كيف ابتعد عن الذنوب ؟

هاشم محمد الياججي

يقول أحد المؤمنين الشباب : أنا شاب في العشرينات من عمري، محسوب على الجماعة المؤمنة، ولكن للأسف بيني وبين الإيمان مسافات ومسافات، أرتكب بعض الذنوب التي تجعلني غير مستقر نفسياً ، وتتركني متعطشاً للإطمئنان الروحي وإني أخاف أن أموت على هذه الحالة، ومع أني من المثقفين وأمتلك شيئاً من النضوج بنتان ولكن الذنوب مشكلة كبيرة بالنسبة لي..

ماذا أفعل ؟ لا أريد أن أذنب.. ولكن النفس ضعيفة ماذا أصنع .. ؟ أريد أي وسيلة لأبتعد عن الذنوب ! لا أريد أن أموت وأكون من المغضوب عليهم والضالين ! أريد أن أدخل الجنة ؟ ما العمل مع الذنوب، ولا سيما الذنوب في الخفاء ؟
للوقاية والابتعاد عن الذنوب لابد من القيام بممارستين:
1- الاعمال الايجابية التي محورها الاكثار من ذكر الله والعبادات.
2- الاعمال السلبية التي محورها اجتناب المشاهد والمناظر والمسموعات التي تسوق الانسان نحو الذنوب.
وما يعين على تطبيق الممارسين السابقين هو انتخاب الاصدقاء والرفاق الصالحين، وترك معاشرة الجلساء غيرالصالحين الفاسدين.
اخي .. ولدي.. الساعي لرضا الله , وانت اختي .. وابنتي الساعية لمرضاة ربك …اعلموا ان التوبة واجب فوري فاذا ارتكبت معصية فعليك ان تتوب منها فوراً ويا حبذا ان يتوب الانسان طوال عمره مما ارتكبه، فيتوب من كل ذنب توبة خاصة فيتوب من الذنوب التي ارتكبها بجوارحه , فمثلا يتوب من الذنوب التي ارتكبها بعينه في النظر الحرام بشهوة والنظر الى عورات الناس ولاسيما النظر داخل مساكنهم او النظر الى الاب او الام بحدة او النظر الى اسرار الاخرين … والذنوب على اصناف ايضا مثل الاستماع الى الموسيقى والنغم المحرم او الاستماع الى الغيبة والتهمة والكذب … فيجب التوبة من كل واحدة منها اذا استطعت تحديدها او احصائها، واذا نسيتها فعلا لكثرتها فالتوبة بصورة اجمالية، مع الاكثار من الدعاء بكل اخلاص وخشوع وعين جارية وندم وعدم العودة وعين جارية … رافعاً يدك قائلاً:(الهي اغفر لي كل ذنب ارتكبته عيناي او اذناي..
كيف الحصول على ملكة التقوى ؟
تحصيل ملكة التقوى انما يتيسر بالتمرين والمراقبة، و ذكر علماء الاخلاق ان الافضل ان يشارط الانسان مع نفسه منذ بداية اليوم ان يقوم بجميع الواجبات الشرعية و ترك المحرمات، و يراقبها في جميع الساعات، ثم يحاسب نفسه عند النوم، فيستغفر الله تعالى ان كان قد صدر منه ذنب و يعزم على ترك ذلك الذنب في الايام القادمة.
وطرق تحصيل تقوية الايمان، عن طريق :
•قطع التعلق بالدنيا
• اجتناب المعاصي
•تهذيب النفس
•وعمل المستحبات و المحافظة على صلاة الليل وعمل الصالحات …. الخ ،
ولكن السؤال هنا : لماذا يضعف الانسان ثم يرتكب المعاصي في بعض الاحيان؟ ولاسيما ان العمر يمضي وهو رأس المال الوحيد الذي نملكه ، فاذا لم يستطع الانسان في هذه الدنيا الوصول الى رضا الله كان ذلك هو الخسران المبين،و لترسيخ الايمان عليك الاهتمام بامور ثلاثة:
أ- تلاوة القرآن الكريم بتدبر في مكان يخلو عن الآخرين «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» (الأنفال:2).
ب- لا تترك أداء الصلاة في اول وقتها.
ج- حاسب نفسك قبل ان تخلد الى النوم مساءً.
مع وجود الانشغالات الضرورية بالدنيا لتأمين احتياجات الشخص من مال وغيره ، ومع طبيعة هذه الامور الصارفة بطبيعتها عن التوجه الى الاخرة ، كيف يمكن للانسان الابتعاد عن التعلق بالدنيا ؟
ينبغي معالجة التعلق بالدنيا بالانفاق والبذل مما يحبه «لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون» وهذا البذل يجب ان يكون في سبيل الله وبدافع الهي.

نشرت في الولاية العدد 123

مقالات ذات صله