المقرئ أحمد النجفي

IMG_0158

مرتضى الخزاعي

الشباب هم تجسيد لحيوية الامة وقوتها ونشاطها، بل الشباب قوة قادرة على التغيير والبناء، وطالما بيـّن القرآن الكريم وأكد على هذه الحقيقة.
ولدينا في المجتمع الكثير من الشباب الذين لعبوا هذا الدور الفاعل في المجتمع، وبخاصة اولئك الذين اتخذوا من صراط القرآن الكريم منهجا لتحقيق نجاحات باهرة، فامتزج القرآن بلحمهم ودمهم فصاروا تجسيدا له على ارض العمل.
وفي هذا الصدد، كان للولاية حوار مع أحد شباب القرآن.. ذلك هو الاستاذ احمد جاسم النجفي المقرئ في العتبة العلوية المقدسة.

إطلالة على السيرة الذاتية
أحمد جاسم محمد النجفي، من مواليد 1987 م، ولد في أسرة قرآنية، فمنذ أن أبصر النور وهو يرى والده الشيخ جاسماً النجفي قارئا للقرآن الكريم، فنهج نهجه منذ الصغر، إذ بدأ مسيرته مع القرآن الكريم منذ نعومة أظفاره.. تخرج من كلية الفقه باختصاص علوم القرآن الكريم.

ما أهم النشاطات القرآنية التي قمتم بها؟
– أكبر نعم الله علي هي خدمة أمير المؤمنين(عليه السلام) والتشرف بقراءة القرآن والأذان في مئذنة المولى علي بن ابي طالب(عليه السلام)، ولي نشاطات أخرى، فبعد الحركة القرآنية التي حدثت بعد انقلاب النظام المقبور، استطعت مع اخوتي الشباب القراء تأسيس جمعية القرآن الكريم في النجف الأشرف التي كانت بمثابة قطب الحركة القرآنية في النجف الأشرف.
المعهد القرآني ومحاضرات اكاديمية
استطعت بفضل الله تعالى ان أؤسس المعهد القرآني النموذجي للقرآن الكريم، الذي حمل على عاتقه نشر علوم القرآن الكريم، وكنت مديرا للمعهد لسنتين متواليتين، وفي الوقت نفسه كنت اعطي محاضرات في الكلية الإسلامية الجامعة قسم الدراسات القرآنية واللغوية.

مؤلفات وبحوث
لي بحمد الله تعالى مؤلفات وبحوث عديدة، منها: كتاب المفيد في علم التجويد، وكتاب الدراسات التجديدية في احكام النون الساكنة والتنوين، وكتاب مخارج أصوات العربية وصفاتها عند القدماء والمحدثين، وكتاب شرح ابيات محمد علي القارئ في أصول ظاءات القرآن.

لولا القرآن لما كنّا
القرآن الكريم هذا السفر الخالد الذي أخرج الناس من الظلمات الى النور بإذن ربهم، اذ اهتدى بهديه المهتدون، وما وجودنا الا لخدمة هذا الكتاب المقدس، فلولا القرآن لما كان لوجودنا أثر، فالقرآن الكريم كل شيء لنا اذ بفضله صرنا والآن بفضل القرآن أنا بجوار أمير المؤمنين عسى ان اكتب من خدامه.
والقرآن نجاة لنا جميعا، وعلى الشباب التمسك بالقرآن وان لا يبتعدوا عنه، فليجعل الشباب المسلم هويته القرآن الكريم وتعاليم أهل البيت(عليهم السلام) نصب عينيه، فمن اتخذ من كتاب الله دستوراً عمليا له فهو الأقرب لله تعالى حتما.
ما رأيكم في دور المؤسسات القرآنية في المجتمع
المؤسسات القرآنية اذا ما حملت اهدافا سامية وواضحة فانها حتما ستجذب الشباب من أصحاب المواهب والرغبات وذوي الأصوات الحسنة لتعلم القرآن وتلاوته، وهذا يعمل على خلق جيل قرآني.
ولكن يجب أن تعمل هذه المؤسسات أولا على جعل القرآن حاضرا في السلوك الإنساني حتى نحقق الهدف من وجودنا قال تعالى: (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَـةً) إذ لا يمكن ان نكون خلفاء الله في ارضه ما لم نلتزم بالقرآن الكريم.

ما أهم الوسائل لتطوير القدرات القرآنية لدى الشباب من وجهة نظركم؟
يجب أولا ان نخلص العمل لوجه الله تعالى وأن نتوكل عليه في كل الأمور، وكذلك ان لا يسأم الشباب من بطء تعلمهم للقرآن الكريم، وان يلتحقوا بالدورات القرآنية التي تقيمها المؤسسات المختصة للإفادة من تجارب الآخرين، وأن لا يغتروا بتحصيل العلم بداعي الكمال، فالكمال لله تعالى وحده، وقد قال عز وجل: (وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً) والمهم ان يبتعدوا عن العجب الذي يمنع الازدياد.

كلمة اخيرة توجهونها للشباب:
ينبغي على الشاب الإفادة التامة من كل البرامج المعرفية حتى يكسب ثقافة عامة يستطيع ان يتجنب بها مزالق المجتمع كافة، وكذلك ينبغي عليه ان يوجه تلك القدرات لرد الشبهات ويوظفها لخدمة مذهب اهل البيت(عليهم السلام) الحق، وكذلك عليه أن يتجنب التشبه بالغرب من خلال ملبسه وطريقة كلامه فضلا على حركاته وسكناته، وان يقتدي بدلا عن ذلك بالأئمة الأطهار، وفي مقدمتهم سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين وولده علي الأكبر(عليهما السلام جميعا).

نشرت في الولاية العدد 84

مقالات ذات صله