مرافئ 128

من دُرر الامام علي بن ابي طالب عليه السلام:
قال(عليه السلام): ((يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يُقَرَّبُ فِيهِ إِلاَّ الْمَاحِلُ، وَلاَ يُظَرَّفُ (للمجهول، يعدّ ظريفاً)، فِيهِ إِلاَّ الْفَاجِرُ، وَلاَ يُضَعَّفُ (للمجهول يعدّ ضعيفاً) فِيهِ إِلاَّ الْمُنْصِفُ، يَعِّدُونَ الصَّدَقَةَ فِيِه غُرْماً، وَصِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً (الكرامة عليه) وَالْعِبَادَةَ اسْتِطَالَةً عَلَى النَّاسِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ السُّلْطَانُ بِمَشُورَةِ النِّسَاءِ، وَإِمَارَةِ الصِّبْيَانِ، وَتَدْبِيرِ الْخِصْيَانِ))
وقال (عليه السلام): (إِنَّ الدُّنْيَا والآخِرَةَ عَدُوَّانِ مُتَفَاوِتَانِ، وسَبِيلَانِ مُخْتَلِفَانِ، فَمَنْ أَحَبَّ الدُّنْيَا وتَوَلَّاهَا أَبْغَضَ الآخِرَةَ وعَادَاهَا، وهُمَا بِمَنْزِلَةِ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِبِ ومَاشٍ بَيْنَهُمَا، كُلَّمَا قَرُبَ مِنْ وَاحِدٍ بَعُدَ مِنَ الآخَرِ، وهُمَا بَعْدُ ضَرَّتَانِ)..
نهج البلاغة – خطب الإمام علي (ع) – ج 4 – ص 23


يوم المرحمة
جاء في التأريخ أنه في يوم فتح مكة والمسلمون على مشارفها كانت الراية عند خالد بن الوليد، فكان يهتف متوعداً وينادي بأعلى صوته (اليوم يوم الملحمة اليوم تسبى الحرمة). وكلنا يعرف أن هذا المبدأ لم يأت من أجله الإسلام ولا دعوة النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) فهو رحمة للعالمين بنص القرآن الكريم، وهذا ما دلّ عليه فعله الكريم وأقواله سواء أكانت مع العدو أو الصديق. وهذا ما جعل الأمر يصدر بإعطاء الراية لعلي (صلوات الله عليه وسلامه) فكان صوته يبشر أهل مكة (اليوم يوم المرحمة اليوم تصان الحرمة) وكان يوما حقا يوم المرحمة، ويوم صيانة الحرمات بالإسلام، وحينما جمع النبي أهل مكة قائلا ماذا تظنون أني فاعل بكم؟ قالوا أخ كريم وابن أخ كريم .. فأجابهم اذهبوا فأنتم الطلقاء.
يوم المرحمة هي سيرة الإمام علي (عليه السلام) حتى مع ألذ أعدائه، وكأن شعار الرحمة هو الشعار الذي أراده أهل البيت (عليهم السلام) أن يكون هو شعار محبيهم..


التلميذ الذكي
كان احد الاساتذة يجل تلميذاً ويقدمه على الاخرين فاعترض بعضهم على ذلك، فقال الاستاذ: انه اعلم واذكى منكم، لكنهم لم يقروا بذلك.. وفي اليوم الثاني اعطى كل واحد منهم طيرا وامره ان يذبحه في محل لا يراه فيه احد فجاء الطلاب وكل منهم قد ذبح طيره الا التلميذ الذكي فطيره بيده حيا.
سال الاستاذ التلاميذ واحدا واحدا عن المحل الذي ذبح فيه الطير فكان كل منهم يخبر انه ذبح الطير في المكان الفلاني بحيث لم يوجد احد يراه.
وسال التلميذ الذكي: وانت لماذا لم تذبح طيرك؟
فقال: انك قلت: اذبحه في مكان لا يراك احد، ولم اجد مكان لا يراني فيه الله جل جلاله (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَىٰ ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَىٰ مِن ذَٰلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ۖ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(المجادلة 7)..

نشرت في الولاية العدد 128

مقالات ذات صله