رياض الخزرجي
بُني الإسلام من خلال التوجيه والإرشاد والجدال بالتي هي أحسن، انطلاقا من قوله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.وهكذا كانت سياسة العتبة العلوية المقدسة في التوجيه والإرشاد لزائري مولى الموحدين وأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب(عليهما السلام)، وبخاصة من خلال شعبة الارشاد والتوجيه الديني التابع لقسم الشؤون الدينية في العتبة العلوية المقدسة.
ولتسليط الضوء على مهام وانجازات هذه الشعبة التقت الولاية بمسؤولهاالشيخ سعد ابو الطابوق فكان هذا الحوار.
متى تأسست هذه الشعبة؟ وما اهم اهداف تأسيسها؟
تأسّست في سنة 2012 ميلادية.. الهدف منها هو الإهتمام بالمنتسب علمياً وأخلاقياً وتعليمه أساسيات الثقافة الإسلامية لكي يقف على قاعدة معرفية متينة تليق به لكي يكون منتسباً وخادماً في هذا المكان الطاهر والمقدس، وكذلك من أهداف الشعبة الاهتمام بالزائر علميا ومعرفيا من خلال طرح المسائل الفقهية والابتلائية على المنبر الفقهي بالاضافة الى تداول القضايا الأسرية والاجتماعية لكي تسعى الى تربية المجتمع من خلال منبرها الفقهي والحسيني لتطرح المسائل الابتلائية الفقهية .
ما ابرز النشاطات التي تقوم بها هذه الشعبة ؟
إقامة دورات تعليمية للمنتسبين تتضمن الدروس الفقهية والعقائدية والاخلاقية في كل شهر وقد وصلت الآن الى الدورة الرابعة، والنشاط الآخر هو إجراء مسابقة حفظ خطبة أو وصية لأحد الائمة المعصومين(علسهم السلام) وفي الزيارات المليونية تقوم الشعبة بنشر محطات للإجابة على الأسئلة الشرعية من قبل الزائرين الكرام كما أنّها تقوم باستقبال الوفود وضيوف العتبة وإلقاء المحاضرات الدينية والتوجيهية هذا بالاضافة الى المنبر الفقهي.
ما المقصود بوحدة التوجيه الديني وهل لها ارتباط بالزائر؟
وحدة التوجيه الديني هي إحدى وحدات شعبة التعليم والتوجيه الديني مهمتها الاهتمام بالزائر من خلال المنبر الفقهي والمنبر الحسيني الذي يلعب دوراً كبيراً في تثقيف الزائرين وتعليمهم الأحكام الشرعية بالاضافة الى طرح القضايا الاجتماعية والأسرية ومعالجتها والحلول لبعض المشاكل التي قد تحدث في المجتمع بهذا المجال، كل ذلك يطرق مسامع الزائرين الكرام بحيث عندما يخرج الزائر من الصحن الشريف بعد الانتهاء من الزيارة يكون منتفعاً من المعلومات الفقهية والعقائدية والاخلاقية.
كيف تجدون استقبال وتفاعل الزائرين مع فعاليات هذه الشعبة ونشاطاتها؟
نلاحظ تفاعل كثير من الزائرين الكرام بعد الانتهاء من المحاضرة الفقهية أو الوعظية والتفافهم حول الشيخ أو الواعظ وأحيانا يثنون عليه بكلمات مدح وشكر كما يسألونه عن امور دينهم بل يسأله بعضهم عن قضايا شديدة الخصوصية ويستشيرونهم في ذلك، كل ذلك يدل على تفاعلهم واستفادتهم وارتياحهم لسماع هذه المحاضرات.
هل هناك وحدات تابعة للشعبة وما هي؟
شعبة التعليم والتوجيه الديني هي احدى شعب قسم الشؤون الدينية إذ تتألف هذه الشعبة من ثلاث وحدات الأولى وحدة التعليم الديني وهي تهتم بتعليم وتثقيف المنتسبين والثانية وحدة التوجيه الديني وتهتم بتعليم وتثقيف الزائرين الكرام والثالثة وحدة احياء المناسبات الدينية سواء ولادات الائمة ووفيّاتهم وإحياء أمرهم.
هل في النية توسعة هذه الشعبة ونطاق عملها؟
بالتأكيد لدينا طموح في توسعة العمل والدخول الى بعض مرافق المجتمع لما نرى ما للعتبة المقدسة من مكانة وقدسية في نفوس المؤمنين والأخذ منها.
هل من كلمة توجيهية للزائرين ضمن اطار شعبتك؟
نطلب من الزائرين الكرام أن يستثمروا وقت زيارتهم -بالإضافة الى اداء الزيارة- تعميق الصلة بأئمتهم (عليهم السلام) وأقول لهم: استفيدوا من طرح المعلومات التي تلقى على مسامعكم في الصحن الشريف واستفيدوا من طلبة العلوم الدينية الموجودين في الصحن الشريف بالتزود منهم وأكثروا من السؤال عن أمور دينكم لكي نخلق مجتمعاً صالحاً.. كما نتمنى من إخواننا الزائرين عندما يأتون للزيارة ان يرتدوا الملابس التي تدل على السكينة والوقار بعيداً عن لباس الشهرة غير المتعارف في الأخلاق الإسلامية.. وممّا يؤسفنا تواجد أمثال هذه الملابس في الاسواق بكثرة. وكما نتمنى من أخواتنا الزائرات أن يلتزمن بالحجاب الشرعي بأعلى مستوياته من حيث دلالته على العفة والحياء ومما يليق بقدسية المكان وكذلك لا بد من أن لا ينسين دورهنّ التربوي.
ماذا يتمنى أن يقدمه كل منتسب في هذه الشعبة لأمير المؤمنين(عليه السلام) وللزائرين الكرام؟
في بداية الأمر نحن نشعر بالتقصير والخجل من أمير المؤمنين(عليه السلام) وإمام زماننا(عج) ونتمنى أن تأخذ العتبة العلوية المقدسة دورها الفاعل في المجتمع على الصعيد التربوي والأخلاقي باستضافة شرائح المجتمع المختلفة وذلك لما للعتبة المقدسة من احترام وتقديس في نفوس الزائرين التي تضمنت جسد مولى المتقين وسيد الأوصياء علي بن ابي طالب(عليه السلام).
نشرت في الولاية العدد 94
