شعبة الجنائز خدمات متواصلة

رياض مجيد علي

عندما يتسابق المؤمنون لتقديم خدمة ما لإنسان فإنه عملٌ جبّار، ولكن عندما يتسابق شباب مؤمن عاشق لأمير المؤمنين لخدمة جنازة مؤمنٍ ودّع الحياة وانقطع عمله إلا من حبه لإمامه أمير المؤمنين عليه السلام، فإنّه عمل لا يمكننا وصفه، يتسابقون ليصلّوا عليه ويلقنوه الزيارة ويعطوه تربة الإمام الحسين عليه السلام التي دارت على مدار أكثر من شهر في أروقة أمير المؤمنين عليه السلام لتكون تحت خده الأيمن فيالها من سعادة للمتوفى الزائر ويالها من سعادة للمزوّر لينال رضا الله ورضا أمير المؤمنين سلام الله عليه، نعم إنهم فتية آمنوا بما يعملون فزادهم الله إيماناً وحشرهم مع من يتولون محمدٍ وآل محمد إنهم منتسبو شعبة خدمات الجنائز، فقد كان لنا هذا اللقاء مع مسؤول هذه الشعبة الأستاذ حسين ابو صبيع، وقد دار بيننا هذا الحوار:

متى كان تاريخ افتتاح هذه الشعبة؟
افتتحت قبل خمس سنوات تقريباً وتحملنا هذه المسؤولية منذ افتتاح هذه الشعبة وباعتبار مقبرة وادي السلام هي محط أنظار شيعة أهل البيت عليهم السلام لذلك كان لابد من تنظيم واستقبال الجنائز بما يليق بحرمة المتوفى.

ما أهم النشطات التي تقومون بها تجاه جنائز المؤمنين والخدمات المقدمة لذوي المتوفى؟
ج: هنا ثلاث وحدات تابعة لهذه الشعبة وأولها وحدة الآليات أي العجلات السوداء التي تقلُّ الجنائز منذ استلامها من ساحة التوديع وإيصالها إلى مدخل الصحن الشريف ومن ثمّ العودة بها إلى ساحة التوديع.
أمّا الوحدة الثانية فهي لفحص الجنائز ثم نقلها إلى الصحن الشريف، حيث يتم استقبال الجنازة من الأخوة في هذه الوحدة لقراءة الزيارة المخصوصة والصلاة على الجنازة، ومن ثم أخذ المعلومات الكاملة للمتوفى وتسجيلها في الحاسوب الالكتروني، بعد ذلك نزود ذوي المتوفى ببعض الأشياء المتبركة كتربة الإمام الحسين والجريد وكذلك العقيق ليوضع تحت لسان المتوفى.

ما الفائدة من أخذ معلومات المتوفى؟
هناك عدة فوائد من هذه الإجراءات ومنها إمكانية الرجوع لهذه المعلومات عند الحاجة سواء من قبل إدارة العتبة أو من قبل ذوي المتوفى لأسباب مختلفة منها فقدان شهادة الوفاة أو للتعرف على تاريخ الوفاة وهكذا، وهناك أعداد كبيرة من الجنائز نقوم بخدمتها وتسهيل عملية الزيارة لهذه الجنائز، وتسجيل معلوماتها كافة.

هل تعتمد الدوائر الحكومية على تأييدكم؟
بالتأكيد تعتمدها الدوائر الحكومية الأخرى لأننا نوثق جميع أوراق المتوفى ومن أهمها شهادة الوفاة حيث يتم تصويرها بجهاز الاستنساخ ويتم الاحتفاظ بها، ومسألة التوثيق طبعاً جاءت بأمر من السيد مسؤول لجنة إدارة العتبة الحاج محمد حسن رزوقي مشكوراً.

كثيرٌ من الناس ربما ليس لديه المعلومات الكافية حول الأشياء المتبركة التي توضع مع الميت في قبره حبذا لو توضحون لنا بعضها؟
طبعاً كل هذه الأمور هي من المستحبات، أمّا الجريدتان تكون واحدة على كتف الميت الأيمن والأخرى على كتفه الأيسر، أما العقيقة فتكون تحت اللسان، أما التربة فتكون تحت خده الأيمن.

ما ردود أفعال الناس أصحاب الجنازة والزائرين؟
في الواقع بعض خدام العتبات المقدسة أشادوا كثيراً بهذا المشروع، وكذلك أصحاب الجنائز يثنون كثيراً على المنتسبين الذين يقومون بهذه الخدمات.

هل هناك توثيق إعلامي لنشاطاتكم؟
هناك بعض النشاطات الإعلامية التي قام بها مشكوراً قسم الإعلام لتسليط الضوء على نشاط هذه الشعبة، وهناك بعض الفضائيات التي ساهمت في تغطية ونشر بعض نشاطات هذه الشعبة مشكورين طبعاً وتحياتنا لهم جميعاً.

كان هناك بعض الشباب يحملون الجنازة من ساحة التوديع إلى صحن أمير المؤمنين، الآن وبعد افتتاح هذه الشعبة أين ذهب هؤلاء الشباب؟
هؤلاء الشباب هم أبناؤنا وأبناء هذه المدينة المقدسة وقد بادرت العتبة العلوية في تعيين هؤلاء واصبحوا من منتسبي العتبة بشكل رسمي حيث يقومون بمهامهم الموكلة لهم كل حسب قسمه و واجباته.

هل في النية تطوير وتحسين آليات العمل في هذه الشعبة؟
بالتأكيد هناك أفكار حديثة لتقديم خدمات أكثر ومن هذه الأفكار الناجعة هي استقبال الجنازة من استعلامات الدفن الكائنة في وادي السلام وتهيئة العجلات اللازمة لنقل ذوي المتوفى وتقديم خدمات كاملة للجنازة وذويها.

كيف ترون تعامل إدارات العتبة المتعاقبة مع هذه الشعبة وهل كانوا يولون اهتماماً خاصاً لتقديم افضل الخدمات في هذا المجال؟
في هذه الإدارة كما في الإدارات السابقة أولوا اهتماماً بالغاً وممتازاً لتوفير المستلزمات الخاصة كافة بهذه الشعبة ليتسنى لنا تقديم افضل الخدمات، وأذكر هنا السيد رئيس قسم حفظ النظام الأستاذ سلام الجد حيث اعطانا صلاحيات كاملة ومساحة واسعة من الحرية في العمل ليتسنى لنا خدمة هذا المشروع والذي يصب في خدمة الاحياء والأموات، وبالمناسبة جميع افراد هذه الشعبة أكملوا دورات في التنمية البشرية ليتمرنوا على طريقة الاستقبال والتوديع وأسلوب التشريفات الخاصة.

ما شعوركم وأنتم تعيشون بجوار أمير المؤمنين عليه السلام وتقدمون هذه الخدمات؟
نحن نتشرّف بخدمة أمير المؤمنين عليه السلام أولاً وثانياً خدمة زائريه الكرام، لذلك تذهب هذه المتاعب عندما نسمع الدعاء على لسان ذوي الجنازة ونعدَّه شهادة نعتز بها لنا ولأجيالنا إن شاء الله.

هل من كلمة تقدمها للزائرين؟
أولاً نقول لهم عظم الله أجوركم بفقد أحبتكم ونقول لهم أحبتي إذا لم تسعكم عيوننا فقلوبنا أوسع.

كلمة لأمير المؤمنين عليه السلام؟
اقول ما قاله(عليه السلام): (لكل قادمٍ إلينا كرامة) صدق أمير المؤمنين(عليه السلام).

نشرت في الولاية العدد 114

مقالات ذات صله