عبد الحسن الشافعي
النجف الأشرف تربة مقدسة جعلت مثواً لاولياء الله الصالحين ومستقراً لأجساد الأنبياء والرسل وأثارهم، ومن الأثار القديمة الموجودة في الشمال الشرقي للمدينة مرقدا النبيين هود وصالح عليهما السلام اللذان يقعان في جبانة النجف الكبيرة.
ارسل الله تعالى النبي هود عليه السلام الى قوم عاد فكذبوه واستهزؤا به، ونسبوا إليه الجنون لما كان يعدهم بنزول العذاب عليهم، فأنزل الله تعالى عليهم ريحا صرصراً عاتية سبع ليالي وثمانية أيام حسوما وآبادتهم، وقد أنجى الله تعالى نبيه هود ومن آمن معه من العذاب.
أما نبي الله صالح عليه السلام فقد ارسل الى قوم ثمود، فنهاهم عليه السلام من عبادة الأوثان وأمرهم بتوحيد الله عز وجل وعبادته.
قال المحقق الشيخ محمد حرز الدين: مرقد هود وصالح في الغري بوادي السلام مقبرة النجف الاشرف خلف سور المدينة، كلاهما في حرم واحد عليه قبة متوسطة الحجم والارتفاع فرشت بالقاشاني الأزرق، وكان أمام قبريهما صحن دار صغير فيه نخلة..
يروى ان اول من وضع على قبريهما صندوقا من الخشب هو العالم الرباني السيد محمد مهدي الطباطبائي بحر الحلوم، وكان على مرقديهما عليهما السلام صخرة حمراء قديمة، طولها ذراع يد واصابع وعرضها شبرا واحدا، كتبت بالخط الكوفي فيه تصريح بان هذا المرقد هو مرقد هود وصالح عليهما السلام.
في سنة 1336هـ حاصر الانكليز مدينة النجف الاشرف وهدموا قبري هود صالح عليهما السلام حاله حال الكثير من الاماكن التي عبثوا بها وهدموها.
وعند الاحتلال البريطاني عام 1337 وطرأت تغييرات على قبريهما عليهما السلام هي العمارة نفسها الماثلة الى اليوم.
نشرت في الولاية العدد 94