زائــــر..

www.imamali-a

فائق الشمري

يخلع نعليه، ويحث خطاه، يصوب نظره شطر وادي الأقداس، مدينة من دخلها كان آمنا.. تطالعه الجدران وتلوح أليه القبة البيضاء، فيخفق حبا قلبه الواله، ويلهج بالولاء لسانه..
اللهم إني قد وقفت عند بابك، ووجهك الذي منه تؤتى، باب حطة من دخله كان آمنا.. اتيت وافدا، زائرا متقربا اليك بزيارته.. رجل هو من اهل بيت فاز من تولاهم، وما خاب من أتاهم..
قصدت؛ باب(علي)، باب بيت اذهب الله عن اهله الرجس وطهرهم تطهيرا..
يا أمير المؤمنين؛ جئتك أستجير بذمتك، قاصدا حرمك، متوجها الى مقامك، متوسلا إلى الله تعالى بك..
أأدخل يا مولاي..؟
أأدخل يا ملائكة الله المقيمين في هذا المكان المقدس..؟
أتأذن لي بالدخول يامولاي..؟
أدخل حضرتك (ياعلي)..
تنساب الدموع، ويذوب قلبي مع قلوب المخبتين، أنكب على مستودع النور: ربنا من لنا غير ‏أوليائك نقدمهم بين يديك لحاجاتنا، ربنا ان لك في الأرض ‏وجيها نسألك به أن تفرج عنا.. ‏ربنا، نتوسل إليك به أن تعفو عنا.. يا أمين الله في أرضه وحجته على عباده..
السلام عليك أيها النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، يا من اطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا، ولم تكن تريد من ذلك إلا وجه الله والتقرب إليه ..
السلام عليك يا مولاي، كنت والله طويل السهاد، قليل الرقاد، تتلو كتاب الله آناء الليل وأطراف النهار، تجود لله بمهجتك، وتبوء إليه بعبرتك، لا تغلق لك الستور، ولا تدخر البدور، ولا تستلين الاتكاء، ولا تستخشن الجفاء.
وكنت اذا مثلت في محرابك، وقد أرخى الليل سدوله، وغارت نجومه، وانت قابض على لحيتك، تتململ تململ السليم، وتبكي بكاء الحزين، وتقول: الهى وسيدي وربى اتراك معذبي بنارك بعد توحيدك و بعد ما انطوى عليه قلبى من معرفتك ولهج به لساني من ذكرك واعتقده ضميري من حبك وبعد صدق اعترافي ودعائي خاضعا لربوبيتك.. هيهات، أنت اكرم من ان تضيع من ربيته، أو تبعد من ادنيته، أو تشرد من اويته، أو تسلم الى البلاء من كفيته و رحمته..
مولاي يا ابا الحسن..
هذا كلامك وأنت أنت.. فكيف بى و أنا أنا..؟ كلي خطايا وذنوب، الضعيف الذليل الحقير المسكين المستكين، فكيف حيلتي (ياعلي) يوم يفر المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه..
(ياولي الله) اتاك الخاطئ المذنب مادا يديه، جلس المسئ بين يديك راجيا من الله الصفح، فزعا مشفقا حذرا راجيا، فاضت عبرته مستغفرا نادما..
الهي، ما عصيتك لجهلي بك، او مستخفا بعذابك، ولكن هي نفسي الامارة بالسوء، وهذا الشيطان الذي استكلب علي يزيدني ذنبا الى ذنبي..
فمن ينقذني من عذابك.. يوم يقول لمن خفت موازينه اعبروا، وللمثقلين قفوا انكم اليوم مسؤلون.. افمع المخفين اجوز، ام مع المثقلين احط .. ويلي، ماذا دهاني، كلما كبر سني كثرت ذنوبي وزاد تقصيري وكثرت معاصيُّ..
اما آن لي ان استحي من ربي، عظم الذنب الهي..
مولاي.. انت ترى مقامي وتسمع كلامي، حجب الله عن سمعي كلامك، وفتح باب فهمي بلذيد مناجاتك.. وأنا ادعوك، وأقدمك بين يدي حاجتي، وهيهات ان ترد سائلا ..
يا وجيها عند الله اشفع لنا عند الله.. فان لك عند الله شفاعة مقبولة ومقاما محمودا..

نشرت في الولاية العدد 92

مقالات ذات صله