لجنة النازحين في العتبة العلوية المقدسة

علي الوائلي

تواصل لجنة اغاثة النازحين التابعة للعتبة العلوية المقدسة دعمها للعوائل النازحة التي هُجِّرَتْ قسرا من اماكن سكناها بعد سيطرة عصابات داعش التكفيرية على مناطق سكناهم، إذ قامت هذه اللجنة ومنذ الساعات الاولى لعمليات النزوح باحتضان وايواء العوائل من خلال توفير المسكن والمأكل والمشرب وكافة ما يحتاجونه من خدمات، وقد شرعت اللجنة ومنذ الوهلة الأولى لوصولهم الى تلبية جميع احتياجات النازحين كانشاء بعض البنى التحتية التي يحتاجونها من مدارس ومستوصفات وغيرها. ولأهمية هذا الدور وما قدمته هذه اللجنة من مهام وثقت مجلة الولاية انشطة اللجنة التي تقدمها للنازحين..

ففي عام 2014 و بعد العدوان التي تعرضت اليه الاراضي العراقية في محافظة الموصل من قبل كيان داعش الارهابي و نزوح العوائل من بطش التكفييرين تشكلت لجنة اغاثة النازحين برعاية العتبة العلوية المقدسة لتقوم بتوفير وتقديم المساعدات الضرورية للعوائل النازحة التي بلغت اعدادهم حوالي 14 الف عائلة ومن جميع المحافظات التي تعرضت للارهاب، وهي الموصل والانبار وديالى وبغداد (ابو غريب).
وعن الدور الذي قدمته العتبة العلوية المقدسة بعد نزوح العوائل من المحافظات الغربية بين السيد عيسى الخرسان عضو مجلس ادراة العتبة العلوية المقدسة هذا الدور قائلاً :
منذ اول وجبة وصلت والى هذا اليوم قدمت العتبة العلوية بشكل متواصل ودؤوب جميع الخدمات التي لم تقتصر على صعيد واحد بل شملت التغذية والايواء والمواد المنزلية والخدمات الصحية للعوائل النازحة التي بلغ عددها في النجف الاشرف اكثر من تسعين الف نازح موزعين على طريق كربلاء وطريق العباسية ومركز المدينة وطريق المناذرة، حيث كان الثقل الاكبر لهم على طريق كربلاء وكان لاصحاب الحسينيات ومؤسسات المجتمع المدني واهالي النجف الأشرف والحكومة المدنية دورا كبيرا في التعاون مع العتبة العلوية وكانت العتبة العلوية المقدسة رائدا ومرشدا لهم، إذ شكلت غرفة عمليات منذ اللحظة الاولى لايصال المساعدات اللازمة.
واضافة الخرسان : تم تشكيل شعبة تابعة لقسم الشؤون الادارية مهمتها رعاية النازحين، فتم انشاء مستوصفات على طريقي كربلاء والمناذرة خاصة بالنازحين وتم السيطرة على مجموعة من الامراض التي حصلت منها مرض (الجرب) بجهود جبارة من خلال شعبة استقبال وايواء النازحين وكذلك تنظيم قاعدة بيانات للنازحين ضمت كلاً من (الشيعة والسنة والصابئة والمندائيين والمسيح) وقد ابدوا امتنانهم وعرفانهم لحسن الضيافة والتكريم الذين حضوا به في هذه الأزمة الانسانية الكبيرة.
وعن بداية انشاء الشعبة وما قدمته من انشطة خدمية للنازحين تحدث مسؤول شعبة النازحين زمان جواد عباس لمجلة الولاية قائلاً: من اهم النشاطات التي قدمتها العتبة العلوية المقدسة من خلال شعبة متابعة شؤون النازحين، ومنذ الساعات الاولى لبدء نزوح العوائل عام 2014 هي التنسيق مع مطار النجف الأشرف وتوفير الباصات لنقلهم من المطار ومناطق وفودهم، كذلك قامت ايضا بفتح مدينة الزائرين لأيواء العوائل وتوفير السكن فضلا عن توزيع ثلاث وجبات غذائية يوميا، كما قامت العتبة بالتنسيق مع اصحاب الحسينيات الموجودة في النجف الأشرف واقضيتها ونواحيها ومداخلها لغرض اسكان النازحين، ونسقت مع المنظمات الدولية والمحلية لتوفيز المساعدات لهم.
وأشار جواد : ان المساعدات المقدمة للعوائل النازحة تنوعت من قبل اللجنة وحسب الاحتياجات مثل المساعدات الغذائية المتمثلة بالرز والطحين والزيت والحليب والبقوليات ومعجون الطبخ، ومساعدات منزلية مثل (اواني وطباخات ومبردات وسخانات ومراوح ومدافئ وخزانات مياه) ومساعدات صحية اخرى مثل (مستلزمات صحية وعلاجات وحبوب تصفية المياه ومنظفات وحفاضات اطفال وغيرها) فضلا عن الكسوة من (ملابس رجالية ونسائية واطفال وملابس داخلية).
كما شمل توزيع المساعدات مركز محافظة النجف الأشرف وكافة الاقضية والنواحي التابعة ومركز ايواء النازحين عمود 96 طريق (ياحسين) بين النجف الأشرف وكربلاء ويكون تقديم المساعدات ايضاً عن طريق التنقل بالسيارات والذهاب الى محل سكن النازحين. واضاف مسؤول الشعبة : من النشاطات الاخرى التي قامت اللجنة بتأمينها للعوائل النازحة بناء خمسة مدارس موزعة على طريق ياحسين خاصة بالنازحين وكادرها التعليمي متكون من النازحين، فضلا عن بناء اربع مفارز طبية قرب مكان سكن النارحين متكونة من كادر طبي متكامل، وانشاء مساحات صديقة للطفل متمثلة بالمتنزهات، وروضة للاطفال النازحين في المزرعة الاولى قرب عمود 96، وعمل دورات خياطة للنساء وورشات عمل لتطوير المهارات، كذلك اقامة دورات تنمية بشرية ودورات من قبل دائرة الدفاع المدني، كما قامت اللجنة بالتنسيق مع الدوائر الحكومية وشبه الحكومية مع مجلس المحافظة متمثلة باللجنة العليا لاغاثة النازحين ودائرة الهجرة (لمعرفة الاعداد والوافدين الجدد) ودائرة الصحة (لمعالجة الامراض الانتقالية واللقاحات وغيرها) وفي الجانب التربوي (لتسجيل الطلاب الذي تركوا دراستهم اثناء التهجير وتوفير كادر تدريسي ومناهج) وكذلك دائرة الجنسية (لاستخراج المستمسكات الثبوتية التي فقدت اثناء التهجير)
وفي الختام قال مسؤول الشعبة : قامت اللجنة بجهود حثيثة بجرد النازحين وجمع بيانات بايومترية لجميع النازحين الموجودين في محافظة النجف الأشرف والمناطق التابعة لها من خلال كادر متكامل من المنتسبين إذ قاموا بزيارة العوائل ميدانياً لمناطق سكناهم في الحسينيات والبيوت و تم جرد جميع النازحين .

نشرت في الولاية العدد 102

مقالات ذات صله