عمالقة الشعر .. حضور مدوٍّ وغياب عسير

تحقيق شاكر القزويني

الشعر هو اللوحة الفنية الجميلة التي تعبر بصدق عن الوجدان والموقف الانساني والوطني والعقائدي، تحكي ما يختلج من أحاسيس ورغبات ونوازع، تبوح بمكامن الحزن والفرح، بالقوة والفخر والشموخ، وبمشاهد الانكسار والأفول والنكوص، تتدفق ألوانه أغراضا فيها حكمة التاريخ الغابر وأخباره المدهشة، وقد يستشرف المستقبل وما يجب ان يكون عليه ليصبح جميلا مورقا مضيئا بالأمل والبهجة، ممسكا بأطراف خيوط الجمال يحركها أنّى شاء، فتارة يذوّبه الحسن وتارة أخرى يسمو مع أسرار القدس وآيات الفجر المضيء لينشد ترانيم الفرح المقدس في نورانية الايمان والخشوع. تلك اللوحة الساحرة انما ترسمها الكلمات.. انها كلمات الشعراء البليغة والجزلة التي يخطّها بفرشاة أحلامهم وخيالاتهم يلوّنونها بالصور والرموز والدلالات والحكمة والإضاءات المدهشة، انهم قلة فريدة خلقها الله تعالى لصنع هذا الجمال المبدع الحسّاس، ويكادون حين يغلب الوهم والحلم عندهم يهيمون في كل واد فيتبعهم الغاوون، أولئك الذين مسّتهم شياطين هذا البوح الرائق.

ويسطر تاريخ الشعر اسماء هي كالنجوم اللامعة في حلكة الليل، كشعراء المعلّقات ومن تبعهم لغاية هذه اللحظة، فكان حقا ان تلك النخبة من الشعراء حدث امتلأت به الآفاق.
وفي تاريخنا الحديث، الفترة التي سنسلط عليها الضوء، برز شعراء كبار تركوا بصمة مضيئة في سفر الشعراء الخالدين فسطروا في سماء المجد مع من سبقت عصورهم وبقيت صفحات ابداعهم شاخصة، وفي مقدمة هذا المثال المبدع شاعر العرب الاكبر الجواهري والشرقي والبرقعاوي ومصطفى جمال الدين والصافي وغيرهم آخرين ممن لم تشهد أيامنا هذه حضورا كحضورهم واحتفاء كالاحتفاء الذي كان يحتفى بهم، تكريما لم يحضه أحد من شعراء اليوم.
فتنقلنا بين المعنيين بهذا الشأن من أدباء وشعراء وقصاصين وفنانين واعلاميين حاملين معنا تساؤل عدم سطوع نجم كتلك النجوم الشواعر في ايامنا هذه.
بيئة تصنع المبدعين
يرى الشاعر والأكاديمي الدكتور عماد صباح الحيدري ان اختلاف البيئة الاجتماعية جعلت الشعر يقف في موقع غير الذي سبق، فيقول: ان البيئة التي أنجبت هؤلاء العمالقة والبيئة التي احتضنتهم تختلف عن بيئتنا في الوقت الحاضر، مشيرا الى البيئة النجفية في مطلع القرن العشرين، وشعرائها كالجواهري والشبيبي والشرقي وغيرهم من هؤلاء العمالقة فضلا عن البيئة العراقية التي كانت تتسم بانها بيئة شعرية، تحتضن الشعر وتحتفي به فضلا عن احتفائها بالشاعر.
وأوضح الحيدري ان اسباب هذا الابتعاد عن الشعر والشعراء مما جعل هذه التربة لا تعطي نفس الثمر أو جعلها لا تتجاوب مع ذائقة المتلقي او طلبه فيقول: ان البيئة اليوم بيئة اتصالاتية معلوماتية لا نقول انها نبذت الشعر ولكن نقول انها ابتعدت كثيرا عن الشعر وأنا أرى ان هذا هو السبب الرئيس الذي أبعد هذا العصر عن انجاب شعراء كبار فضلا عن عمالقة الشعر العراقي في القرنين التاسع عشر والعشرين كانوا قد بنوا انفسهم بأنفسهم من خلال القراءات الكثيرة عبر الاطلاع والخبرة المتراكمة، أما الآن فلا نجد شاعرا يستطيع أن يبني نفسه بهذه الإمكانية، وذلك لصعوبة الظروف التي تحيط بالشعراء وتعقدها في الوقت الحاضر ولاسيما في عراقنا الحديث.

الموقف الوطني الكبير يصنع شاعرا كبيرا
وأشار الفنان المسرحي والتربوي مهدي سميسم الى مسألة أخرى يجدها عاملا حاسما في شهرة وتعلق الجماهير بالشاعر كأنه يشير الى زمن التغييرات التي عصفت بالشعوب في زمن الثورات والانقلابات وهي تنادي بالحرية والعدالة والخلاص من الطواغيت فيقول: هناك مسألة مهمة جدا يجب توفرها لكي يصبح الشاعر نجما محبوبا لدى الجماهير المتلقية، وهي أن يتبنى قضاياهم المصيرية والكبيرة، فلا يخلد شعراء المناسبات، فهم شعراء سرعان ما يبدؤون ثم لا يلبثون ان ينتهوا، اما شعراء القضية والموقف فهم يخلدون بمواقفهم من خلال قصائدهم فضلا عن مواقفهم الوطنية.

الكثرة تطغى على النجومية
ينبري الكاتب القصصي ابراهيم كمين الخفاجي لمواجهة هذا التساؤل لينبئنا عن أثر الشعراء وطول قاماتهم فيقول في معرض اجابته: ان هذا التساؤل الإشكالي لربما يكون قد طرح من أيام ملحمة كلكامش ومن أيام شعراء المعلقات أي شعراء ما يسمى بالعصر الذهبي وربما في أيام البحتري وفي أيام أبي تمام والمتنبي، وأدعي ان تلك القمم موجودة في كل زمان ومكان وكل هؤلاء يتحولون الى كاريزما أدبية سواء كانوا في فن الخطابة أو في كتابة الحكاية والقصة والرواية، ولكن للشعر خصوصية، فكاريزما الشعر هي كاريزما متفوقة وطاغية، وعندما نقول ان القرن الماضي كان قرن النجوم متمثلا بالشبيبي وعلي الشرقي والسياب ونازك الملائكة وسعدي يوسف ويوسف الصائغ والبياتي وآخرين من هؤلاء الكبار، ولا ادعي وقد افتتحنا هذا العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين انه ليس بقرن القمم، لكن ربما لان الكثير من الشعراء اصبحوا يمتلكون أدوات الإبداع والأدوات الشعرية، ولكنها الكثرة يا عزيزي، التي أظهرت هذه النجومية بطريقة ليست كما كانت في السابق، كما كان الجواهري وما احاطه من نجوم، فكان هو وثلة يثرون يجوبون الساحة المحلية العراقية والعربية إبداعا، إلا ان في النهاية أصبحت الكثرة اليوم تطغى على النجومية وعلى الكوكبية وعلى الكارزمية الأدبية.

المتلقي مرآة للنجومية
وفي ما يتعلق بالمتلقي ودوره في صنع الشاعر مكانة ودورا ونجومية يتحدث الخفاجي قائلا: مع هذا فانك لو تسألني فتقول لي هل هناك من يضاهي الجواهري؟ حتما سأقول كلا، لأن ساحة الابداع عندما توسعت آنذاك فان ذائقة المتلقي كانت هي أيضا قد توسعت بشكل كانت فيه ولادة قصيدة للجواهري يعني تحولها مباشرة في اليوم التالي الى قصيدة مترجمة فضلا عن انها ستتحول الى مادة عملية ومادة سياسية ونضالية في الشارع. فان زمن العمالقة هو زمن كانت فيه القصيدة الواحدة تحرك الجماهير من البصرة الى أقصى شمال العراق بل كانت بعض قصائد الجواهري تحرك العالم العربي من الاطلس الى عمان، فهكذا كانت القصيدة، واليوم فان القصيدة ربما لا تحرك الشارع التي تلقى فيه.

البيئة الأدبية والمستوى الثقافي
ينحو الدكتور الناقد خليل المشايخي منحا آخرا فهو يشير الى نقطة مهمة تتعلق بوسائل النشر والاعلام فضلا عن منحى الشعراء في هذا اليوم فيقول: ان أرض العراق ارض خصبة معطاء دائمة الاخضرار والخصب، دائمة العطاء، لكن ما ينشر في الصحف والمجلات او يطبع في ديوان وينشر لا ينم عن فهم جيد للمفردات التي يستخدمها او قد يكون فهمه لها غير كافٍ سواء كان الشاعر أو المسؤول عن النشر في الصحف والمجلات. فلا الشاعر أو المسؤول عن النشر يستطيع ان يميز بشكل دقيق، بين المطلق والمقيد، وبين العام والخاص وبين المادة البلاغية كالحقيقة والمجاز، والاستعارة والكناية على عكس الشعراء القدامى الذين كانت لهم معرفة ودربة ودراية باللغة الشعرية فقد كان النقاد العرب القدامى يطلبون ممن يجد في نفسه المقدرة على قول الشعر ان يحفظ شعر الشعراء الكبار الذين يشار لهم بالبنان قبل ان يبدأ بالنظم، فلذلك حفظ لنا التاريخ اسماء الكثير الكثير من الشعراء الذين كان شعرهم يهز الانسان من الاعماق حتى وان اختلف معه في الرأي، لكن شعره يطربك ويهزك من الاعمال.
كما يؤكد المشايخي على ان الشعراء القدامى كانوا يحترمون كل من يبدي ملاحظاته على شعرهم، أما الشعراء المحدثون فأكثرهم اذا ما بينت رأيك في شعره ونبهته على هفواته انفض عنك حاقدا وغاضبا وسوف تفقده كصاحب وصديق.
ويقترب رأي آخر يتماهى مع رأي الحيدري في كون البيئة هي عامل حاسم في تأهيل الشاعر وبناء أدواته الشعرية، فيعزو الشاعر ابراهيم الكعبي ذلك الانطلاق والبزوغ وتلك القدرة في الاستمكان من الشاعرية الى المستوى الثقافي والوعي الأدبي لدى الشاعر، فيقول: المستوى الادبي والثقافي في هذا الزمان يعاني انخفاضا شديدا من عام 1960 الى عام 2015 فلا نرى أي وجه تشابه بين هذه الفترة والتي سبقتها، وللمتتبع يمكن ان يرى كيف ان الناس كانوا لا يتلفظون اللغة العامية حتى في الاسواق والأندية أما الآن فنرى اللغة العامية أصبحت هي اللغة الرسمية حتى في التربية والتعليم، فكيف للشاعر ان يكون شاعرا نابغا عالما اذا نشأ منذ صغره وفي مرحلة تشكل النبوغ الأدبي لديه في بيأة تستهجن الفصيح ولا تعرف معانيه، إذ لا يمكن للشاعر ان يضيف لنفسه شيئاً بهذه البيئة، وبالرغم من ان النجف الأشرف هي منطقة اللغة العربية الناطقة بالضاد والوحيدة في الوطن العربي إلا انها لا تستطيع أن توفر جوا أدبيا لمن هو بمقتبل عمره اليوم، وهنا غابت فترة التكامل الادبي والفني للشاعر وتمكنه من اللغة والادب خلافا لما أتيح لسابقيه، فلو لاحظنا سيرة الجواهري فهو منذ السادسة من العمر يعيش بين الكتب الأدبية يتغذى لغة شعرية وصورا وبيانا وبلاغة، ولو ولد المتنبي بيننا اليوم لما استطاع ان يكتب الشعر وهو في الرابعة من عمره، فضلا عن ان الجمهور المتلقي لا يشجع الشاعر بان يكون شاعرا، فرأي الشارع انه إذا أردت ان تكون فقيرا فكن شاعرا، بينما كان الشاعر يجني ذهبا بشعره أما الان فلا يجني سوى الفقر والاستهزاء، لأنه يتكلم بلغة أجنبية، لأنه يتحدث بلغة فصيحة غير تلك العامية المستشرية.

البحث عن نهر جديد لمراكب الشعراء
وأشار الكعبي الى نقطة خلافية بين الشعراء التقليديين والحداثويين، في منحى الشعراء المحدثين ولجوئهم لشعر التفعيلة والنثر، في إشارة الى سطوة عمالقة الشعر وخلو الساحة من المنافسة معهم والبحث عن ملجأ للبوح يفضي لإبداع شعري بوجه آخر، فيقول: ان تدني المستوى الثقافي والصعوبة الشائكة في تعلم الأوزان والبحور دفع بالكثير من الشعراء الى الالتجاء لمنحى آخر من الشعر كالعامي وقصيدة النثر فضلا عن أن عدم القدرة على مزاحمة ومنافسة الشعراء الكبار أدى الى الاضطرار للبحث عن نهر جديد للسير فيه كما حصل في عهد الجواهري حين نحا الشعراء نحو التفعيلة ومنهم ـ بحسب رأي الكعبي ـ السياب ونازك الملائكة وآخرون، فيرى ان هؤلاء النوابغ اتخذوا مجرى آخر لمراكبهم الشعرية.

الكم الإعلامي والفني سرق الضوء من الشاعر
ومن الأدباء من يجد ان الثيمة تكمن في زاوية النظر عند تقييم أعلام الشعر ونجومه، فالمسألة ليست في الشعراء فحسب بل في من يسلط عليهم الضوء وفي خيارات المتلقي المتعددة التي يشد بعضها بعضا بعيدا عن الشعر والشعراء، فالموجودون لا يقلون أهمية عن سابقيهم من نجوم الشعر، فيقول الصحفي مسلم القزويني : لكل شاعر بصمة منفردة لا يمكن ان تتكرر فلا يمكن ان نجد في يوم من الايام جواهريا آخرا أو سيابا، لأن الشاعر يأتي لمرة واحدة، لكن إذا كان الحديث عن وجود شعراء كبار لهم مستوى فني عالٍ فبالتأكيد هناك من الشعراء اليوم من يصل الى مصاف متقدمة في هذا الجانب مع الفارق بان هناك في زمن الجواهري والسياب فرصة لأن يتقدم الشاعر اجتماعيا ويكون له موقع متميز في ظل وجود الكم القليل من الأمور التي تأخذ المتلقي بعيدا عن الشعر، فلم يكن هناك كم هائل من وسائل الاعلام وقنواتها المتعددة فضلا عن تعدد وسائل الاتصال والمعلوماتية التي نفت المتلقي الى عوالمها الواقعية والافتراضية، ففي ذلك الوقت كان الشاعر هو أحد أبرز أعمدة الحياة التي تجد لها مكانة كبيرة للظهور اجتماعيا في حين اليوم نجد هنالك العديد من المجالات التي من الممكن ان تطغى على صوت الشاعر ومكانته، ولكن هذا لا يمنع من ان هناك شعراء كبارا حفروا تجربتهم الشخصية بظروف صعبة وانا متأكد باننا سنجد غيرنا في السنين القادمة يتحدث عنهم كما نحن نتحدث اليوم عن الجواهري والسياب.

العراق ولود للمبدعين
ويرى الشاعر ماجد الشرع ما يراه القزويني والخفاجي والمشايخي في توفر الساحة الشعرية على المبدعين مبينا ان الخلل يكمن في التوجه الإعلامي فيقول: في كل عصر وأوان هناك أسماء مهمة ورائعة وجميلة ومبدعة ومتدفقة في العطاء والإبداع ولكن ربما لقصور في الإعلام وفي توجه وأولويات القنوات الإعلامية التي لم تغطِ هذه الأصوات المغردة شعرا التغطية المطلوبة والكافية لكي يبرزوا إبداعهم وتبرز طاقاتهم الخلاقة، وأنا أؤكد ان العراق ولود للمبدعين والمثقفين الكبار والشعراء الكبار ولاسيما النجف الأشرف هذه المدينة المعطاء لكل خير ولكل عطاء ولكل حلم جميل.
ويتفق الشاعر الحقوقي كاظم الحمداني مع هذا الرأي القائل بوجود شعراء نجوم كسابقيهم من عمالقة الشعر لكن الظرف الموضوعي لشعراء اليوم يخفت الأضواء ويضع ستارا أمام لمعانهم حين يقول: توجد قامات شعرية كبيرة في الساحة الأدبية في النجف الأشرف خصوصا وفي العراق عموما ولكن كثرة الأسماء وكثرة النشاطات الموجودة مع قلة تركيز الإعلام على نشاطاتهم الشعرية الذي يسلط الضوء على هذه القامات، بعضها دون البعض الآخر، وذلك في نمطية يتكرر التعتيم والتهميش بها في فروع اتحاد الادباء مما جعل الساحة الأدبية تبدو وكأنها تضيق بعدد مبدعيها من شعراء وغيرهم.

أمة تحتفي بالميتين فحسب
ويشير الشاعر وهاب شريف الى مسألة أخرى غاية في الأهمية هي سطوع نجم المبدع بعد موته كنمط تسلكه مجتمعاتنا، فلا يكرم الشاعر ولا توضع أعماله على طاولة النقد من قبل الباحثين والأكاديميين إلا عندما يفارق الحياة فيصبح عندها شاعرا معروفا وعملاقا إلا انه ميت، فبهذا الصدد يقول: ان السبب الرئيس لعدم وجود عمالقة أو نجوم كما حصل في القرن الماضي الآن هو تعدد وسائل النشر وتعدد المهرجانات فضلا عن كثرة عدد الشعراء إضافة الى ذلك نجد ان الذين اشتهروا غالبا ما تكون شهرتهم تلك بعد مماتهم أو في أواخر أعمارهم، فنحن أمة تحتفي بالميتين، مع الأسف، وفي حياة الشاعر لا يجد من يهتم به ويسلط الضوء عليه كما يجب وكما يستحق، كذلك هناك مسألة مهمة علينا الاطلاع عليها لنتعرف أكثر على من يقع في دائرة الضوء، وأقول انها المجاملات والصداقات بين الشاعر والسلطة والإعلام، أو من خلال تبادل منفعة الشهرة بين الشعراء بطريقة سلط الضوء عليّ فأسلط الضوء عليك، اكتب عني واكتب عنك، تدعوني وأدعوك، هذه المقايضة في تسليط الأضواء هي ترويج ودعاية قد لا تعكس حقيقة الحضور والإبداع، ويبقى الشاعر المتميز والمتفرد هو الذي يحظى بأكثر عدد من المحبين والمتابعين والقراء، وهو بهذا الرأي يقترب من الشاعر الحمداني في رأيه.
العولمة و العامل الاقتصادي لا تؤهلان للعملقة
وفي مسألة بناء النص ومتانته وجودته في مقارنة مع هؤلاء العمالقة والظرف الموضوعي لذلك التمييز يقول الخفاجي: اما على صعيد بنية الشعر فما زال الشعر قويا ولكن النجومية قليلة بسبب المتغيرات التي طرأت على الشارع العربي والعراقي تحديدا، وهذه المتغيرات منها العامل الاقتصادي والعامل الآخر هو العولمة. لم تكن العولمة شيئا مألوفا مع الشعر ومتلقيه إذ ان المقولة التي تردد دائما في ان العالم قرية صغيرة، فان هذه القرية الصغيرة ليست مؤهلة كي تتعملق فيها النجوم الشعرية بل حتى النجوم الروائية بالرغم من ان العراق ظل رمزا للنجومية الشعرية فكذلك هو للسرد فالنجومية متشعبة فيه ومتجذرة.

نشرت في الولاية العدد 100

مقالات ذات صله