الشيخ حسين الحلي

اعلام-الدفناء1

اعداد: حمود الصراف

في مدينة النجف الاشرف.. ارض الخير ومنابع الطيب التي تنهل منها الأفذاذ والفطاحل أساساتها لتفز ألبابها في طلائع الصباح منارات للهدى ومنبراً يحكي قصة الايمان.. حط رحاله الشيخ الجليل والعالم والفقيه والاديب والشاعر حسين نـجف..

من فيوضات سيد الوصيين الامام امير المؤمنين (عليه السلام) وبهائه استمد علماؤنا الأجلاء السبيل لبناء اساساتهم فجدوا، وبذولوا ما استطاعوا من غال ونفيس.. فتعمقوا.. وانطلقوا.. وابدعوا.. واشرقوا.. للوصول الى المبتغى.. ولتظل انوارهم مضيئة من خلال اثارهم القيمة التي هي صحائف من العلم والمعرفة الى الان تستنير بها العباد، في أبواب العلوم المختلفة.. ولما جاهدوا وأعطوا كل ما مكنهم الله تعالى وفّقوا ليتشرفوا بدفنهم بجوار نفس النبي الأكرم صلى الله عليه واله الإمام أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام.
فالسلام على المؤمنين من الذين وفّقوا الى الدفن في رحاب الوصي ورحمة الله وبركاته.. ومن الأفذاذ والأعلام الذين تباركوا بالدفن بجـوار الوصي، وحلوا في رحاب الأمير.. العالم الجليل والفقيه الاصولي والمحقق والمتكلم الشيخ حسين الحلي

اسمه ونسبه وولادته:
الشيخ حسين بن علي بن حسين بن حمود بن حسين الحلي النجفي ينتمي الى عشيرة العيفار التابعة لقبيلة شمر العربية، تسكن في ريف الحلة وريف كربلاء، كان والده من اهل الفضل والفقاهة، ولد الشيخ في سنة 1309 هـ، بمدينة النجف الاشرف.

النشأة العلمية:
كانت بداية دراسته الاولية على يد والده في مبادئ القراءة والكتابة، ومن ثم درس السطوح على اساتذة في الحوزة في علوم الفقه والاصول، ولجده وفطنته وذكائه انهى دراسة السطوح…
انتقل الشيخ رحمه الله تعالى الى بحث الخارج وذلك في النصف الاول من القرن الماضي، وقد حضر دروس الافذاذ الميرزا النائيني والسيد ابو الحسن الاصفهاني والشيخ اغا ضياء الدين العراقي واستفاد منهم فقها واصولا.
اجازه الشيخ النائيني بالاجتهاد والرواية وخصه بكلام وتعبير جميل: (وبعد… فان شرف العلم لا يخفى وفضله لا يحصى، وقد ورثه اهله من الانبياء وادركوا به درجات الصديقين والشهداء وممن جد في الطلب والعمل به وهو قرة عين العالم العامل العلام والفاضل الكامل الهمام صفوة المجتهدين العظام وعماد الاعلام وركن الاسلام).

مكانته العلمية:
كان من كبار فقهاء الامامية المحققين المعاصرين ومن ذوي النظريات العالية والاراء الفقهية ومن مشاهير المدرسين، تخرج عليه العشرات من المجتهدين والعلماء، له اطلاع واسع على العلوم الدينية، فقهيه متبحر له احاطة واسعة بالفروع الفقهية واصولي محقق ومن المتضلعين في التاريخ واللغة والادب وعنه قال الشيخ جعفر محبوبه: (كان من رجال العلم البارزين ومن اهل الفضل السابقين مرغوب في التدريس التف حوله ثلة من طلاب العلم الساهرين على تحصيل ما يستفيدون من علمه ويستقون من معين فضله)

من تلاميذه:
السيّد محمد الحسين الحسيني الطهراني، والسيد محمد مهدي الموسوي البجنوردي، والسيّد علي السيستاني، والسيّد يوسف الطباطبائي الحكيم، والسيّد محمد سعيد الطباطبائي الحكيم، والسيّد محمد تقي الحكيم، والسيّد محمد الروحاني، والشيخ جعفر السبحاني، والشهيد الشيخ مرتضى البروجردي، والشهيد الشيخ علي الغروي، والشهيد والسيّد عز الدين بحر العلوم، والشهيد السيّد علاء بحر العلوم، والشهيد السيّد محمد رضا الموسوي الخلخالي، والشهيد السيّد محمد تقي الحسيني الجلالي، والشيخ حسين الراستي الكاشاني، والشيخ محمد تقي الجواهري، والشيخ علي الغروي النائيني، والسيّد عبد الرزّاق المقرم، والشيخ محمد هادي معرفة، والسيّد علي المحقق الداماد، والشيخ محمد زين العابدين، والشيخ علي زين الدين

اقوال العلماء فيه:
اغا بزرك الطهراني في كتابه نقباء البشر ص 603: (عرف بالتحقيق والتبحر والتقى والعفة وشرف النفس وحسن الاخلاق وكثرة التواضع كما انه من الذين يخدمون العلم للعلم)..
محمد هادي الاميني في كتابه رجال العلم والفكر في النجف: كان من كبار فقهاء الامامية المحققين المعاصرين ومن ذوي النظريات العالية والاراء القيمة ومن مشاهير المدرسين فقد تخرج عليه العشرات من المجتهدين والعلماء النابهين ابتعد عن المرجعية ما وسعه وهو اهل لذلك).

اثاره القيمة:
الاجتهاد والتقليد، وشرح العروة الوثقى، وشرح المكاسب، وصلاة المسافر من بحث الميرزا النائيني، وقاعدة لا تعاد من بحث النائيني، وقاعدة لا ضرر، وكتاب الصلاة من بحث النائيني، وتقريرات خارج الاصول من بحث السيد الاصفهاني على كفاية الاصول، وتقريرات خارج الاصول من بحث الشيخ النائيني، وتقريرات خارج الاصول من بحث المحقق الشيخ ضياء الدين العراقي.

وفاته:
توفي الشيخ حسين الحلي رحمه الله تعالى في الرابع من شهر شوال من سنة الف وثلاثمائة واربع وتسعين للهجرة بمدينة النجف الاشرف ودفن بمقبرة استاذه الشيخ النائيني بالصحن الحيدري الشريف في الحجرة ذات الرقم (21)، وقد أرخ وفاته المرحوم السيد محمد الحلي قائلاً:

فجع الغري وأصبحت             تبكي القداسة والعلوم
لما قضى شيخ الفضائل        من به العليا تريم
إن ( الحسين ) لآية             فيها الشريعة تستقيم
الحلة الفيحاء صارت             فيه تحسدها النجوم
وبه الغري سما مقاما          حين راح به يقيم
ساد الظلام بفقده             فوفاته خطب جسيم
فجع الوصي فأرخوا             (رزء الحسين به عظيم)

نشرت في الولاية العدد 86

مقالات ذات صله