رجع بخفَّيْ حنين
يحكى أن حنينا كان اسكافا من أهل الحيرة، فساومه أعرابي على شراء خفين، فاختلفا في تقدير ثمنهما، وأغلظ الأعرابي الكلام للإسكاف حنين.. فأصر حُنين على أن يكيد له، فراقبه حتى عرف اتجاه طريقه، فسبقه إلى الطريق ثم رمى بأحد الخفين، وبعد مسافة طويلة رمى بالآخر، ومكث قريبا منه يترقّب، فلما وصل الأعرابي إلى مكان الخف الأول رآه وعرفه فقال: لو كان الآخر معه لأخذته، ثم تركه وسار حتى وجد الثاني فأخذه، وترك راحلته في ذلك المكان ورجع ليأتي بالأول، فخرج حنين واستاق الراحلة بما عليها، وعاد الأعرابي إلى بلده بالخفّين فقط.. فأصبحت الحادثة مثلا فقيل: (رجع بخفي حنين).
ادّعى لزوجته العمى
يروى انه كانت لأحد الرجال زوجة صالحة، اصيبت بعد فترة بمرض جلدي شوّه جمالها وأزرى بها، فادّعى ذلك الرجل انه فقد بصره وبات لا يرى شيئا، فعاشا سعيدين مدّة عشرين عاماً حتى توفيتْ المرأة.
فأظهر الرجل للناس انه يرى، وعلموا انه ادّعى العمى لكي لا تتألم زوجته من رؤيته لتشوّه وجهها.
أخشى أن يذهب ماء وجهي
روي أن رجلا كان يُضرب بالسياط ويُجلد جلداً بليغاً من دون أن يصرخ أو يتأوّه، فوقف عليه شيخ من مشايخ الطريق وقال له: أما يؤلمك هذا الضرب الشديد؟
فقال: بلى.
فقال الشيخ: لِمَ لا تصيح؟
فقال إن بين هؤلاء القوم الذين وقفوا عليَّ صديقاً لي يعتقد فيَّ الشجاعة والقوة، وهو يرقبني بعينه، فأخشى إن صرخت أن يذهب ماء وجهي عنده ويسوء ظنه بي, فأنا أصبر على شدة الضرب وأحتمله لأجل ذلك.
جحا وزوجته الحولاء
تزوج جحا امرأة حولاء ترى الشيء شيئين، فلما أراد الغداء أتى برغيفين فرأتهما أربعة ثم أتى بالإناء فوضعه أمامها فقالت له: ما تصنع بإناءين وأربعة أرغفة ؟ يكفي إناء واحد ورغيفان .
ففرح جحا وقال: يا لها من نعمة، وجلس يأكل معها.
فرمته فجأة بالإناء بما فيه من الطعام وقالت له: هل أنا فاجرة حتى تأتي برجل آخر معك لينظر إلي؟
فقال جحا: يا زوجتي العزيزة، أبصري كل شيء أثنين إلا زوجك.
الصحفي والمعمر
أجرى أحد الصحفيين لقاء مع احد المعمّرين ليلقي للناس نصائحه وحكمه، فاسترسل المعمر بحديث عن سر صحته وطول عمره لاعتماده على النوم المبكر والاستيقاظ المبكر وعدم التدخين.
وبينما يجري الحديث على هذا النحو سمعوا فجأة صوت رجل في غرفة اخرى يصرخ بكلام غير مفهوم، فانبرى الصحفي يسأل بفضول: ما هذا الصوت يا ترى؟
فأجابه المعمّر بحرج: هذا أبي، عندما يسهر وتنفد سجائره ينفجر بهذه الطريقة .
نشرت في الولاية العدد 79