مادامت الحوزة العلمية فيها ومادامت المرجعية ومادام الوجود العلمي فيها فانها لاتتراجع كما أسلفت فسرعان ما تستعيد نشاطها لتضطلع بدورها الحضاري المتميز، فالشخصية النجفية شخصية محافظة صلبة، وعلى الرغم من كل الظروف التي مرت بالأمة وبها الا ان ضوءها لم يخمد وانما بقيت كما هي شامخة وفي المقدمة.

عوامل موضوعية.. وزرع البذار
ويرى البغدادي ان انحسار نسبة ودور رجال الدين في التصدي للمشهد الأدبي والارتقاء به له عوامل موضوعية ومؤثرات مرحلية سوى ان هذا الدور لم يزل مهما وفاعلا، إذ يقول : لقد كان رجال الدين في النجف الأشرف روادا في المواقف التاريخية وفي جر الأمة الى ما يصلحها ولا سيما في الفقه والعقائد وهذا يجعلهم كذلك روادا في الأدب لاتصاله وارتباطه بلغة الفقه، والمنطق، والقرآن، وتركيبة هذه انما هي تركيبة اللغة العربية ببيانها وبديعها وصرفها ونحوها وعروضها، لذا تجد ان علماء النجف الأشرف في صدر المجلس بهذه القضية وهم الرواد الأوائل في تفعيلها والتي تخرج منها كبار الشخصيات المبدعة في مجالسها كالشيخ الوائلي والكثير ممن سبقه أو من أتى بعده ومن كان على منحى آخر كالجواهري. وان المجالس الادبية انحسرت مع قوة واشتداد البعث الظالم وعادت بعد ذلك وتجذرت تلك البذرة ونبتت من جديد وخرجت من الارض بعد ذهاب تلك القوة واسقاطها في عام 2003م ولا يفوتنا ان نقول ان المجالس الادبية هي اخت للمجالس الحسينية، وقد بدأت تستعيد عافيتها بشكل اكثر من السابق باعتبار انك الان ترى عشرات المجالس وهذه المجالس متوافرة ليست في النجف فقط بل امتدت الى الكوفة وما حولها من البلدات والمحافظات، ولا ينكر هنا دور من زرع البذرة أي رجل الدين فهذه المجالس بذرت بأيدي علماء مخلصين شهد لهم التاريخ، وقد تشعبت المجالس اليوم آخذة بالتفرع الى أوجه عدة ومواضيع متجددة مختلفة عن السابق لطبيعة المرحلة هذا ما جعل الان علماء الدين والشخصيات الحوزوية الا تتصدى لأغلب تلك المجالس، فالكثرة الكاثرة لغير رجال الدين، الا اني ما رأيت من تلك المجالس مجلساً يخلو من رجل دين يدعى لمناقشة رأي او لعرض موضوع، والان نستطيع ان نقول ان هناك جيلاً جديداً سيحمل ما أسسه رجال الدين وسيشترك رجال الدين فيه.

نشرت في الولاية العدد 125

مقالات ذات صله