اجرى اللقاء: هشام اموري
تعد عملية التخزين من الوظائف الأساسية المهمة لحفظ الموجودات من مواد وسلع، تبدأ منذ شراء أو تسلّم المادة المراد حفظها الى حين طلب استخدامها من الشعب أو الوحدات في العتبة المقدسة لاستعمالها بحسب الحاجة.
وتحتاج المخازن إلى مواصفات وظروف ملائمة يجب توفرها لتفادي سوء التخزين للنأي بالموجودات المخزّنة عن التلف والضرر، فضلا عن ضرورة توفر إدارة فنية خاصة تتعامل بدقة وحرص مع المواد الداخلة والخارجة من المخازن.
وللتعرف اكثر على آليات عمل هذا القسم كان لنا حوار مع رئيسه السيد ماجد الخطيب.
ما المهام التي تقع على عاتق قسم المخازن؟
ـ إن مهام قسم المخازن تتلخص بتسلم كل المواد العينية التي تدخل العتبة العلوية المقدسة ليتم خزنها في الأماكن الملائمة المخصصة لها، ومن ثم تجهيز الأقسام بها بحسب الحاجة، وإجمالا نحن نلبي حاجات كافة الأقسام بالمواد المتوفرة لدينا.
يضم قسمكم العديد من الشعب فما طبيعة عمل كل شعبة؟
يضم قسم المخازن خمس شعب فضلا عن ثلاث وحدات مستقلة، وقد تم توزيع الأعمال على هذه الشعب بحسب نوع المادة المخزونة، فهناك شعبة مسؤولة عن تخزين القرطاسية والمطبوعات واللوازم الورقية كافة.
وهناك شعبة اخرى مسؤولة عن تخزين السجاد وبقية أنواع المفروشات بالاضافة الى تخزين مواد اخرى كاللوحات والمزهريات والحاسبات وملحقاتها.
ولدينا شعبة تختص بتخزين الأثاث بأنواعه، المكتبي والمكائن والمعدات باختلافها ولوازم النجارة والحدادة والبناء.
وتوجد شعبة خاصة لتخزين المواد المستهلكة والتالفة جميعها.
وتوجد شعبة لخزن المواد الفائضة عن الحاجة التي بدورها تخضع للتثمين من لجنة خاصة، ويتم تحويلها إلى وحدة المبيعات لبيعها على الزائرين خدمة لهم وللتبرك بما ينتمي لعتبة سيد الوصيين(عليه السلام)، وكل ما تقدم يتم إنجازه وفق أصول وضوابط محددة.
ولا بد من الإشارة إلى ان لدى القسم وحدة خاصة باسم (وحدة المفقودات) تقدم خدمة للزائرين الذين يتعرضون لفقدان أشيائهم في العتبة، فهي تحتفظ بها مع تثبيت المعلومات الخاصة بها وتسليمها إلى أصحابها بعد التأكد من العائدية الصحيحة وفق شروط شرعية دقيقة متبعة.
وأخيرا نذكر وحدة الذاتية المسؤولة عن كل ما يرد من مخاطبات رسمية وكل ما يصدر من القسم وفق مهام ومسؤوليات موزعة بحسب الاختصاص.
ما الآلية التي وضعتموها لتنمية القسم وتطوير اداء العاملين فيه؟
ـ نحن حريصون على الارتقاء بآليات عمل القسم من ناحية تطوير أداء العاملين فيه وذلك بزجهم في دورات تخصصية فضلا عن الزيارات المتكررة للعتبات المقدسة الأخرى للاطلاع على برامجهم والطرائق المتبعة في عملهم وتبادل الآراء بالأساليب المستخدمة في الخزن ومن ثم الأخذ بما يتناسب مع تطلعاتنا.
وبشكل عام فقد وضعنا خطة استراتيجية لما هو مقبل من السنين لما نراه يلبي حاجاتنا المستقبلية والعمل بأفق رحب وعقلية منفتحة .
وذلك يتلخص بأداء العاملين والآلات والمعدات المستخدمة فضلا عن البرامج المتقدمة وصولا لحفظ صحيح وعمل دقيق واختصار للوقت.
لاحظنا وجود معرض مبيعات خاص لبيع المواد التابعة للمخازن بشكل مباشر، ما الغاية من هذا المعرض؟
ـ إن من بين وحداتنا التي تم استحداثها في قسم المخازن هي (وحدة المبيعات) التي تختص ببيع المواد الفائضة عن الحاجة والمتوفرة في مخازننا بأعداد متراكمة، وبعد ان يتم فرزها وتثمينها ـ كما أسلفنا ـ وبعد موافقة (سماحة الأمين العام) تعرض للبيع وفق الضوابط المتبعة.
تحتوي مخازن العتبة العلوية على أثاث وأجهزة قديمة أو مستهلكة، كيف يمكن التعامل معها والاستفادة منها؟
ـ يتم إعادة المواد المستهلكة (بسبب الاستخدام) من أقسام العتبة كافة إلى قسمنا، ومثل هذه المواد تعرض على لجان خاصة (تشكل بأوامر إدارية) تتكون من منتسبين ذوي اختصاصات مختلفة، لتبدأ هذه اللجان بفرز هذه المواد إلى قسمين: الأول المواد القابلة للتصليح والاستفادة منها، والقسم الثاني المواد غير القابلة للتصليح ولا جدوى منها.
ومن ثم تعرض على مجلس الإدارة لاتخاذ الأمر النهائي بشأنها.
وفي حالة عدم الاستفادة منها فضلا عن عدم تمتعها بقيمة معينة (كالقيمة التاريخية والندرة والنوعية وغيرها) تشكل لجان تثمين لوضع تقديرات لثمنها، ثم تعرض على المجلس ليتم تشكيل لجان لبيعها على وفق آليات وضوابط متبعة لمثل هذه الحالات.
هناك مقتنيات أثرية وأخرى عادية، ما الآلية التي وضعت لفرز الموجودات على أساس قيمتها التراثية والتاريخية؟
ـ من بين الموجودات في مخازننا هناك مواد ذات طابع تاريخي مما يجعل لها قيمة خاصة وعالية مما يستدعي فرزها لحفظها في أماكن تناسب أهميتها البالغة، وإن كانت من التحف النادرة يتم إدخالها الخزينة الحصينة الموجودة في العتبة لحين انجاز متحف العتبة العلوية المقدسة الذي سيكون من ضمن الأبنية التخصصية في مشروع صحن فاطمة(عليها السلام).
للعتبة مشروع متحف خاص بالمرقد العلوي، ما دور القسم في هذا المشروع؟
ـ ان من بين المواد المحفوظة في قسم المخازن مواد لها قيمة كبيرة وأهمية خاصة تتأتى غالبا من قيمتها التاريخية والفنية والمادية، وقد باشرنا منذ الأيام الأولى لتولينا مسؤولية قسم المخازن بفرز هذه المواد عن باقي المواد الأخرى، ومن ثم فرز النوع الواحد من هذه المواد بحسب درجة نفاسته، وهنا أخص بالذكر السجاد اليدوي على اختلاف مناشئه ودرجاته، وقد مر عملنا هذا بمراحل عدة امتد لأكثر من أربع سنوات وصولا الى توثيق كل ما موجود من نفائس في سجلات خاصة، وقد حفظت هذه المواد وسجلاتها في صندوق حفظ حصين خاص بهذه المواد تمهيدا لحفظها في المتحف الخاص بالعتبة العلوية المقدسة الذي سيكون وفق مواصفات عالمية عالية.
ومن الجدير بالذكر أن هذه المواد تشمل نسيجيات وتحفاً معدنية وزجاجيات ومواد نفيسة أخرى.
نشرت في الولاية العدد 80