ورشة التبريد.. جهود متواصلة لتوفير الراحة للزائر الكريم

IMG_0353

أسامة الياسري

يستقبل مرقد امير المؤمنين(عليه السلام) ملايين الوافدين من كل حدب وصوب الذين تهفو قلوبهم للتضرع عند اعتاب مولى الموحدين، راجين الشفاعة وقضاء الحوائج، وكان لزاما على القائمين على خدمة المرقد المقدس أن يوفروا كل سبل الراحة لهؤلاء الكرام، حتى لا يشغلهم ضيق أو تعب عن بغيتهم المباركة.
وحرارة الصيف في هذه المدينة المقدسة من أهم العوامل التي تكدر صفو الزائرين، فكان الاهتمام بتكييف جو الحرم وما يحيطه من الاولويات التي لا غنى للعتبة المقدسة عنها، فحملت شعبة التبريد في العتبة العلوية على عاتقها مهمة تجهيز الحرم الطاهر ومنشآته بهذه الخدمة الاساسية المهمة.

 

ترتبط شعبة التبريد إداريا بقسم الصيانة الهندسية في العتبة العلوية المقدسة، وتضم مجموعة من الوحدات العاملة في هذا الاختصاص المهمة الذي يوفر الراحة والخدمات الأساسية للزائرين والمنتسبين في المرقد العلوي المقدس على السواء.
كان تبريد الحرم في العتبة العلوية المطهرة يعتمد على أجهزة تبريد مركزية(بكجات) عددها 12 جهازا فقط، كان الحاج محمد عنوز يقوم بإدامتها وصيانتها بمساعدة كادر خارجي الى حين إنشاء ورشة التبريد سنة 2004 التي تُدار من مهندس وفني.
وببركات أمير المؤمنين(عليه السلام) وجهود كادر الشعبة الفني تم تطوير هذه الورشة إلى شعبة تضم وحدات عدة أهمها وحدة التبريد المركزي الخاصة بتبريد الحرم الطاهر ووحدة السبالت، ووحدة التعطير ووحدة تصفية وتبريد مياه الشرب R.O ، فضلا عن وحدة الغسل التي تعمل على غسل جميع أجهزة التبريد بمعدل مرتين في الأسبوع لكل جهاز.

DSC07089

انـجازات مهمة:
عن أهم الانجازات التي قامت بها شعبة التبريد، تحدث المهندس أمير علي قنبر رئيس شعبة التبريد قائلا: من المشاريع الكبيرة التي نفذتها شعبة التبريد تفكيك منظومة تبريد الحرم القديمة التي يتجاوز عمرها 4 سنوات والتي تعد من المنظومات المغلقة، وبفضل من الله استبدلت بمنظومة تبريد جديدة ذات نظام مفتوح(فريش) تساعد – بالاضافة الى تبريد الحرم- على طرد الرطوبة وغاز ثاني اوكسيد الكاربون والروائح غير المرغوب فيها من الضريح المقدس.
ونظام التبريد المركزي الجديد يتكون من خمس مثلجات مياه سعة كل واحدة منها(100طن) وتلحق بها ثماني دافعات للهواء لتبريد الحرم، بالاضافة الى 14 منظومة مركزية (بكيج) سعة كل واحدة منها (25طنا) لتبريد رواق ابي طالب(عليه السلام) بالإضافة الى خمسة اجهزة لتبريد مشفى الكتاب والخزانة الحصينة ومركز الاتصالات والمضيف والانترنيت، وثلاثة اجهزة لتبريد جامع عمران بن شاهين، وأربعة أجهزة تبريد مركزي لتبريد المدرسة الغروية اضافة الى وجود ما يقرب من 400 جهاز سبلت موزعة داخل وخارج العتبة.
واضاف المهندس علي: ومن أهم الأعمال التي قامت بها الورشة مؤخرا رفع وحدات التبريد الخارجية(السبلت) من الاواوين الموجودة في الطابق الثاني من سور الصحن الحيدري، ونصبها على سطح العتبة ومد انابيبها عن طريق فتحات التهوية الى غرف الصحن، وقد قمنا بهذه العملية لاجل سهولة الصيانة وللتخلص من الحرارة التي تنبعث من هذه الاجهزة الى الصحن الشريف ومن ثم تضايق الزائرين الكرام المتواجدين فيه.
ومن الأعمال المهمة أيضا اصلاح اجهزة التبريد المركزية القديمة من فنيي الورشة وتنصيب اربعة منها على كرفانات التفتيش في ابواب العتبة، لتهيئة الأجواء المريحة للزائرين والمنتسبين في اثناء عملية التفتيش، وقامت الورشة بتنصيب أربعة منها فوق سطح المدرسة الغروية وعمل سيطرة لها والتحكم من غرفة السيطرة.

IMG_1331

مشاريع مستقبلية:
من المشاريع التي تعمل شعبة التبريد على انجازها حاليا تبريد مشروع استراحة الزائرين الجديد الذي يقع قرب السلالم الكهربائية في الجهة الغربية من المدينة القديمة، إذ سيوفر هذا المشروع الراحة للزائرين الوافدين إلى العتبة من المحافظات الأخرى قبل وصولهم إلى الحرم الشريف من تلك الجهة.
أما عن المشاريع التي تطمح الشعبة إلى انجازها فقال المهندس أمير علي: من المشاريع المستقبلية رفع وحدات التبريد التي تعمل بالماء(المثلجات) من سطح العتبة العلوية مع المضخات الخاصة بها ونقلها إلى خارج العتبة، لتخليص سطح الحرم من الأثقال الكبيرة التي تسببها هذه الأجهزة.
وتطمح الشعبة إلى عمل برادات متنقلة لحفظ الأطعمة والثلج لكي تستخدم في أيام الزيارات المزدحمة بالزائرين، كما تطمح الى انجاز مشروع رفع السبالت جميعها من العتبة واستبدالها بمنظومة تبريد جديدة نوع (chiller) تعمل بالماء تنصب خارج العتبة وتلحق بأنابيب و(فان كويل) لتجنب استخدام السبالت المنفصلة التي تستخدم في انحاء الصحن الشريف التي تعاني في الغالب من الاعطال المستمرة.
واكد رئيس شعبة التبريد ان الشعبة قد شهدت تطورا كبيرا جداً في الوقت الحالي، اذ اصبح باستطاعتها صيانة البكجات والمثلجات وتنصيب منظومات تبريد مع السيطرة الكهربائية الخاصة بها.

IMG_1392

وحدتا التعطير والـ R.O:
من وحدات شعبة التبريد المهمة، وحدة التعطير التي تقوم بأعمال تعطير الصحن الشريف من خلال منظومة متكاملة من المراوح الكهربائية المنتشرة على جدران الصحن من اجل توفير الراحة للزائرين الكرام، وتعمل هذه الوحدة على صيانة هذه المراوح والنوزلات والمضخات الخاصة بهذه المنظومة بشكل مستمر، والإشراف على خلط كميات العطر المستعملة في المنظومة، وتنظيف الخزانات يومياً بصورة مستمرة.
وتنضوي تحت شعبة التبريد وحدة مهمة أخرى هي وحدة تصفية وتحلية المياه (R.O) لتنقية مياه الإسالة وتوفيرها للزائرين الكرام، إذ تشرف الوحدة على منظومتين، الأولى تضخ المياه بحجم 15متراً مكعبا والثانية بحجم 5 أمتار مكعبة، بالإضافة إلى منظومتين لتبريد هذه المياه نوع (chiller) الأولى بحجم 90 طناً لتبريد المياه التي توفر للزائرين في محيط الصحن الشريف، والثانية بحجم 80 طناً لتبريد مياه الشرب التي تتوفر للزائرين داخل الصحن الشريف.

 

نشر في مجلة الولاية العدد 73

مقالات ذات صله