قسم اللغة العربية في كلية التربية الأساسية

فائق الشمري

في تجربته الثانية للدراسات العليا يواصل قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية في جامعة الكوفة مشواره الأكاديمي المتميز بإعداد متخصصين في مجال فلسفة اللغة العربية وآدابها، فبعد ان استحدثت الكلية دراسة الماجستير في قسم (اللغة العربية وآدابها) للعام الدراسي 2015-2016، بعد توفير الملاك التدريسي بشكل متكامل من الألقاب العلمية بدرجة بروفسور ودرجة أستاذ مساعد.. هاهو القسم يواصل مشواره في مجال البحث الأكاديمي بدورة ثانية مميزة بقبول أكبر عدد ممكن من الطلاب ممن توفرت فيهم الكفاءة والأهلية، وإتاحة الفرصة لهم من اجل رفد الساحة العلمية بحملة الشهادات العليا..

عن بدء هذه التجربة العلمية في تخصص اللغة العربية والكشف عن أهم الأهداف والخطط المعدة للعام الأكاديمي 2017- 2018، قالت الدكتورة ابتسام المدني عميد كلية التربية الأساسية بجامعة الكوفة: أهم ما يميز دورة هذا العام هو قبول سبعة عشر طالبا في الدراسات العليا، وهو رقم كبير قياسا بالأقسام المناظرة، إلا أن الكلية أخذت على عاتقها في قبول هذا العدد تحدياً جديداً، فضلا عما هو موجود من تحديات مع حداثة التجربة، والحرص على توفير مناخات مناسبة لتنمية مهارات الطلبة وصقل توجهاتهم ورعاية طموحاتهم وتزويدهم بمادة علمية مركزة من خلال توفير ثلة من خيار الملاكات التدريسية في جامعة الكوفة من حملة الألقاب العلمية بدرجة بروفسور ودرجة أستاذ مساعد.. وكما هو معروف، فإن الراعي لعملية تأهيل طلبة الدراسات العليا إذا كان معروفا بسيرته العلمية يكون أكثر قدرة على حاجات هذا العمل الخلاق وإعداد كوادر قادرة على تحمل مسؤولياتها، وبالفعل شرعنا بالعمل ووفوفقنا الله سبحانه إلى السير بثبات نحو الأمام، فالكلية اليوم من الكليات التي تنعقد عليها آمال محافظة النجف الأشرف، وأملنا كبير بأن مخرجات هذه الكلية أهل لتلك الآمال.
وقال الدكتور عدي الحجار، معاون العميد للشؤون العلمية بكلية التربية الاساسية: تجربة الدراسات العليا في كلية التربية الاساسية هي تجربة فتية واكبت التطور الحاصل فيها، اذ فور تخريج الدفعة الثانية من طلبة الدراسات الأولية في كلية التربية الأساسية في قسم اللغة العربية باشرت ملاكات القسم بالتقديم لفتح الدراسات العليا وحصلت الموافقة بالفعل وكانت لنا تجربة ناجحة في الدورة الأولى ونحن اليوم في التجربة الثانية وهي تمضي بنجاح تام والحمد لله.. فالكلية جادة في سياستها الاستراتيجية والمستقبلية بفتح أقسام للدراسات العليا ومتابعة خريجيها لإدخالهم وإشراكهم في هذه المنظومة التي تعمل على تطوير قابلياتهم العلمية وبالتالي زج كفاءاتهم التي يعتد بها ضمن مفاصل المؤسسات التعليمية سواء جامعية كانت ام غير جامعية لتحسين واقع الحال المعرفي في مجتمعنا وهذه ضرورة ملحة من ضرورات الحياة.
وفي لقاء معه، قال د. عصام الغالبي، رئيس قسم اللغة العربية بكلية التربية الأساسية ورئيس لجنة الدراسات العليا فيه: إن كلية التربية الأساسية حريصة على مواكبة التميز العلمي في جامعة الكوفة والإسهام في نهضة الواقع الثقافي في البلد والعناية بقنواته، ولعل فتح باب الدراسات العليا في قسم اللغة العربية يعد رافدا جديدا وإساهما حقيقيا بإعداد جيل جديد من الأساتذة في هذا التخصص المهم.

كلية التربية الأساسية ومشوار التحديات
وعن مشوار التحديات ورحلة إثبات الذات لكلية التربية الأساسية منذ تأسيسها حتى اليوم تقول الدكتورة ابتسام المدني: من تلك الأمانات الجسام عمادة كلية التربية الأساسية في جامعة الكوفة. فقد وضعت جامعة الكوفة تلك الأمانة بثقلها بين يديّ منذ أن كانت فكرة تدور في ذهن السيد رئيس جامعة الكوفة السابق ووزير التعليم العالي الحالي: الأستاذ الدكتور عبد الرزاق العيسى، إذ كلفني برئاسة لجنة لوضع دراسة فتح كلية التربية الأساسية, وكانت اللجنة بعضوية كل من الأستاذ المساعد الدكتور رزاق عبد الأمير مهدي، والأستاذ المساعد الدكتور علي حجي.. وبفضل الله سبحانه وتعالى تم وضع الدراسة بالوجهة السليمة مما جعل وزارة التعليم العالي توافق على ذلك الفتح بصورة مباشرة . ثم كلفني الدكتور عبد الرزاق العيسى بالعمادة أيضا. وكانت موافقتي تحديًا كبيرًا للمصاعب. فأول عميدة امرأة في جامعة الكوفة أمر يحمِّل أعباءً فوق أعباء العمادة نفسها. ولكن – ولله الحمد – فقد وفقني ربي لتكوين الهيكل التأسيسي لهذه الكلية باختيار ثلة من خيار تدريسيي جامعة الكوفة، فتواصينا بالحق وتواصينا بالصبر على صالح الأعمال, فوفقنا الله سبحانه إلى السير بثبات نحو الأمام.. فالكلية اليوم من الكليات التي تنعقد عليها آمال محافظة النجف الأشرف، فهي أول كلية في الجامعة خرجت معلمين يحملون شهادة البكالوريوس في التعليم الأساسي، وتعمل الآن على تخريج الدفعة الأولى من حملة شهادة الماجستير في تخصص اللغة العربية وآدابها، وتعمل إن شاء الله على استكمال متطلبات فتح باب الدراسة العليا في تخصص الدراسات الإسلامية وسد النقص الكبير بهذه التخصصات المهمة.

طموح لا يتوقف
لا يمكن للطموح أن يتوقف في كلية التربية الأساسية، والعمل جار على قدم وساق بهذه الكلمات أكد الدكتور عدي الحجار بالقول: بعد استكمال فتح باب الدراسات العليا لقسم اللغة العربية وآدابها، الكلية اليوم بصدد العمل على تطوير هذه التجربة والعمل على أن يكون هناك تخصصان دقيقان أحدهما لدراسة اللغة وآخر لدراسة الأدب، فالطلبة الان يدرسون الأثنين معا.. كما نعمل إن شاء الله على تهيئة مستلزمات الشروع بفتح الدراسات العليا ومنح شهادة الدكتوراه في قسم اللغة العربية بعد تخرج الدفعة الأولى ان شاء الله وهو من ضمن الاستراتيجيات الموجودة في الكلية.
هذا من جانب، ومن جانب آخر تعمل الكلية وبشكل حثيث على فتح باب دراسة الماجستير لقسم التربية الإسلامية والطلب الان في وزارة التعليم العالي لعرضه على هيأة الراي لغرض المصادقة على المقترح وتوفير الفرصة الى خريجي هذه الكلية لمواصلة دراستهم العليا..
وأضاف: تأمل الكلية بهذا العمل سد النقص الكبير في الاختصاصات الشرعية، فنحن والى أمد قريب نجد أن الأصل في حصول الطالب على هذه التخصصات هو كلية الفقه الى ان فتحت كلية الدراسات القرآنية في بابل وكلية الدراسات الإسلامية في كربلاء ولاتزال هذه لاتسد الحاجة بدليل أنه إذا أردنا أن نفتح قسما بالإختصاصات الشرعية نجد صعوبة بالغة وكبيرة في توفير التخصصات التي تعمل على فتح مثل هكذا دراسة.
من كل هذا نحن نطمح لتهيئة ملاك كفوء متخصص وعلى مستوى عال من الرصانة لخدمة المجتمع، ذلك أن توفير الكفاءات من شأنها ان تنحدر الى الأفراد الذين يفيدون من هذه الكفاءات، فالطلاب يتأثرون بالأستاذ فاذا كان على مستوى عال من الكفاءة ويستطيع أن يبلغ رسالته المكلف بتبليغها الى طلبته هو بالتالي ينعكس إيجابا على المجتمع في كل مجالاته، سواء كان هذا العمل تعليمياً تربوياً أو أي عمل تنظيمي إداري آخر والكفاءة ستنتقل بحكم ممارسته وبحكم احتكاكه بحكم التجربة وبالتالي جاءت على المجتمع بالفائدة.

قسم اللغة العربية.. قسم الضاد
كشف د. عصام الغالبي، رئيس لجنة الدراسات العليا، ورئيس قسم اللغة العربية في كلية التربية الأساسية، عن أهم الأهداف التي يعتزم قسم اللغة العربية تحقيقها بالقول: أسس القسم مع تأسيس الكلية في الشهر السادس 2009م، ليكون أول قسم يفتتح في الكلية مع قسم القرآن الكريم والتربية الإسلامية، وضم في انطلاقته الأولى رئيس القسم الدكتور حسن حميد فياض ثم تبعه بعد ذلك الدكتور ميثم الحمامي، ويمنح القسم شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، وقد استقبل طلبته في السنة نفسها.. إذ يسعى القسم إلى أن يمتلك طلبته عند تخرجهم المهارات اللغوية، والمعارف الأدبية، وطرائق التدريس المناسبة لممارسة عملهم مع الفئات العمرية الصغيرة الممتدة من الصف الأول الإبتدائي وحتى الثالث المتوسط.
وعن تفاصيل أنشطة القسم، يضيف قائلاً: قام القسم بمجموعة من النشاطات أهمها: خصص القسم في كل أسبوعين يومي الأثنين والثلاثاء ليكون فيهما حلقات نقاشية تعنى في اليوم الأول بمناقشة عناوين البحوث التي يقدمها طلبة الماجستير وبيان مدى أهليتها وفائدتها، ويعنى اليوم الآخر ببحوث الأساتذة التدريسيين ممن هم على ملاك القسم.
كما خصص القسم صفحة رسمية على مواقع التواصل الإجتماعي لتكون حلقة التواصل العلمي والإداري بين القسم العلمي وتدريسيه من جهة وطلبته من جهة أخرى.
فضلا عن إقامة مؤتمرات منها: ((مؤتمر اللغة العربية وتحديات العصر، الإسهام في مؤتمر نهج البلاغة سراج الفكر وسحر البيان، الإسهام في مؤتمر القرآن الكريم وقضايا العصر)).

نشرت في الولاية العدد 104

مقالات ذات صله