شعبة الدفاع المدني

رجالٍ عملوا بإخلاصٍ في النية وإتقانٍ العمل.. يجوبون الشوارع والأزقة ليطفئوا ناراً تلتهب في بيتٍ أو في محل أو في فندق، إنهم رجال شعبة الدفاع المدني التابعة لقسم حفظ النظام في العتبة العلوية المقدسة.
التقينا بهم لنسلط الضوء على أعمالهم المهمة التي تتعلق بأرواح وممتلكات اللائذين بجوار حرم امير المؤمنين عليه السلام في النجف الاشرف فكان هذا التقرير.

التقينا أولاً برئيس قسم حفظ النظام الحاج حاكم دوش ليعطينا صورة مختصرة عن نشاط هذا القسم، وبعد الترحيب الكريم أفادنا قائلا: تعد شعبة الدفاع المدني من الشعب المهمة التي تسهر على أمن الزائرين الكرام، وقد بذل أفراد هذه الشعبة جهوداً استثنائية وبخاصة في صيف هذا العام إذ الحرارة العالية التي أدت الى نشوب حرائق عدة في المدينة القديمة إذ سارع هؤلاء الأبطال لإطفائها قبل وصول رجال الدفاع المدني التابعين للمحافظة وهذا الأمر يسجل كمفخرة لهؤلاء الرجال الذين سهروا على أمن وسلامة الزائرين والمجاورين على حدٍ سواء.
بعدها اتجهنا صوب مقر شعبة الدفاع المدني لنتعرّف على هؤلاء الأبطال الذين واصلوا الليل بالنهار ليقدموا ما بوسعهم من جهود علّها تُقبل عند صاحب هذا المرقد الشريف، وكان في استقبالنا الاستاذ رحيم حياوي العارضي مسؤول شعبة الدفاع المدني الذي أجابنا بكل رحابة صدر عن جميع الأسئلة التي وجهناها له وكان زملاؤه يحيطون به ليذكروه ويسعفوه بالمعلومات التي ربما تغيب عن ذهنه كما كانوا يسعفون الأماكن التي تلتهب ناراً.

تأسيس الشعبة وحدود عملها
كان سؤالنا الأول: متى أسست هذه الشعبة؟ فقال:
اسست في أمانة سماحة الشيخ ضياء زين الدين من العام 2012، وقد بادر عضو مجلس الإدارة آنذاك السيد محمد علي الحكيم إلى تطويرها والاشراف عليها، وكنت الوحيد المسؤول على المطافئ في العتبة، وبعد أن لمسوا أهمية مكافحة الحرائق الناتجة عن التماس الكهربائي في العتبة، تم تأسيس هذه الشعبة.
وهنا بادرته بالسؤال عن حدود عمل هذه الشعبة، فقال:
العتبة العلوية والعمل فيها توسع كثيراً، وذلك لوجود فنادق وشعب خارج العتبة وذلك لتجهيز هذه الأماكن بكبسولات المطافئ وكذلك التدريب على مكافحة الحرائق كإجراء احترازي، أما ما يحيط بالعتبة فعملنا في حدود المساعدة وإن كان خارج حدود واجباتنا، فقد شاركنا في إطفاء حرائق عدة قبل وصول وحدة الدفاع المدني التابعة للمحافظة، وعندما تصل تجد النار قد أخمدت تماماً.
واضاف الاستاذ رحيم: لا بد من الاشارة الى ان العدد الإجمالي للمنتسبين في الشعبة هو 35 منتسباً فقط، يعملون على التناوب على مدار 24 ساعة وهؤلاء الافراد يمتلكون خبرة عالية ومن خلال التجربة استطعنا أن نسيطر على عديد من الحرائق حيث تصل فرق الدفاع المدني بعد أن نكون قد انتهينا من إطفاء الحريق، فما عليهم إلا أن يقيدوا تقرير الحريق.
ولابد هنا من الإشارة إلى دور رئيس قسم شؤون حفظ النظام حيث يولينا دعماً كبيراً وبعض الأحيان يحضر معنا في الميدان ما يعطينا دافعاً كبيراً في مواصلة عملنا.

تجهيزات الشعبة واختصاصها:
من المعروف أنّ مثل هذه الشعب ولصعوبة مهامها بحاجة إلى إمكانيات استثنائية وتجهيز معتد به فسألته عن هذا الأمر، فبادر مجيباً:
هناك تعاون مستمر مع السادة المسؤولين في العتبة، ومع ذلك فإن ما هو موجود لا يتناسب مع سعة رقعة عملنا ولكن كل فرد من أفراد هذه الشعبة يعادل عشرة أشخاص بما يمتلكون من همة واندفاع واستماتة في المشاركة لإطفاء الحرائق، ونأمل بالتأكيد أن نوسع نطاق عملنا ونستقطب كثيراً من الأجهزة الحديثة التي تساعد على إطفاء الحريق بالسرعة الممكنة.
ولأننا تحت اشراف مديرية الدفاع المدني في المحافظة وفي السنة الواحدة هناك كشف من قبل هذه المديرية، قدمنا طلبات لتزويدنا بالعدة اللازمة، وقد فتحنا ورشة خاصة لملئ المطافئ ضمن المواصفات العالمية المتبعة وبإشراف الضباط في المديرية في المحافظة.
من المعروف أنّ رجال الدفاع المدني يشاركون في كل ما من شأنه إنقاذ المواطنين سواء كان في حريق أو سقوط أو ما إلى ذلك وعندما طرحنا هذا الأمر على الاستاذ رحيم كان هذا ردّه: عملنا في الدرجة الأولى في مكافحة الحرائق وهناك كشوفات تطلب من قبل الأقسام لاحتياجاتها من المطافئ وهناك إملاء المطافئ وكشف دوري للأماكن التي تحتاج للمطافئ، ودخلنا دورات في الجمهورية الاسلامية عشرين يوماً للتدريب على كيفية مكافحة الحرائق، وأغلب الكادر الموجود في الشعبة يمتلك شهادة من مديرية الدفاع المدني، وبالتأكيد نشارك في إنقاذ أرواح الزائرين أو المجاورين في غير حوادث الحريق إن استلزم الأمرُ ذلك.

اندفاع واخلاص وشجاعة:
رصدنا ملامح الاحساس بالمسؤولية على وجوه الشباب الموجودين في شعبة الدفاع المدني، فتوجهنا بالثناء على جهودهم، فعلق الاخ رحيم قائلا:
نحن نتوجه بالشكر لأمير المؤمنين(عليه السلام) أن وفقنا لهذا العمل، ونحن بعد كل حالة إطفاء لحريق نقدم طلبات لتقديم شكر وتقدير رسمي لهذه الثلة الطيبة لصعوبة المهمة التي يقومون بها إذ يخاطرون في كثير من الأحيان بأنفسهم ولا يألون جهداً في المساهمة في إخماد الحرائق التي تحصل سواء كان في العتبة وحدودها أو خارجها، كما حدث قبل أيام في السوق الكبير وشارع الصادق والأماكن الأخرى.

ارشادات للزائرين وكلمة اخيرة:
اغتنمنا الفرصة لنوجه للأخ رحيم هذا السؤال: ماذا تقول للزائرين عند حصول أي حالة حريق في العتبة أو خارجها؟
نطلب من جميع الأخوة الزائرين والمنتسبين عند سماع صفارة الإنذار الخاصة بسيارات الاطفاء السماح بمرور العجلات والابتعاد عن مكان الحريق ليتيحوا لرجال الإطفاء الفرصة في الانقضاض على الحريق في لحظاته الأولى.
واخيرا ودعنا الاستاذ رحيم بكلماته هذه ليلتحق بواجبه الانساني قائلا: أتمنى أن أكون أقل خادم في عملي هنا راجيا القبول من صاحب المقام.

نشرت في الولاية العدد 97

مقالات ذات صله