السيد رياض الموسوي

untitled-1

حاوره: هاشم الباججي

هو السيد رياض الموسوي، نشأ وترعرع في أسرة علمية معروفة فهو نجل الأديب والباحث السيد عبد الصاحب حسين باقر الموسوي الهندي ومن أحفاد السيد باقر الهندي الموسوي العالم المعروف وكذلك الشاعر المعروف السيد رضا الموسوي الهندي صاحب الكوثرية، ولدت في بغداد سنة 1958، وتخرج من الجامعة التكنولوجية – مهندساً مدنياً عام 1980 وكانت رغبته منذ الصبا بالدرس الحوزوي وكان يجمع ما بين الدراسة الاكاديمية والدراسة الحوزوية، فقد أنهى قبل دخوله الجامعة دراسة كتاب منهاج الصالحين للسيد الخوئي (قدس) وأثناء دراسته في الجامعة كان يحضر بعض الدروس الحوزوية في الكاظمية، غادر الى الكويت عام 1980 ليعمل في مجال تخصصه الهندسي، ثم هاجر عام 1981 الى ايران في قم للتفرغ لتحصيل العلوم الدينية وهي رغبته منذ الصغر.

من هم أبرز أساتذة السيد رياض الموسوي ؟
خلال دراستي في قم تتلمذت على يد أساتذة فضلاء منهم سماحة الشيخ هادي اَل راضي والشيخ حسن الجواهري وحضرت درس البحث الخارج في مشهد على يد اَية الله الشيخ علي الفلسفي والسيد الرضوي، وفي النجف الاشرف بعد عودتي اليها في عام 2004 حضرت دروس البحث الخارج لسماحة اية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم والشيخ اسحاق الفياض والشيخ بشير النجفي دام ظلهم الوارف ولازلت مستمراً في بحث السيد الحكيم.
متى بدأ عملكم التبليغي ؟
حينما انتقلت الى مشهد سنة 1986 عملت على انشاء حوزة للطلبة هناك لإعطاء دروس في الفقه واللمعة وبعض دروس الاصول في الرسائل للشيخ الانصاري ويتخلل هذه الدروس بعض الامور التبليغية والارشادية وبقيت في مشهد لمدة 25 عاماً وقد انشغلت في تلك الفترة بتأليف بعض الكتب والكراسات .
في اي مرحلة من حياتكم بدأتم التأليف والكتابة ؟
في أول سفرة لي لحج بيت الله الحرام عام 1986 بدأت أجمع الروايات الشريفة والمستحبات في الحج والطواف وكل مناسك الحج والزيارة في مكة و المدينة في كراس وكنت القيها على الحجاج في الحملة وأقترح أحد الاخوان بأن اجمع هذا في كتاب من أجل فائدة الحجاج وبالفعل جمعت هذه الاحاديث والروايات واصدرت كتابي الاول بعنوان (أسرار الحج) الذي طبع طبعات عدة .
أبرز مؤلفاتكم وسبب تأليفها ؟
بعد كتابي الاول نمت لدي أفكار في التأليف لتكون في خدمة المجتمع وكان كتابي الثاني بعد ان طلب مني مجموعة من الشباب أن أجمع لهم بعض الاوراد والادعية المرتبطة بالإمام صاحب الزمان عجل الله تعالى فرجه الشريف وبالفعل أصدرت كتابي الثاني ( ملتقى المنتظرين )، وعندما كنت في مشهد كنا نعمل ندوات وجلسات علمية وثقافية، ودعاني استاذي الفاضل الشيخ هادي اَل راضي الى قم في شهر رمضان والقى في المجلس (محاضرا ت) تشمل الاخلاق والسيرة والعقائد ودونتها وحررتها ثم أصدرتها في كتاب (من هدي الاسلام) وهو تقرير لهذه المحاضرات، ثم جمعت ما يخص تراث اسرتنا في كتاب أسميته ( أعلام ال الموسوي الهندي) وفيه سيرة اعلام الاسرة، وبعدها بدأت سلسلة التأليف في القضية الحسينية وقد تفرغت بالكتابة عن الشعائر الحسينية وقد عملت مع استاذي الشيخ محمد السند لإصدار كتاب ( الشعائر الحسينية بين الاصالة والتجديد) في جزئه الاول وقد طبع طبعات عدة كان اولها في قم قبل أكثر من 18 عام وقد حاز حينها جائزة أفضل كتاب في كتب العقائد في ايران وطبع بخمسة طبعات في بيروت والعراق وقد صدر جزءان اخران لهذا الكتاب اشرفت على طباعتهما .
كتاب الشعائر الحسينية من بين الكتب المميزة التي لاقت نجاحاً كبيراً بين اوساط المجتمع فما أبرز ما يميز هذا الكتاب ؟
الذي يميزه اَمران الاول شعبية هذا الموضوع لأن اغلبية الناس تهتم بموضوع شعائر الامام الحسين عليه السلام ، والثاني علميته لأنه استدلال علمي ، فنعطي للقارئ والمثقف الدليل من القراَن والسنة والاحاديث عن ائمة اهل البيت لشرعية هذه الشعائر وحتى هذه الاشكال الجديدة للشعائر فهناك شروط فاذا دخلت ضمن هذه الشروط فتكون ضمن المقبولية.
أفضل كتاب ألفته وتفتخر به وتشعر انك قد أضفت شيئاً جديداً الى المكتبة الاسلامية ؟
بالحقيقة ما كتبته وساهمت في اعداده من كتب وسلسلة الشعائر الحسينية هو ما أفتخر به وهذه السلسلة مستمرة مع استاذي الشيخ محمد السند حفظه الله وهذا العمل أفتخر وأتشرف به والان أعمل سلسلة أبحاث مستقلة تصدر بكراسات ورسائل عن هذه الشعائر مثل ( البكاء على الحسين ، وزيارة قبر الحسين، وعمارة المراقد والحث على اعمارها، وبحث القول عن (لسان الحال ) ، وتقبيل العتبات المقدسة ) فهذه أبحاث باستدلالات علمية رصينة مهمة لثقافة المجتمع الدينية ،
والان نحن مشغولون ببحث مهم جداً وهو رمزية الدم وكيف ان الله تعالى جعل من دم الامام الحسين شعاراً على مدى الاعوام والدهور .
برأيكم ما سبب عزوف الشباب عن القراءة ؟
لا يخفى ان التطور العلمي الذي نشهده اليوم من الاجهزة الحديثة من الحاسبات والانترنت وغيرها هو سبب مهم لهذا العزوف، ونحن لا نذم التطور الحديث واختزال الوقت فحتى المحققين وليس الشباب فقط يريدون الحصول على سرعة المعلومة فلا بأس بها، المهم التعلم والمطالعة في الكتاب او الاجهزة الاخرى ولكن الكتاب له أثره وحلاوته ولايمكن الاستغناء عنه لاسيما في مجال التحقيق .
ما دور المراكز العلمية والمؤسسات الثقافية في الحث على ثقافة القراءة ؟
دورها يتركز بتبسيط المعلومة واعطائها بشكل جميل ومرتب ومخصص عن طريق منشورات (فولدرات) ملونة او كراسات او عن طريق العرض فلابد من أن نغير الطريقة في التعلم فكل الشباب لديهم هذه الاجهزة الحديثة فيجب أن نجعلهم يستخدمون هذه الاجهزة في عملية التعلم والقراءة وزيادة الوعي العلمي والثقافي وكما قال أمير المؤمنين عليه السلام (لا تقسروا أولادكم على آدابكم فانهم خلقوا لزمان غير زمانكم) فلابأس بتغيير الاساليب مع بقاء الثوابت.
ما دور المكتبات العامة في خلق جو ثقافي معرفي ترغيبي بين افراد المجتمع لاسيما مكتبة الروضة الحيدرية ؟
منذ افتتاحها ومكتبة الروضة الحيدرية تقدم خدمات جليلة ومشكورة للباحثين والمطالعين، وأنا أقترح على مسؤولي المكتبات أن ينحو المنحى الحديث في أساليب الخدمات المكتبية و أن يكون هناك تواصل بينها وبين المكتبات العالمية الاخرى وأن تستفيد منها بطريقة الاساليب الحديثة في المكتبات العالمية والاستعانة بالمكتبات الرقمية والاقراص والتي أصبحت مطلوبة ومهمة فمثلا جمع البحوث بموضوع معين او لعالم معين او لأبرز الخطباء، او عقد ندوات بطريقة عرض فيلم عن مواضيع معينة مثلا عن التوحيد وبهذا سيشعر الشباب بالحداثة والتطور لهذه المكتبة وبالتالي الرغبة بالحضور فيها .
كلمة أخيرة للشباب ؟
في الماضي كانت النصيحة سهلة والان صعبة بسبب كثرة المغريات، واقول للشباب اذا كانت هناك صعوبة في التردد على المكتبات لان ذلك يستغرق الوقت فحاولوا ان تنقلوا برامج ثقافية وعلمية في الاجهزة التي تستعملونها من اللابتوب والموبايل ومطالعتها في اوقات الفراغ، فالقراءة ليست محصورة بمطالعة الكتاب فقط وانما من الممكن استخدام هذه الاجهزة الحديثة لغرض المطالعة فالمهم هو التعلم وبناء الذات .

نشرت في الولاية العدد 96

مقالات ذات صله