الشاعر جابر الكاظمي

أحمد الكعبي

– لا بد لنا في البداية من معرفة هويتكم بما فيها حالتكم الاجتماعية؟.
جابر بن جليل بن كرم بن راهي البديري الحميري، من مواليد مدينة الكاظمية المقدسة التي انتسب اليها وقد فتحت عيني على اسرة متكونة من والدي ووالدتي واخوين كنت ثالثهما، وقد كان والدي المرحوم (الحاج جليل) من شعراء االكاظمية آنذاك وقد افتقدتهُ سنة 1969م حيث كان عمري حينها(14 عاماً) وهو كما ترون عمراً يحتاج فيه الصبي الى والده الذي يرشده ولكن بتوفيق الله تعالى واصلت طريقته في خدمة اهل البيت(عليهم السلام) اما اخواي فالأكبر العلامة الحجة الشيخ الحاج عبد الستار الكاظمي والاصغر الاستاذ الدكتور عادل الكاظمي وهما من شعراء اهل البيت (عليهم السلام ) ولهما دواوين مطبوعة في المكتبات الادبية.
أما حياتي الاجتماعية، فأنا مقيم في (لندن) مع زوجتي واولادي الاربعة اكبرهم (علي) الذي سار على نهجي شاعراُ ولكن باللغة الانكليزية وقد فاز في عدة مهرجانات شعرية في المهجر.
– متى كانت اول محاولة شعرية نظمت فيها قصيدة ؟
اول محاولة شعرية كانت سنة 1972م ، وفي سنة 1974م كانت اول قصيدة منبرية للإمام الحسين (عليه السلام) مطلعها:
صار الوداع الرهيب والكلب شاجر لهيب
ساعة التوديع حلت بين محبوب وحبيب
وقد قرأها الرادود سيد مرتضى السندي سنة 1976م في الكاظمية آنذاك وكان هو الرادود الاوحد صاحب صوت جميل واداء رائع.
واصلت مسيرتي مع هذا السيد الجليل الى سنة 1980م حيث هاجر السندي إلى سوريا.
– ماهي معاناتكم ايام سلطة البعث الغاشم في العراق؟
بعد هجرة السيد مرتضى السندي كان لزاماً عليّ ان اهاجر لأن النظام المباد البعثي كان يتتبع حركاتنا ويرصد اي تجمع لمحبي اهل البيت( عليهم السلام ) الذين تعرضوا للاعتقال تارة وللقتل تارةً أخرى وللتهجير والهجرة فاخترت الهجرة الى سوريا، حيث مكثت فيها عامين.. ومن ثم سافرت الى ايران واستقر بي المقام في العاصمة طهران وهناك قمت بإعداد وتقديم برنامج اسمه (نادي الشعر الشعبي) وذلك عام 1982م وبقيت فيه الى عام 1988م اقدمه من اذاعة طهران القسم العربي وبعد ذلك ازاول مهنتي وهي الصياغة التي بقيت فيها حتى عام 1990م ثم عدت الى سوريا ومن ثم قررت السفر الى لندن حيث اقيم فيها منذ 27عاماً.
– عرف عنكم تمكنكم من النظم بالفصحى والدارج (الشعبي) فإيهما احب اليك؟
لا فرق عندي بين كلا النظمين شرط ان يتوفر فيهما بناء هيكل القصيدة ما يمكن طرحه كصياغة جديدة وفق رؤية جديدة، يمكن ان يطلق عليهما(حالة ابداعية)
– هل تأثرت بشعراء قرأت لهم وحفظت من شعرهم؟
كان تأثري الشديد بالشاعر الكبير السيد الشهيد علي الموسوي الكاظمي(طاب ثراه) الذي لازمته ردحاً من الزمن ولكنه امتدت له اليد المجرمة التي قتلت الآلاف من رجالات العراق من العلماء والفضلاء والادباء والشعراء والاطباء والوجهاء والاوفياء. فمضى شهيداً مظلوماً ورأيت من الوفاء والمحبة ان اطبع له ديوان قصائده المنتشرة بين رفاق دربه الشعري التي حفظتها عنه (رحمه الله) وبتسديد الباري طبع له ديوان تحت عنوان (القصائد الخالدة) للشاعر الشهيد السيد علي الموسوي الكاظمي في ايران.
– آخر قصيدة كتبتها يا ترى لو كنت في العراق هل ستكون بنفس مفرداتها ام ستتغير ؟
كما ذكرت آنفاً فقد تأثرت في البداية وقلدت في شعري ولكن في سنة 1976م استقلت مفردتي عن التقليد بفضل اهل البيت( عليهم السلام) ومنذ ذلك الحين لم تتغير تلك المفردات عندي بغض النظر عن المكان والزمان فهي واحدة سواء كانت في العراق او الخليج او لندن او غيرها من البلدان التي اهاجر اليها ضمن برنامجي الشعري.
– قصيدة كتبتها وتراها الاقرب الى مشاعرك؟
قصائدي كلها قريبة الى نفسي فهي كأولادي لا اميز واحدة عن الاخرى الا اني ارى في بعضها خصوصية تختلف عن غيرها خذ مثلاً قصيدة (قسماً بالشفع وبالوتر والفجر وليالٍ عشرٍ اسقي الاطفال من الماء او تسقي الميدان دمائي) التي نظمتها في حق العباس (عليه السلام) فقد كتبتها بيدي وانا اسمعها تتولد في اعماقي كذلك قصيدة (السماء انفطرت والنجوم انكدرت حينما غاب الحسين) .
– كيف تنظر لواقعة كربلاء وما رأيك فيمن يحاول تسييسها لغرض معين؟
واقعه كربلاء هزت كل المشاعر ومنها استلهمت الشعراء الكثير، اما من يحاول تسييسها لغرض شخصي او فئوي معين فلا جدوى من عمله فالامام الحسين عليه السلام للجميع ومن حق الجميع ان يفتخر بانتمائه الى مدرسة كربلاء الخالدة وان يكون من تلاميذها.
– كيف كان اللقاء والتعامل مع الملا باسم الكربلائي وباقي المنشدين؟
كان اللقاء مع الملا باسم الكربلائي سنة 1986م وهو قبل هذا اللقاء قرأ قصائدي من خلال دواويني المطبوعة آنذاك الموسومة (الدموع الناطقة) وقد كان اللقاء ليس فقط بين شاعر ورادود وانما اردنا ان نؤسس مدرسة للشعر والانشاد تختلف عن التقليد وانما شعارها التجديد في خدمة المنبر الحسيني وقد نظمت له اروع القصائد من خلال الرؤى الجديدة والخيال الواسع ودقة التصوير وسباكة المعنى وباسم الكربلائي اقرب رادود انشد قصائدي للجمهور خلال فترة ليست بالقليلة. وكذلك نظمت لمشاهير الخطباء والمنشدين في العراق وفي المهجر.
– لكل زرع ثمر يأتي أوان حصاده والشاعر ثمرة القصائد والحصاد هو الدواوين فما هي دواوينكم؟
سلسلة ديوان (الدموع الناطقة) التي وصلت الى جزئها ثلاثين وديوان (ملحمة جابر الكاظمي). وديوان (ابو ذية جابر الكاظمي) و(موال جابر الكاظمي). ومجموعة شعرية بعنوان (مصباح امس) شعر شعبي عراقي ومجموعة شعرية بعنوان (قصائد سمح بنشرها) شعر فصيح.
وشكرا لجهودكم المباركة ولمجلتكم الغراء واسألكم الدعاء.

نشرت في الولاية العدد 117

مقالات ذات صله