المسرح ودوره في التنمية

 

url

 

مسلم الموسوي

المسرحية: قصة تمثيلية تعرض فكرة او موضوعا او موقفا من خلال حوار يدور بين شخصيات مختلفة عن طريق الصراع بين هذه الشخصيات، ويتطور الموقف حتى يبلغ قمة التعقيد ثم يستمر لينتهي بانفراجه ويصل الى الحل المسرحي المطلوب.
والمسرحية شكل فني يروي قصة من خلال حديث شخصياتها وأفعالهم إذ يقوم ممثلون بتقمّص أدوار هذه الشخصيات أمام الجمهور في المسرح.

 

عرف العرب قديما اشكال مختلفة من الفن المسرحي، فكان المتوكل اول من ادخل الالعاب والموسيقى وفنونا اخرى الى قصره فكانت البداية في استخدام الممثلين من الشرق والغرب لاقامة الاحتفالات في قصور الخلفاء وكان العامة يجدون تسليتهم ايضا في القصاصين الذي يقصون نوادر الاخبار والمضحكون والهزليون الذين كانوا يرفهون الناس ومن اشهرهم (ابن الغزالي).
وفي القرن التاسع عشر افتتح اول عمل مسرحي عربي حديث في بيروت على مسرح مارون نقاش في عام 1847وعرفت فيه مسرحية البخيل المستوحاة من قصة مولييرا، لتبدأ اولى الخطوات المسرح الحديث الذي كان بداياته يعتمد على الاعمال المترجمة، ثم تطور خلال القرن العشرين بخطى سريعة حتى وصل الى مستوى محترف.

اهمية مسرح الطفل في تنمية الطفولة:
يعد المسرح واحدا من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية عالم الطفل تنمية عقلية وفكرية واجتماعية ونفسية وعلمية ولغوية، بشرط أن يكون المسرح ذو نظام انساني يدعو الى نشر الافكار الخلاقة.
ومسرح الاطفال فن درامي تمثيلي موجه للاطفال يضم منظومة من القيم التربوية والاخلاقية والتعليمية ويخرجها على نحو نابض بالحياة من خلال شخصيات جذابه للطفل.
ولعل من اهم سمات مسرح الطفل هو سهولة الحبكة ومناسبتها لعمر الطفل ووضوح الشخصيات وادوارها وسماتها الاخلاقية وسهولة الحوار وبساطة الكلمات ومراعات البنية الاجتماعية وان تكون شخصيات دالة على قيم اخلاقية واضحة.

اهمية النشاط المسرحي للطلبة:
يعد النشاط المسرحي واحدا من اهم البرامج والفعاليات التي تمكن الطالب في مرحلتي المتوسطة والثانوية من التعبير عن طموحاته وآماله وثقته باكتشاف قدراته وتنميتها، ولا غرابه في ذلك فالمسرح هو فن يشرك جميع الحواس بعملية التلقي وينمّي ويصقل الجانب الجمالي في ذائقة الفرد والجماعة، إذ يمارس الطلاب او الممثلون من خلال المسرح العديد من الانشطة في مجالات العمل المسرحي، وفي المجال العملي تقدم من خلالها مجموعة من الموضوعات العملية على المسرح.
ولابد من وجود اهداف للنشاط المسرحي هو تنشئة الطلاب تنشئة اسلامية على هدى الدين الحنيف واستثمار اوقات الفراغ وطاقات الطلاب وكشف المواهب الفنية والقدرات العقلية والاتجاهات الايجابية السليمة وتنميتها لدى الطلاب ورفع المستوى المعرفي والثقافي لديهم، وبث روح التعاون والعمل بروح الفريق وتدريبهم على التحدث باللغة العربية الفصحى وتنمية قدرة الطالب على الابداع والانطلاق بالخيال ومعالجة بعض المشكلات السلوكية والنفسية والاجتماعية.

التشابيه الحسينية من اهم انواع المسرحيات:
تعد التشابيه التي تحكي عن واقعة الطف الاليمة من اهم انواع المسرحيات التوثيقية لما حدث في كربلاء، إذ تستمد مادتها من التاريخ معتمدة على النص التوثيقي مبتعدة عن الصورة المتخيلة شعبيا ومعتمدة على كتب السيرة الحسينية وكتب المقاتل والتاريخ، إذ تروي في احداثها سيرة شخصياتها المتعلقة بكربلاء وتوثيقها لاهم الاحداث الممهّدة للحركة والثورة.
ومن المعتاد ان تمثل هذه المسرحيات في يوم عاشوراء وتنصب الديكورات الخاصة بها في ساحات واسعة، ومن اهم هذه الديكورات: الخيام التي تمثل مضارب أهل البيت(عليهم السلام) التي تحرق من الطغاة في لوحة تمزج عالم التمثيل المتخيل بعالم الواقع التاريخي.
ويقسم المكان الى موقعين للطرفين المتقاتلين ويتوزع على المشهد مختصي تمثيل بملابسهم التاريخية.
ومن المعروف ان جميع الممثلين هم من اهالي المنطقة التي يقع فيها (التشابيه) وان كانوا ليس بممثلين محترفين ولكنهم يجيدون الادوار بأفضل ما يكون لذا اصبح المسرح الحسيني او مايعرف بالتشابيه من ابرز انواع المسارح الذي يستمد ديمومته وحيويته وتطويره من الجماهير بولائها لرموز عقيدتها وحرص الناس بعامة في مشاهدة احداثها.

 

نشرت في الولاية العدد 81

مقالات ذات صله