وحدة الدفاع المدني في العتبة العلوية.. مهمة إنسانية نبيلة

DSC05685

حمود الصراف

تقوم وحدة الدفاع المدني في العتبة العلوية المقدسة بمهمة إنسانية نبيلة نظرا لطبيعة واجباتها المتمثلة بحماية أرواح الزائرين والمواطنين وصون ممتلكاتهم من الأخطار التي قد تحدق بها.
ولم يدخر أبناء هذه الوحدة جهدا في نشر الوعي والثقافة الخاصة بالدفاع المدني لكل من له صلة بهذا الأمر لدفع الضرر قبل وقوعه، لأن الوقاية خير من العلاج، فضلا عن تطوير كوادرهم في مجالات إطفاء الحرائق والإسعافات الأولية وعمليات الإنقاذ.

 

تعد وحدة الدفاع المدني في العتبة العلوية المقدسة من الوحدات التابعة إداريا لقسم الآليات، وقد تم تشكيلها في بداية عام 2013، يعمل كادرها على مدار أربع وعشرين ساعة لضمان تواجد خدمات الوحدة في اي حالة طارئة قد تحدث في العتبة العلوية او في محيطها.
وللوقوف على مهام هذه الوحدة ونشاطاتها تحدث مسؤولها الأستاذ رحيم حياوي قائلاً: عملنا الرئيس في المرقد العلوي المقدس يختص بإخماد الحرائق في حالة حدوثها بأشكالها كافة, فضلاً عن تقديم الإسعافات الأولية للإصابات التي قد يصاب بها الزائرون، وبخاصة في أثناء ازدحام الزائرين في الزيارات والمناسبات المختلفة .
ولاداء هذه المهمة بشكلها الافضل فقد جُهّزت الوحدة بأربع عجلات، الأولى عجلة اطفاء كبيرة ذات مواصفات متطورة، وثلاث عجلات حديثة ذات حجم صغير تبقى مرابطة حول العتبة العلوية المقدسة، وهذه العجلات جميعها مهيأة للعمل في حالة الطوارئ في جميع الأوقات, ونحن مستعدون لمواجهة أي حريق مهما كانت شدته بسبب قدرة وخبرة عناصر الوحدة لمعالجة الأزمات وتقليل الخسائر.
واكد الاستاذ حياوي على ان الشعبة حرصت على توفير انابيب الاطفاء المختلفة الانواع في ارجاء العتبة كافة مع الحرص على ادامتها، ووفرت نوعاً خاصاً من هذه الاطفائيات تحتوي على مادة CO2 لمعالجة الأجهزة الحساسة مثل منظومة كاميرات المراقبة في العتبة المقدسة.

DSC05690

أنواع الحرائق المرصودة:
شخصت وحدة الدفاع المدني في العتبة العلوية المقدسة أنواع الحرائق التي قد تصاب بها العتبة ومحيطها من اجل أن تكون على أهبة الاستعداد لمواجهتها.
وفي هذا الصدد قال الأستاذ رحيم حياوي: تصنف الحرائق بحسب طبيعتها الى درجات، منها الدرجة الأولى التي تختص بالقطن والخشب وما يصنع منه من أثاث وشبابيك وأبواب وغيره، وفي أرجاء العتبة العديد من هذه المواد.
والنوع الثاني الحرائق التي تصيب النفط ومشتقاته وهذه المواد موجودة في مرآب العتبة في سيارات المنتسبين والآليات التابعة للعتبة العلوية المقدسة والمشتقات النفطية الموجودة في مضيف العتبة للزائرين، فضلا عن أنابيب الغاز والمولدات الموجودة في الفنادق التابعة ملكيتها للعتبة المقدسة.
وهذا يتطلب منّا توفير اطفائيات صغيرة للغرف وأخرى خاصة باطفاء حرائق الوقود، وهنالك نوع آخر من الحرائق نحن غير معنيين به لأنه يخص حرائق المناجم وهو غير موجود في أقسام العتبة ومحيطها.

DSC05688

مشاريع تطويرية للوحدة:
للوحدة سعي لافت لتطوير منتسبي العتبة من خلال ادخالهم في دورات خاصة حول كيفية التعامل مع الحرائق المفاجئة لحين وصول وحدة الدفاع المدني لمعالجة المشكلة، وقد افتتحت دورات توعية لمنتسبي مكتبة الروضة الحيدرية للحفاظ على التراث الموجود في المكتبة، وادخال منتسبي اذاعة العتبة في دورة توعية أيضاً للحفاظ على الأجهزة الموجودة في الاذاعة، فضلا عن الموظفين الموجودين في الفنادق التابعة للعتبة.
من جانب آخر فإن وحدة الدفاع المدني حريصة على تطوير كفاءة منتسبيها من الناحية البدنية والفنية والتجهيزية، وفي هذا الصدد اكد الاستاذ رحيم حياوي قائلا: أقيمت دورات بالتنسيق مع مديرية الدفاع المدني لمحافظة النجف الاشرف من أجل تطوير مهارات منتسبي الوحدة وزيادة كفاءاتهم، ومن الجانب الفني فقد تم تجهيز الوحدة بأجهزة حديثة من مناشئ عالمية راقية، ونسعى لفتح ورشة متخصصة لملء مطافئ العتبة العلوية المقدسة.

DSC05691
أهم نشاطات الوحدة:
حول المشاركات والنشاطات الفعلية التي أسهمت بها وحدة الدفاع المدني أكد رئيس الوحدة قائلا: شارك منتسبو وحدة الدفاع المدني التابعة للعتبة العلوية المقدسة بمعالجة الحريق الذي حصل في صحن فاطمة(عليها السلام) في أثناء الإنشاء، وقد كان الحريق من الدرجة الأولى، وقد قامت الوحدة باخماده باستخدام عجلة الاطفاء الكبيرة بسرعة فائقة، وقد أشاد المختصون بهذا الانجاز الذي اتسم بالسرعة الفائقة وفي المهارة التي اتصف بها منتسبو الوحدة، وقد قدمت لهم كتب شكر من مدير الدفاع المدني في المدينة.
وأضاف الاستاذ حياوي قائلا: كانت لنا مشاركة مميزة أيضا في عملية الإخلاء بمنطقة مظلوم عندما جرف المنطقة السيل القادم من جهة السعودية وقد كان تواجدنا هناك على مدار 24 ساعة، وقد قسمنا واجباتنا مع مديرية الدفاع المدني التابعة لمحافظة النجف الاشرف في عملية إنقاذ العوائل, وشاركنا أيضاً في إخماد الحريق الذي شبَّ في مؤسسة الإمام الخوئي فضلا عن مشاركة وحدة الدفاع المدني في إخماد الحرائق التي تنشب في البنايات والفنادق القريبة من الصحن العلوي التي غالبا ما تكون أسبابها مولدات الكهرباء أو التماس الكهربائي.

 

نشرت في الولاية العدد 80

مقالات ذات صله