الحاج خالد شنون نائب الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة

JZ2A0696

لقاء: شاكر القزويني

إن حب النبي محمد «صلى الله عليه وآله وسلم» وأهل بيته الأطياب عليهم السلام أمر واجب وقربى نتقرب بها الى الله تعالى وأن خدمتهم تعادل كنوز الأرض فهم سفن النجاة والشفعاء يوم لا ينفع مال ولا بنون..
من بين خدمة زوار الإمام امير المؤمنين «عليه السلام» الذين يتسابقون لنيل شرف الخدمة في ميدان «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون».. يقف اليوم معنا بين أسطر مجلة (الولاية) الحاج خالد هادي شنون نائب الأمين العام للعتبة العلوية المقدسة متحدثا ومحاورا في بعض أوجه ذلك العمل الذي تقبله الله قربانا في محبة صاحب المشهد المقدس علي بن أبي طالب عليه السلام، فكان لنا معه هذه الكلمات:ـ

ما أهم واجباتكم ومسؤولياتكم في العتبة؟
إن أهم الأعمال الموكلة لنا كنائب للأمين العام للعتبة هو انجاز البريد الاداري للاقسام ومتابعة الأقسام التي أشرف عليها (الادارية – حفظ النظام- النسوية – الخدمية).. وكذلك متابعة أعمال شركة فيض القسيم باعتباري رئيس مجلس الادارة في الشركة وعلي أن أكون متواصلا مع المختصين سواء كانوا فيها كمنتسبين أم أولئك الذين نتعاطى معهم لتنفيذ مشاريعنا، فيقع على عاتقي متابعة مشاريع العتبة التي هي قيد الانجاز أو التي تنوي العتبة إنجازها وتسهيل الاجراءات الادارية والتعاملات حسب الضوابط القانونية في العتبة وخارجها من القوانين الحكومية المعمول بها على قدر تعاطينا معها، فضلا عن مهامنا باستقبال الوفود القادمة الى المرقد العلوي المقدس والتعاطي معهم حسب ما يقتضيه توجههم من هذه الزيارة كالوفود الرسمية والشخصيات المهمة والمستثمرين فيكون واجبا علينا القاء الضوء على أهمية هذه الواحة المباركة ودورها التاريخي والعقائدي والحضاري والانساني على مدى الدهور فضلا عن شرح آلية عمل العتبة وأهم واجباتها والتباحث بما يرفع من مستوى خدمة الزائرين الى حيث نطمح من واقع احساسنا ومسؤوليتنا لهذا الواجب المقدس..
ما المشاريع المستقبلية التي تخططون لها او تلك التي قيد الانجاز؟
بعد تسلمنا مهام العمل في الامانة العامة للعتبة العلوية المقدسة مع سماحة الامين العام السيد نزار حبل المتين والسادة أعضاء المجلس تم وضع رؤيا مستقبلية لعمل العتبة وقد أخذ بنظر الاعتبار المشاريع قيد الانجاز والتي كانت الاولوية لها مثل مشروع صحن فاطمة الزهراء عليها السلام والمجاميع الصحية ومجمع قنبر السكني ومستشفى الامام علي عليه السلام وغيرها، فوضعت دراسة عن كل مشروع محدداً فيها مراحل انجازه وضمن الخطة المستقبلية للعتبة، فوضعنا في حسباننا أولا المشاريع الاستثمارية لغرض تقويم وتطوير مستوى العمل في العتبة وكذلك المشاريع الخدمية مثل مدينة الزائرين الواقعة في الطريق الحولي ومشروع المجاميع الصحية في شارع الطوسي وبداية شارع زين العابدين وكراجات سيارات الزائرين، هذا في جانب المشاريع المستديمة لرفع المستوى الخدمي تجاه الزائر الكريم فضلا عن مشاريع تحولت الى واقع إبان الزيارات المليونية والتي استطاعت أن تمتص الزخم الهائل لحاجات الزائرين.

ما قولكم وتقييمكم للجهود الاستثنائية التي قامت بها العتبة العلوية المقدسة وكوادرها في الزيارات المليونية الاخيرة؟
من الطبيعي أن كل ما نقدمه من خدمات للزائرين الكرام لم يصل الى المستوى الذي نطمح أن نقدمه من خدمة للزائرين.. ولكن ما قامت به العتبة العلوية المقدسة خلال زيارة الاربعين ووفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه واله من فتح ستة مواكب ضمن المدينة القديمة ومحيطها كان له مكانة خاصة لدى الزائرين حيث كانت الجهود المبذولة من جميع منتسبينا استثنائية من إعلام وخدمات وأمنية وإطعام وأمور صحية وغيرها مما جعل الزائرين يؤدون مناسك الزيارة في يسر في أجواء مشحونة بقدسية المناسبة العظيمة والمكان الذي حمل فجر العقيدة الحقة والانسانية الفذة الصالحة والسيرة العبقة المضيئة.
ولا بد من الوقوف على الدور المشرّف الذي قام به منتسبونا جميعهم وبكل اختصاصاتهم من انجاز الاعمال الموكلة لهم والسهر على راحة الزائرين بدون كلل أو ملل رغم أن بعضهم من أصحاب المواكب الخاصة بهم أو بأسرهم إلا إنهم أبوا أن يتركوا العتبة العلوية ملبين واجب الخدمة المقدسة.
ماذا كان دوركم الاساس وبمن انحصر تركيزكم في هذا الواجب المقدس؟
حسب توجيهات سماحة السيد الامين العام بأن يكون أعضاء مجلس الادارة مشرفين على المواكب الستة للعتبة وكذلك تشكيل لجنة خاصة بالزيارة وكنت رئيس اللجنة فقد قمست عملي الى قسمين خدمي وأمني..
الخدمي تحدد بالمتابعة مع السادة اعضاء المجلس واللجنة لغرض توفير كل ما تحتاجه العتبة من مواد غذائية وماء شرب وبطانيات وسرادق وسيارات نقل للزائرين وسيارات حمل ومفارز طبية وكل مستلزمات الزائرين وبالتنسيق مع بلدية طهران لهذا الغرض.
وكان الشق الثاني هو الاهم حيث انه يتعلق بأرواح الناس وسلامتهم من الأذى فحفظ الامن حاجة لا مناص منها، حيث تم الاجتماع مع قيادة عمليات الفرات الاوسط وقيادة شرطة المحافظة والجهات الامنية في المحافظة ومحافظة كربلاء من اجل توفير سبل الامن، وكذلك قمنا بوضع آلية تضمن انسياب العجلات ذهابا وإيابا بين كربلاء والمحافظات الجنوبية، وكذلك التنسيق مع قيادة فرقة الامام علي عليه السلام لواء المصطفى لغرض تأمين حماية الكراجات الخارجية والخط الاستراتيجي.

ما كانت قراءتكم بالنسبة للزائرين ولاسيما القادمين من خارج العراق فيما يتعلق بمستوى رضاهم لما قدم لهم من خدمات اختصت بها العتبة العلوية المقدسة؟
إن الدور الكبير الذي قامت به العتبة العلوية المقدسة لاستقبال الاعداد الكبيرة للزائرين من الخارج ابتداءً من مطار النجف الأشرف وتهيئة السكن وارشادات السير الى كربلاء المقدسة وتقديم الخدمات الضرورية لهم له دلالات كبيرة جدا على أن نهج أهل البيت هو الطريق الصحيح الذي رسمه رسول الرحمة محمد صلى الله عليه واله في بث الرحمة والالفة بين المسلمين وجعل مكارم الأخلاق منهجا في تعاملاتنا وعلاقاتنا وان من عظيم محبتنا لعترته الطاهرة أننا نتقرب لله تعالى بخدمة من يحبونهم ويقصدونهم من كل بقاع الأرض ليعبدوا الله الواحد الأحد في هذه البقعة المباركة، فإننا أنما هنا نعمر مساجد الله ونعظم شعائره، سائلين الله تعالى القبول، ولأن شكر المخلوق من شكر الخالق فقد لاحظنا أن الزائرين جميعا قد أعربوا عن شكرهم وتقديرهم لما قدمته العتبة العلوية من عديد الخدمات وتنوعها لهم، وكان لنا لقاءات مع شخصيات من مختلف الجنسيات الاجنبية والعربية الذين ثمنوا وقيموا هذه الخدمات واعتبروها لا تقدم الا من الذين نذروا انفسهم لخدمة آل البيت عليهم السلام وكانوا يبتهلون لله تعالى داعين للجميع بالتوفيق والسداد لهذه الخدمة لنيل الأجر العظيم يوم الدين.

عمل تعتزون به قدمتموه أثناء أداء واجبكم في خدمة أمير المؤمنين عليه السلام؟
أنا كلي فخر أن انتسب لخدمة أهل البيت عليهم السلام.. وأن أعمل عملاً دؤوباً خالص النية لأكثر من (11) عام في خدمة سيدي ومولاي أمير المؤمنين عليه السلام هو لشرف يرفعنا الى عنان السماء فبه تقر أرواحنا وعليه نعول في آخرتنا مع ما لنا من طاعات مخلصة وعمل صالح يرتجي مرضاة الخالق، واني في كل ما قدمته في هذه العتبة المقدسة ما هو الا جزء يسيرٌ من فضل الله علينا، وأن تدرجي في سلم خدمة أمير المؤمنين عليه السلام من استلام المهام الادارية وأن اتشرف بأن أكون آمر لواء المصطفى فرقة الامام علي عليه السلام ونائب الامين العام في العتبة العلوية المقدسة فكل هذا التوفيق ما كان الا نتيجة مرضاة الله عز وجل ومرجعيتنا الرشيدة، فإن وجودي مع خدمة أمير المؤمنين في الكيشوانيات لاستقبال الزائرين الكرام لهو أشرف عمل أفتخر به.

بم توصي منتسبي العتبة العلوية المقدسة وماذا تحب أن تضيف من كلمة للقارئ الكريم؟
أولا أوصي نفسي وأخواني وأبنائي منتسبي ومنتسبات العتبة العلوية المقدسة أن يكون جميع عملنا هذا قربة الى الله تعالى، وأن يكون الغاية منه عكس الصورة الحقيقية لأخلاق أهل البيت عليهم السلام بما يمثل المسلم الخادم الحقيقي للعقيدة والمودة للقربى، قربى رسول الله صلى الله عليه وآله، متجسدا ذلك بخدمة أمير المؤمنين عليه السلام سيد الوصيين، فيكون الانسان المسلم بهذا المرآة العاكسة لنهج القرآن الكريم الذي اختطه الرسول الكريم صلى الله عليه واله بالتحلي بالاخلاق العالية والتسامح والابتعاد عن كل ما لا يرضي الله ورسوله، وأسأل الباري ان يديم هذه النعم ويزيل النقم ويجعل عراقنا والامة الاسلامية في أمن وأمان .. إنه سميع مجيب.

نشرت في الولاية العدد 91

مقالات ذات صله