د. خليل ابراهيم المشايخي
صدر عن قسم الشؤون الفكرية والثقافية في العتبة العلوية المقدسة كتاب (امام.. وخليفة) للمؤلف عبد الحسين الخزاعي في كانون الثاني عام 2012 بالحجم الوزيري وكان عدد صفحات الكتاب (456)، طباعة هذا المؤلَّف كمنار يُرفع في طريق الحق وسالكيه ليزيد الحق وضوحا وبعد مقدمة القسم يأتي حديث المؤلف عن قصة الكتاب جاء فيها: (.. وقد نجحنا في الرد والتصدي والوقوف ضد الشبهات التي تثار بين تارة واخرى ضد نهج اهل البيت عليهم السلام، وأثمرت هذه الجهود بظهور هذا الكتاب).
في المدخل يبين المؤلف خطته التي اتبعها في تأليف هذا الكتاب، إذ ذكر انه قسّمه الى فصول اربعة سمى الفصل الأول بـ(الولاية) وقد بحثه على شكل محاور فكان المحور الأول يدور حول ولاية الامام علي(عليه السلام) في القرآن الكريم، فيتناول اولا آية الولاية وثانيا آية البلاغ وثالثا آية اكمال الدين حينما امر الله تعالى النبي(صلى الله عليه وآله) ان يبلغ المسلمين بولاية امير المؤمنين علي بن ابي طالب(عليه السلام) وتجلّى ذلك واضحا في نصوص حديث الغدير المتواتر عند الطرفين.. اليوم الذي اكمل الله تعالى دينه الحنيف بعد ان نصب الله عز وجل الامام عليا عليه السلام مولى لكل مؤمن ومؤمنة وجاء ذلك في اية البلاغ، قال تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا)(المائدة/3).
ولاية الامام علي(عليه السلام)
أما المحور الثاني فجاء بعنوان (ولاية الامام علي عليه السلام) في السنة النبوية وتناول اولا حديث الدار وثانيا حديث الثقلين وثالثا حديث المنزلة ورابعا حديث الغدير وخامسا حديث مدينة العلم واما سادسا فمجموعة من الاحاديث المختارة الدالة على ولاية الامام علي(عليه السلام).
وقد تناول المؤلف في هذا المحور ولاية الامام علي(عليه السلام) في السنة النبوية الشريفة.
الأحاديث المأخوذة من مصادر أهل السنة
وقد دعم قوله بالأحاديث النبوية التي اخذها من مصادر اهل السنة فقط من ذلك قول النبي(صلى الله عليه وآله) للإمام علي(عليه السلام) المسمى بحديث المنزلة: (لكل نبي وصي ووارث وان وصيي ووارثي علي بن ابي طالب)(مسند مسلم: 4/1873) وقد روى اهل السنة هذا الحديث الشريف في صحاحهم وكتبهم كصحيح البخاري وصحيح مسلم ومسند احمد بن حنبل وسنن الترمذي وسنن ابن ماجه وغيرها.
ثم يأتي الباحث بنماذج لبعض الروايات التي ذكرها علماء اهل السنة وحفاظهم والدالة على حديث المنزلة..
أما المحور الثالث فيتحدث عن الشواهد التاريخية الدالة على ولاية الامام علي(عليه السلام) ويذكر في هذا الصدد:
1.عدم مبايعة الامام علي عليه السلام للخليفة الأول.
2.حديث المناشدة.
3.خطبة الامام الحسن عليه السلام.
4.تفسير الآية (سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ).
5.اعترافات عمر بن الخطاب.
6.محاورة ام سلمة مع عائشة.
من هم الخلفاء الاثنا عشر
ثم يأتي مبحث بعنوان: (علي في القرآن) إذ يؤكد الكاتب على ان الرسول(صلى الله عليه وآله) بشر بعلاقة الامام علي(عليه السلام) بالقرآن الكريم، وقد سعى المؤلف الى ادراج الآيات القرآنية التي تخص هذا البحث.
ثم يأتي المبحث آخر تحت عنوان (من هم خلفاء النبي صلى الله عليه وآله الاثنا عشر؟) إذ وردت احاديث عن النبي(صلى الله عليه وآله) يذكر فيها أن خلفاءه من بعده هم اثنا عشر خليفة، لكن الرواة اختلفوا فمنها تنص على ان (كلهم من قريش) جاء في صحيح البخاري: 9/541، وصحيح مسلم 3/1425، واخرى تذهب الى ان (كلهم من بني هاشم).
حادثة السقيفة
أما في الفصل الثالث فقد تناول المؤلف فيه حادثة السقيفة إذ بحث في موضوعة الخلفاء الثلاثة ودورهم في تغيير مسيرة الاسلام، قد تناول فيه ظروف ما قبل السقيفة ودور تكتل الطموح الدنيوي اثناء مرض الرسول(صلى الله عليه وآله) بحث فيه:
رزية يوم الخميس وحملة اسامة بن زيد.
ثم يبين كيف تعامل اصحاب التكتل مع حملة اسامة بن زيد، ثم يطرح المؤلف سؤالا هو: (ماذا عمل عمر بن الخطاب قبل السقيفة؟) ويأتي الجواب على شكل نقاط:
الأولى: دوره في رزية يوم الخميس، فيأتي الى (تحليل رواية يوم الخميس) وفيها يقف على دور عمر بن الخطاب الشخصي عند وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله) ثم يأتي المؤلف بدليل على ان الثلاثة (ابا بكر وعمر وابا عبيدة) لديهم تفاهم مسبق حول مسالة الخلافة.
أما المحور الثاني من هذا الفصل فيبحث فيه (ظروف السقيفة) من:
عقد السقيفة و نقاشها وظروف تجهيز الرسول صلى الله عليه وآله.
وأما المحور الثالث فهو ظروف ما بعد السقيفة.
الخلفاء الثلاثة ودورهم في الاسلام
ثم يأتي الى رسالة محمد بن ابي بكر الى معاوية ويورد جواب معاوية بن ابي سفيان الى محمد بن ابي بكر.
ثم يأتي الى عنوان جديد هو (الخلفاء الثلاثة ودورهم في الاسلام).
وفيه يبين دور عمر بن الخطاب في الاسلام، ويقف على (عدم اطاعة عمر امر الرسول صلى الله عليه وآله) ويتناول قضية (هروبه في معركة احد) ثم (عمر بن الخطاب وتردده في معركة الخندق) و(عمر بن الخطاب وهروبه في معركة خيبر) ثم (عمر بن الخطاب وهروبه في معركة حُنين)..
ثم يأتي الى (دور الخليفة عثمان بن عفان) وينقل فيه (تصرف عبد الرحمن بن عوف مع الخمسة) ثم (رأي الامام علي بن ابي طالب عليه السلام بالشورى..).
معاوية بذرة الخلفاء الثلاثة
ثم يفتتح الكاتب موضوع (بذرة الخلفاء الثلاثة معاوية بن ابي سفيان) وبعد ذلك يقف المؤلف على سؤال: (كيف تعامل معاوية مع خليفة المسلمين الامام علي بن ابي طالب عليه السلام) و(معاوية وسبه للإمام علي عليه السلام) ثم يبحث المؤلف: (ماذا قال السنة عن الحجاج بن يوسف الثقفي؟)
ثم يفرد مبحثا خاصا عنوانه (وقفة مع ابي هريرة) ثم يفرد مبحثا خاصا عنوانه (يزيد بن معاوية) يتناول فيه: (وقعة الحرة) يبين فيها ما فعله يزيد ومن معه بعوائل الانصار والمهاجرين..
ثم يفرد المؤلف مبحثا خاصا بعنوان (يزيد ومأساة كربلاء) ويقف على السؤال التالي: (ماذا قيل عن مقتل الامام الحسين عليه السلام؟).
ثم يذكر بان (بنو أمية هم الشجرة الملعونة في القرآن الكريم).
أما الفصل الرابع فالمحاورات وهي اربع عشرة محاورة ينتهي هذا المؤلف بـ(الخاتمة) والنتائج.
هذا المؤلف كتاب قيمٌ يستحق القراءة والاهتمام بدراسته، نسأل الله تعالى التوفيق للمؤلف ولمن سعى الى نشره.