استجابة لنداء المرجعية.. العتبة العلوية تشكل لواء المرتضى لحماية العتبات

IMG_0555

علي الوائلي

استجابة لنداء المرجعية الدينية في فتواها المباركة للذب عن حياض البلد ومقدساته ضد شرور العصابات التكفيرية، شكلت العتبة العلوية المقدسة لواء المرتضى من المنتسب والمتطوعين من المواكب الحسينية في النجف الاشرف، يتولى حماية المرقد العلوي المقدس ومدينة أمير المؤمنين(عليه السلام).
وقد اقيم استعراض كبير لهذا الفوج بتاريخ 18/6/20014 في مدينة الزائرين التابعة للعتبة المقدسة في منطقة الحولي بحضور الامين العام واعضاء مجلس ادارة العتبة ورؤساء الاقسام وعدد من المسؤولين في المحافظة.

IMG_0230

أبناء النجف الأشرف هم الفدائيون الأوائل:
اوضح الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها في الاستعراض العسكري لفوج المرتضى قائلا: «إن الله تعالى شاء أن يكون أبناء النجف الأشرف أبناء وخداماً لعلي(عليه السلام) وأن يكونوا هم الفدائيين الاوائل في خدمته، وانهم يفتخرون إذ يقفون اليوم بين يدي وليهم أمير المؤمنين(عليه السلام) ومرجعيتهم ليقولوا(لبيك ياعلي)».
وأشار الشيخ زين الدين الى أمثلة للفداء على طريق الحق والعقيدة الصادقة قائلا: «هذا عليٌ(عليه السلام) الفدائي الاول بعد الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) إذ يبيت على فراش الرسول الكريم حينما هاجر الى المدينة المنورة، ليضرب أروع الامثلة في التضحية والفداء، وهذه الزهراء(عليها السلام) بضعة رسول الله تمضي شهيدة الظلم والعدوان والطغيان، وهذا الحسن(عليه السلام) سيد شباب أهل الجنة يُدَسَّ إليه السم ليمضي هو الآخر شهيداً في سبيل الله، وكذلك الحسين(عليه السلام) الذي يقول: (ما خرجت أشِراً ولابطراً ولكني خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي) وها هم أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) حينما تقدم احدهم مخاطباً الرسول فقال: (لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لنبيهم: اذهب انت وربك فقاتلا إنّا هاهنا قاعدون، بل نقول لك اذهب انت وربك فقاتلا إنّا معك مقاتلون)، لترتفع راية الإسلام في يوم بدر وستبقى مرفوعة الى أن تُسَلمْ الى قائم آل محمد (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هذه مواقف أهل البيت ومواقف أصحابهم»

IMG_0802

إن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين
وقال الشيخ زين الدين أيضاً: «هذا اليوم شاهد بأن نقف بين يدي إمامنا صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرجه) ونفتخر كما افتخر أولئك الاخيار ونقف بين يدي إمامنا وولينا أمير المؤمنين(عليه السلام) وبين يدي مرجعيتنا ونقول: (لبيك ياعلي)، فإن الله تعالى قد فوّض للمؤمن كل شيء إلا أن يذل نفسه فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين».
واضاف: «اننا يجب ان نعيد مرارا وتكرارا هذا الدعاء: (اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام وأهله وتذل بها النفاق وأهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك) فهذه هي المنزلة التي يجب ان نعدّ لها أنفسنا لكي نكون قادة في سبيل الحق والقرآن، وإن شاء الله ستزف لنا بشارات النصر، ولنكن أيها الإخوة فداء لأئمتنا ومقدساتنا، ولتكن كلماتنا التي تصدح من الحناجر: (هيهات منا الذلة)».

IMG_0450

انهم النواة الاولى لتأسيس عراق جديد
تخلل حفل الاستعراض الاناشيد والاهازيج الحماسية المعبرة عن حب اهل البيت(عليهم السلام) وحب الوطن، وقد التقت مجلة الولاية بعدد من المسؤولين ومنتسبي العتبة لاستطلاع آرائهم حول هذا التحشيد التعبوي المشرف، فكان اول اللقاءات بنائب الامين العام للعتبة العلوية الاستاذ زهير شربه الذي اوضح قائلا: «ان العتبة العلوية المقدسة عقدت مؤتمرها التحضيري التطوعي لحماية المقدسات بالاشتراك مع الجهد الشعبي والجماهيري من خدمة الامام الحسين(عليه السلام) ومن ابناء مدينة النجف الاشرف للدفاع عن مدينتهم وعن العراق، فهم النواة الاولى التي ستؤسس لعراق جديد، العراق الذي نريده نحن لا الذي يريده الآخرون، ونحن نقول باننا موجودون وباننا هنا وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون».
من جانبه اكد الشيخ علي الشكري مسؤول قسم الشؤون الفكرية قائلا: « (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم).. نحن اليوم في استعراض الفوج التابع للعتبة العلوية المقدسة وهو فوج حماية مدينة النجف الاشرف الذي يضم منتسبي العتبة والاخوة من اصحاب المواكب الحسينية، وهناك عدد من السرايا لطلبة العلوم الدينية، وباذن الله سيكون حليفنا النصر، وعلينا ان نتمثل بكلمة عمار بن ياسر يوم وقف قبالة امير المؤمنين(عليه السلام) وقد وقف الصفان في معركة صفين فقال: والله يا امير المؤمنين لو ان القوم هزمونا حتى اوصلونا الى سعيفات هجر -اي الى ارض عمان والبحرين- ما شككنا بأنا على الحق وهم على الباطل».

IMG_0466

اعددنا العدة ليكون فوجنا مسلحا بافضل التجهيزات العسكرية
وفي السياق نفسه أوضح الدكتور علي خضير حجي عضو مجلس ادارة العتبة المقدسة قائلا: «بناء على توجيهات الامين العام للعتبة العلوية تم تشكيل فوج المرتضى العسكري لحماية المقدسات، وهذا الفوج قوامه اكثر من تسعمئة منتسب، وقد شكلت في الوجبة الاولى اربع سرايا تضمّ كل سرية منها مئة منتسب، وهذه السرايا مهمتها -فضلا عن حماية العتبة العلوية المقدسة- استقبال جموع المتطوعين من ابناء المواكب الحسينية والعشائر العراقية ويكون ذلك بالتنسيق مع قيادة عمليات الفرات الاوسط، وسينخرط هذا الفوج في معسكرات التدريب وسيعمل ضمن السياقات العسكرية»، وأكد الدكتور على خضير حجي قائلا: «لقد اعددنا العدة ليكون هذا الفوج مسلحا بافضل التجهيزات العسكرية، وسيكون رهن اشارة الدولة اذا داهم المدينة أي خطر لا سامح الله».

 

استجبنا لنداء المرجعية الدينية العليا
من جانبه اكد الاستاذ فائق عبد الحسين الشمري رئيس قسم الاعلام في العتبة العلوية المقدسة قائلا: «لقد انبرى ابناء علي(عليه السلام) من منتسبي العتبة العلوية المقدسة استجابة لنداء المرجعية الدينية لحماية العتبات المقدسة وكل شبر من ارض العراق».
واستطرد قائلا: «ان اللسان ليعجز عن وصف المشاعر الجياشة لابناء العتبة العلوية في اندفاعهم ليكونوا سدا منيعا بوجه كل من يفكر بأن يتعرض للمقدسات في عراقنا العزيز»، وأشار الى «ان عدد منتسبي هذا الفوج يصل الى قرابة الألف، وأن هناك اعدادا اخرى كبيرة – قد تصل إلى الآلاف- تريد نيل شرف المشاركة في هذا المضمار».
واضاف الاستاذ الشمري: «ان تشكيل هذا الفوج جاء استجابة لنداء المرجعية الدينية العليا في الذب عن حياض هذا البلد والعتبات المقدسة وتربته الشريفة ورموزها الدينية المباركة، فاستنفر منتسبو العتبة العلوية بمختلف اصناف تخصصاتهم من اجل التطوع للدفاع عن النجف الاشرف والعراق، وان شاء الله ستكون هزيمة تنظيم داعش وباقي الزمر الارهابية على ايدي هذه الثلة الطيبة من الشباب المؤمن».

متطوعو المواكب الحسينية ينالون شرف المشاركة
برعاية العتبة العلوية وبالتنسيق مع المديرية العامة لشرطة محافظة النجف الأشرف أقامت هيأة المواكب الحسينية في العتبة المقدسة تجمعا تطوعياً يضم المئات من مسؤولي وخدمة المواكب الحسينية في النجف الأشرف، وقد اقيم لهم استعراضا عسكريا في مدينة الزائرين التابعة للمرقد العلوي بحضور نائب الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة الأستاذ زهير شربه ومسؤول هيئة مواكب العتبة المقدسة الحاج خالد شنون وممثل المديرية العامة لشرطة محافظة النجف العقيد الركن علي نوماس جريو وممثلي المواكب الحسينية في النجف الأشرف.
وفي حديثه عن هذا التجمع ورعاية العتبة المقدسة له، أكد نائب الأمين العام قائلا: إن حماية العتبة العلوية المقدسة هو من مسؤولية أبناء النجف الأشرف بكل تأكيد، ولكن جانبا كبيرا من هذه المسؤولية تقع على عاتق منتسبي العتبة المقدسة أنفسهم ثم أبناء المواكب الحسينية ثم أبناء النجف الأشرف بشكل عام، ثم الجهد الرسمي للدولة وهو الجهد الأساسي والفعّال بهذا الاتجاه الذي يأخذ موقعه وأولوياته في هذا المجال».
مضيفا: «نحن في هذا الجهد الشعبي آلينا على أنفسنا حماية المدينة المقدسة والمرقد العلوي الشريف من كل طارئ والتحسب لكل الاحتمالات وعلى هذا الأساس نُظِّمت صفوف المتطوعين بحسب التراتبية في الموقع المناسب ابتداء من منتسبي العتبة المقدسة ثم متطوعي هيأة المواكب الحسينية ثم بقية أبناء النجف الأشرف في عمل تنظيمي تحسباً لصد كل ما من شأنه أن يُعكر صفو المدينة سواء من متسللين أو من يحاول استغلال الوضع الراهن للبلد.
من جانبه قال الحاج خالد شنون مسؤول هيأة مواكب العتبة المقدسة: «إن الهدف من هذا التجمع هو تنظيم أعداد المتطوعين وفق الأنظمة والقوانين الأمنية عبر أفواج وسرايا تكون برعاية العتبة المقدسة ومن خلال التنسيق مع هيأة المواكب الحسينية وقيادة شرطة محافظة النجف الأشرف».
وعلى صعيد متصل قال العقيد علي جريو مدير عمليات شرطة محافظة النجف الأشرف: «إن المديرية العامة لشرطة محافظة النجف الأشرف تعمل وبالتنسيق مع الأمانة العامة للعتبة العلوية المقدسة على احتضان أفواج التطوع لتنظيمها تعبويا وعسكريا وفق القوانين والأنظمة العسكرية وطاعة لأوامر وتوجيهات المرجعية العليا بحصر التطوع وحمل السلاح من خلال القنوات الرسمية المختصة».
والجدير بالذكر أن لطلبة العلوم الدينية في حوزة النجف الاشرف موقفاً جهادياً كبيراً بهذا الخصوص أيضا، إذ تقدم العديد منهم بتسجيل اسمائهم للانخراط في صفوف الفوج الذي شكلته العتبة العلوية المقدسة للوقوف إلى جانب إخوانهم في القوات المسلحة العراقية والمتطوعين من أبناء المواكب ومنتسبي وخَدَمَة المرقد العلوي المطهر في الذب عن حرمات هذا البلد العزيز، وقد افتتحت العتبة المقدسة مراكز خاصة لتسجيل اسمائهم وتنظيمها ضمن قوائم خاصة استعدادا لمشاركتهم في هذا الحشد الجماهيري المشرف.

 

نشر في الولاية العدد 82

مقالات ذات صله