(ام ميس) كفاح الشيخ احمد الوائلي

13549298_294536397564541_1889486144_o

اجرى اللقاء: رملة الخزاعي

تعدُّ المؤسسات التي تعنى بشؤون المرأة عاملاً مهماً للنهوض بواقع المرأة وبخاصة غير المتعلمة، فالمجتمع احوج مايكون الى الثقافة على المستوى الاجتماعي والديني،ومعلوم ان المجتمع لا يرقى الى المستوى الحضاري مالم تكنْ نساؤه على مستوى من الثقافة والاطلاع كونه المصنع الذي تمده برجاله..
مؤسسة بنت الهدى واحدة من المؤسسات المهمة التي خدمت الشريحة النسوية بشكل كبير، تديرها الأخت كفاح الشيخ احمد الوائلي (ام ميس) المختصة بعلوم القرآن واللغة وتستمد من منهج والدها فارس الساحة الخطابية (الشيخ احمد الوائلي) مسارا تخدم فيه المرأة من خلال رسم خطة تهدف الى النهوض بها الى مصافي الكمال.. مجلة الولاية التقت بها وكان هذا اللقاء:

المؤسسة العائلية كيف تبني امرأة المستقبل؟

الاسرة لها دور كبير في تنشئة الابناء فإذا حوت على شخصية رسالية حتما سيتأثر افرادها بشكل كبير، تبدأ بوادر التأثير على الاسرة شيئا فشيئا وبخاصة اذا اولى الاب والام عناية بأبنائهم وتربيتهم تربية رسالية قيادية فسيكون الابناء تحت تأثير عاملين العامل الاول التربية الرسالية والعامل الاخر الانموذج الحي الذي امامهم، وهكذا كل فرد بالأسرة يتأثر بمن يعيش معه، من تجربتي انقل لكم كيف بنى والدي الشيخ احمد الوائلي الاسرة بالاشتراك مع والدتي وكيف انشأ مجموعة ابناء ساروا وفق منهج صحيح–رغم غربته- وكيف ان الوالد وصل الى ما وصل اليه نتيجة تضحيات اسرته، كثيرا مااجريت اللقاءات الصحفية والتلفزيونية مع عائلتي –اخوتي و أخواتي سلطت هذه القاءات الضوء على شخصية الشيخ وتضحياته الا انها لم تسلط الضوء على اسرته التي لولا تضحياتها لم يصل الى ما وصل اليه، فالأسرة يقع على عاتقها دور كبير جدا بل هي المسؤول الاول عن بناء الابناء بناء سليما صحيح يعود نفعه على العائله نفسها وعلى المجتمع، فإذا ما نشأ جيل منحرف عن الخط القويم فالسبب لا يخرج من دائرة الاسرة، لهذا نجد الشريعة الاسلامية اولت اهتمام كبير بالأسرة ووضعت ضوابط وقوانين كي تنشأ الاسرة المثالية.

ماذا قدمت مؤسسة بنت الهدى لنساء النجف؟

المؤسسة عبارة عن مجموعة اقسام كل قسم يقدم خدمة معينة فمن اقسامها قسم العلوم الاسلامية يعنى بتدريس النساء اللاتي يلتحقن بالمؤسسة الامور التي تحتاجها في حياتها وداخل اسرتها مثلا تدرس مادة الفقه (المسائل الابتلائية) وتدريس احكام التلاوة وقرأءة القرآن بصورة صحيحة وايضا تعطى الدروس الاخلاقية والعقائدية على شكل دورات تستمر اما لستة اشهر او لثلاث اشهر، الهدف من هذه الدروس اعداد المرأة لقيادة العائلة فتأخذ من هذه الدروس الامور الضرورية التي تساعدها على بناء اسرتها، لدينا اقسام اخرى ثقافية كتعليم الحاسوب واللغة الانكليزية والفارسية والثقافة الصحية (تعليمهن الاسعافات الاولية، وكيف تواجه الامور التي تتعرض لها داخل المنزل كالاختناق والحروق البسيطة او اسعاف طفل غريق او زرق الابر) لاتتعدى الثقافة الصحية الامور الضرورية البسيطة التي تحتاجها لتمشية امورها الصحية البسيطة وايضا لدينا مشروع تعليم الخياطة من خلال ورشة خياطة تستقبل النساء اللاتي ليس لديهن مصدر معيشي تتعلم الخياطة لتقتات عليها، ومن الاقسام المهمة التي نوليها اهتماماً خاصاً قسم محو الامية فكثيرا من النساء اللواتي لايجيدنَّ القراءة والكتابة تعلمن في المؤسسة ضمن هذا القسم وصرن يقرأن ويكتبن، من الامور التي تحتاجها المرأة ووفرتها المؤسسة قسم الرشاقة والصحة البدنية كل هذه الاقسام تضم اعداداً من النساء اللاتي استفدن استفادة حقيقية بشهادتهن وشهادة اسرهن ولم نغفل امرا مهما ان المرأة التي يشكل طفلها الصغير عائقا امام حضورها وضعنا لها حلا من خلال افتتاح روضة وحضانة لم نحدد المرأة الملتحقة باقسامنا بعمر او شهادة فالباب مفتوح للجميع.

هل نجحت المرأة في عملها المؤسساتي؟

للمرأة بصمات واضحة جدا في المجتمع بعد 2003 وقبل هذه الحقبة الزمنية كانت المرأة مغيبة يكاد ينعدم دورها في مجالات عديدة وغالبا ما كانت لاتتصدى لاي عمل مؤسساتي صغيرا كان أم كبيرا بسبب الظروف المحيطة بالمجتمع في ذلك الوقت لكن عندما خرجت اثبتت نجاحها والدليل واضح جدا فمثلا على مستوى مؤسسات المجتمع المدني والمدارس الدينية نرى لها حضورا مميزا ولها اثرا واضحا فاليوم نراها تقود مؤسسات خدمية وتقود مؤسسات حوزوية بالإضافة الى البيوتات الخاصة التي فتحت من قبل رباتها لإقامة الكثيرمن الدروس التثقيفية والجلسات القرأنية التي تقودها بشكل مستقل وهكذا في المؤسسة التعليمية الاكاديمية نراها اثبتت جدارتها وقدمت للمجتمع مايحتاج، واليوم اصبحت المرأة اكثر وعي واطلاع عن السابق بسبب قنوات المعرفة التي فتحت لها فالبصمات مميزة ولا احد ينكر ذلك، ولا احد يتوقع هذا من المرأة النجفية التي كانت نادرا ماتغادر دارها نتيجة العادات والتقاليد التي تحدها لكن اصبحت اليوم تخرج وتكون مصدر عطاء لخدمة اسرتها ومجتمعها، ولا يخفى ما للمرأة من دور في النهوض بالمجتمع الى مراتب الكمال، ونطمح لها المزيد من خلال الاستفادة من المنافذ العلمية المفتوحة التي اصبح الخوض فيها من الامور اليسيرة.

كيف تتصدى نساؤنا للثقافات الغربية؟

الانفتاح على الثقافات الاخرى امر ضروري ومهم وبقدر ما فيه فائدة فيه مضار، تبقى المسؤولية على المرأة نفسها وعلى الجهات المسؤولة (الاعلام الاسلامي الاصيل، المؤسسات الدينية، المدارس والجامعات) وكيف تكشف زيف الثقافات الغربية وتبين اصالة الثقافة الاسلامية، فاذا صارت المرأة على بينة من امرها حتما ستتمكن من تميز الصالح من الطالح والغث من السمين وستكون مستعدة لكل طاريءيهددها او يهدد اسرتها، فدورها في تحصين نفسها وتحصين عائلتها مهم وضروري من خلال التسلح بالثقافة الاسلامية، كلمتي الاخيرة اقول اختي المؤمنة طلب العلم اصبح واجبا شرعيا عليك لان المجالات مفتوحة امامك بيسر وسهولة وقنوات المعرفة اصبحت في بيتك فممكن ان تتعلمي وانت داخل البيت مسؤوليتك كبيرة تسلحي لتكوني على قدرها.

نشرت في الولاية العدد 96

 

مقالات ذات صله